مرصد السلام والتنمية للإعلام وحرية الإنسان يفتح ملف حقوق يهود ليبيا مع السيد رافائيل لوزون.
– هل أنت من مواليد ليبيا…وما هي الصورة التي في ذاكرتك عن ليبيا ؟.
ولدت في مدينة بنغازي تحديدآ في المدينة القديمة في ميدان البلدية ذكرياتي عن الطفولة إيجابية كان لدي أصدقاء من جميع الأديان في بنغازي تعايش المسلمون والمسيحيون واليهود بسلام كانت المدرسة مختلطة وكنا نمرح ونذهب إلى البحر جميعا.
– أبناءك وأسرتك هل لديهم شعور الانتماء إلى ليبيا ؟.
عائلتي ومعظم اليهود من ليبيا يشعرون بالإنتماء إلى ليبيا تستطيع أن ترى ذلك في نوعية أكلنا الليبي في لباسنا الليبي التقليدي في لهجتنا الليبية التي لا زلنا نحافظ عليها ونتعلمها من جيل إلى جيل في حفاظنا على الزواج بالطريقة التقليدية الليبية باللباس والأكل والغناء الليبي.
– ما هي حقوق اليهود الليبين؟.
حقوق الليبيين اليهود يجب أن تكون مثل سائر حقوق المواطنين الليبيين لقد عشنا في ليبيا جنباً إلى جنب مع بعض اخوة مع الأمازيغ الليبيين لأكثر من 2000 سنة لقد عشنا في ليبيا قبل وصول العرب إلى ليبيا بستمائة سنة لذلك نستحق أن تكون لنا جميع حقوق المواطن الليبي الغير معترف بها لنا اليوم .
– كانت لك زيارة في زمن نظام حكم العقيد معمر القذافي.. كيف جاءت هذه الزيارة ؟ .
بعد عدة مقالات ومقابلات،كتبت إلى القذافي رسالة قلت له فيها إن أمي دائما تقول أتمنى قبل إغلاق عيني إلى الأبد أن أرى بنغازي مرة أخرى ويبدوا أن هذه الجملة أثرت فيه إذ أنني ذات يوم بعد أن أرسلت الرسالة تلقيت مكالمة هاتفية من القنصل الليبي في لندن يبلغني بأن لدي دعوة شخصية من الأخ القائد لزيارة ليبيا بعد 42عاما من الطرد دعوة لي ولولدتي وأختي كان مؤثراً للغاية أن أرى من جديد الأماكن التي ولدت ودرست وترعرعت فيها وبعد ثلاثة أسابيع من زيارتنا تمت دعوتي مرة أخرى في شهر سبتمبر في عيد الفاتح وحضرت وحظيت بالكثير من الإحترام خلال هذه الزيارة.
– هل ثمة قبول من المجتمع الليبي لليهود الليبيين؟ وما هي المؤشرات على ذلك؟.
عندما بدأت نشاطاتي قبل 20عاما كان هناك جهل كبير بواقع اليهود في ليبيا خصوصاً عندالشباب الذين لم تُتاح لهم أي معلومات بخصوص اليهود الليبيين إلا أنه وبعد عشرات المقالات والمقابلات والمؤتمرات والمنشورات والكتب التي قمت بنشرها تمكنت من تغيير رؤية ما لا يقل عن 40٪ من الليبيين بخصوصنا المئات من الليبيين بدأوا بالكتابة لي والإتصال بي ليس فقط من ليبيا ولكن أيضا من الخارج جميعهم مهتم جدا بقضيتنا ومع ذلك لا يزال هناك الكثير من العمل يحتاج للقيام به أولاً يجب أن نفهم الفرق بين الدين والقومية هناك ليبيين يهود كما يوجد ليبيين مسلمين كما يوجد انجليز أو ايطاليين أو فرنسيين وغيرهم يهود في إسرائيل هناك الإسرائيليين من الديانة اليهودية ولكن هناك أيضا الإسرائيليين من المسلمين والمسيحيين والدروز وهلم جرا لا يزال هناك عمل يجب القيام به على هذا الموضوع.
– في ظل التمزق الذي تشهده ليبيا وبالأخص في النسيج الاجتماعي هل يمكن لكم القيام بدور في تقريب وتوحيد الصف الليبي؟ .
أؤكد بشكل دائم في مقالاتي ومقابلاتي التلفزيونية والصحفية بأن المشكلة الليبية لا يمكن حلها بواسطة الدبلوماسيين الأسبان أو الألمان أو اللبنانيين… لا يفهم عقلية الليبي ولغته وثقافته إلا الليبي والليبيين الأقرب للعب هذا الدور بحكم أنهم ليسوا جزء من النزاع ويمكن أن يكونوا مناسبين كوسيط لإيجاد حل يناسب الجميع هم الليبيين اليهود.
