كما توقعت… ستمر بسلام .. ومرت فعلا .. تلك المحاولة المشبوهة لإثارة ما يبدو كأنه إشكال مذهبي محوره أتباع الإمام عبد الله بن أباض المقاعسي المري التميمي العربي الأصل والمفصل.. وما كانت لتمر لولا وعي الليبيين المعنيين بألاعيب الفتنة والمفتنين وإدراك أهلنا لمقاصدها الدنيئة.
والمسألة منذ اللحظة الأولى مرتابة ومشكوك فيها، وليس لها علاقة بموقف الاباضية نفسها أو منها، إلا لأن أتباع هذه الفرقة أغلبهم من الأمازيغ، بل أعتقد أن طالب الفتوى نفسه غالبا غير حقيقي ويندرج التصرف تحت عمليات وخزعبلات دوائر إثارة النعرات والحمية والعنصرية العرقية.
ورغم أنني لست صاحب قضية في هذا الشأن ولا أتبع أي مذهب لقناعتي أن نبينا صلى الله عليه وآله وسلم لو كان حيا ما كان ليتبع مذهبا، وهو عليه الصلاة والسلام (القدوة الحسنة) ولأن القرآن الكريم كلام الله (المثل الأعلى) كتب باللغة العربية التي أحبها كثيرا ومفهومة بالنسبة لي تماما، وأن السنة النبوية السمحة لا فضل لأحد في وصولها إلينا عبر القرون فقد وصلت كما وصل عبر الزمن كل ثابت من القيم الرفيعة المطلقة.. وأن التفاسير عن بكرة أبيها هي اجتهادات حضت بعناية واجتهاد من لا نشك في قدراتهم العلمية واللغوية ولا في تقواهم وورعهم، لكنها ناسبتهم وناسبت زمانهم وكانوا الأخيار السباقون إلى عرض فهمهم للتنزيل الحكيم .. ولهم أجر الاجتهاد إن أصابوا في ذلك أم لم يصيبوا.
أقول : أن محاولة دق إسفين من هذا النوع بين المسلمين وإثارة قضايا ممعنة التفاصيل عن رؤية لمنهج ديني من زوايا حادة (موضة) لا تشغل إلا الأميين والجهلة وأصحاب الأجندات المستوردة والمخططات المفسدة للطبيعة والملوثة للأجواء، ولنا في انحرافات (المدخلي) والوهابية (مثل للرعاع) أعداء دين محمد عليه الصلاة والسلام والمؤمنين أتباعه..
إن أهلنا من الاباضيين والمالكيين قد تجاوزوا ذلك قبلا، وشبعوا من أسنه دهورا، وأهلنا خاصة في الجبل بمكوناته على درجات من الوعي بحيث لا يهز تعايشهم المشهود له، خاصة خلال هذه الأزمة التي تمر بها البلاد محاولة مكشوفة (قليلة الأدب) كهذه .. فمن يمكنه أن يشق (1000) عام من الوئام بجرة قلم متثاقف الله أعلم بنواياه وأغراضه.
إنها محاولة مفضوحة لإحداث شرخ في جبل من الوئام وحسن الجوار وعلاقات الدم والعقيدة والمصالح والحياة الهادئة.. جبل بهذا الحجم وهذا الشعب لا يقلقه جرح شفرة، ولا أشك أنها محاولة بآت بالفشل بعد أن أعيتهم الطرق التقليدية الفاشلة لإثارة النعرات خدمة لأهداف ليست إلا سياسية.
أخيرا .. يجب أن نتيقظ لمثل هذه المخططات وننتبه لمثل هذا الشرر الشر … وإننا على ذلك لقادرون.
قلم: الصادق دهان