– ظهرت لك صورة على العالم الافتراضي،تحمل جواز سفر ليبي،كيف تحصلت عليه؟
لسوء الحظ أن جواز السفر الذي ظهرت في الصورة وأنا ممسك به لم يكن لي،ولكنه كان لصديق ليبي لقد ألتقطت هذه الصورة على سبيل التفاؤل والتمني انني ما زلت أمتلك جواز سفري الصادر في العهد الملكي الذي لا أحد يريد الإعتراف به أو تجديده وأنا دائما في انتظار أن أجد في ليبيا من ينصفني ويقوم بمبادرة لطيفة ويصدر لي جواز سفر ليبي جواز لي كل الحق في امتلاكه.
– كم عدد اليهود الليبيين؟ وأين يقيم أكثرهم؟ وهل لديكم لقاءات واجتماعات فيما يتعلق بقضيتكم ؟.
اليهود الذين هربوا من ليبيا في السنوات 1948-1951 كانوا حوالي ( 34.000 ) آخر ( 7.000 ) تم طردهم في يونيو 1967 بعد أعمال شغب ومظاهرات دموية ضد اليهود قتل فيها حوالي 17 من اليهود الليبيين في طرابلس،وأحرقت جميع المحلات التجارية والمنازل التي تعود لهم اليوم الجيل الثاني والثالث يبلغ عددهم حوالي ( 120،000 ) نسمة من اليهود الليبيين 90٪ في إسرائيل وحوالي ( 5.000) في إيطاليا( 200 ) في بريطانيا وحوالي(500 ) موزعين في باقي دول العالم بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية في الخمسين سنة الأخيرة عقدت العشرات من المؤتمرات والملتقيات في إيطاليا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة وإسرائيل في إسرائيل هناك متحفين للتراث الليبي اليهودي ونحن نشيطين جداً في الحفاظ على خلفيتنا الثقافية الليبية في جميع دول العالم.
– يربط عودتكم بالقضية الفلسطينية.. كيف تري هذا الربط ؟.
لقد قلت من قبل ليس لأننا يهود يجب أن يتم اقحامنا قسراً في المواضيع المرتبطة بإسرائيل والشؤون الشرق أوسطية! ولكن إذا كنا نريد حقا المقارنة… فالفلسطينيين الذين فروا / طردوا في 1948 كانوا حوالي 900،000 في نفس الفترة حوالي 850.000 يهودي من الدول العربية طردوا بعيدا وتم الإستيلاء على جميع ممتلكاتهم اليهود في الدول العربية لا يستطيعون التصويت والانتخاب أو العمل في الأماكن العامة ولا حتى يستطيعون نطق كلمة إسرائيل الفلسطينيين أولئك الذين يعيشون في إسرائيل لهم الحق في التصويت والانتخاب في البرلمان الإسرائيلي من 120نائب هناك 13نائب مسلمون عرب! الفلسطينيين يمكنهم العمل في كل مكان.
كل القضايا الفلسطينية تناقش في الأمم المتحدة وهناك حوالي 3000 من المنظمات الإنسانية التي تعمل لصالح الفلسطينيين وفي المقابل لا أحد يتحدث عن اليهود من الدول العربية ولا منظمة تعتني بحقوقهم …أنا شخصيا وكأغلبية الليبيين اليهود جميعنا مع فكرة إنشاء دولة فلسطينية جنبا إلى جنب مع إسرائيل يعيشون فيها بسلام الآن أنا أولي اهتماماتي لبلدي المضطرب ليبيا،للضحايا الأبرياء من اخوتي الليبيين خالص صلواتي لأجل ايجاد حل سلمي في ليبيا وبعد أن يتحقق ذلك يمكنني أن أقلق بشأن الفلسطينيين.
– هل لديكم تواصل مع مسؤولين ليبين في المشهد الحالية؟.
منذ بداية ثورة 17فبراير كنت على اتصال وثيق مع جميع الأطراف المعنية ولا سيما في آخر 3سنوات اذ كنت على اتصال بالعديد من قادة الفصائل المختلفة أوضحت للجميع رؤيتي ومقترحاتي للحل وحتى الآن لا تقدم يذكر إنني باستمرار أحاول التواصل وأبذل قصارى جهدي ولكن أبكي من قلبي عندما لا أرى من يقدم أي شيء حقيقي لإيجاد حل الجميع يشعر بأنهم رؤساء وزراء ولا أحد مستعد أن يكون جندي بسيط يعمل لخير البلد والوطن أتمنى وأصلي أن تصادف الحكمة أذهان القادة الحاليين لجميع المجموعات المتصدرة للمشهد الليبي.
نقلا عن مرصد السلام والتنمية للاعلام وحرية الانسان