إذا شئنا كنا

[post-views]
6

اذا شئنا كنا

عام يمضي .. وعام يحضر..

قرن يمضي .. وقرن يحضر..

نحن الليبيون.. نقف علي بوابة هذا وذاك .. مترددين ، قلقين ، خائفين ، متسائلين ..
ملء حناجرنا الصمت ، وفي جوارحنا الخوف والقلق.
راياتنا أكفنا ، ورماحنا سواعدنا..
الي أين نمضي ؟! وماذا نستطيع أن نفعل ؟!.

ها نحن نتكيء علي تاريخ عريق ، ومجد عظيم ، ونتطلع نحو مستقبل مترع بالقلق والأسئلة ، كما هو حافل بالأمل والوثوب ..

يستطيع أجدادنا أن يفخروا بما أنجزوا من بدائع وروائع ، في العلم والمعرفة ،كما في مدننا الليبية وفي مقدمتها(مدينة قورينا شحات )، التي كانت محجا علميا ومعرفيا وانسانيا ، وأصبحت أكبر مركز ثقافي في العالم في القرن الرابع قبل الميلاد في العصر الاغريقي .
( ومدينة صبراته) بمسرحها العالمي، ومشاركة شعبنا بأشكال المسرح ، اذن عرف الليبيون المسرح مع الاغريق قبل ألفي عام .
( ومدينة لبدة في العهد الروماني ) التي انجبت سيبتيموس سيفاروس القائد الليبي الذي حكم روما لمدة 16 عام بعد نصره العظيم علي الرومان ،في القن الثاني ميلادي ، (ومدينة اويا طرابلس الفنيقية ) التي أنشئت في الألف الأولي قبل الميلاد ، واستمرت عاصمة حتي يومنا هذا وهي ثاني أقدم عاصمة في التاريخ ،بعد مدينة دمشق السورية .

هم “أجدادنا ” أبدعوا في شتي المجالات ، وبنوا حضارة انسانية معرفية غاية في الرقي والسمو.للبشرية جمعاء.
وها نحن نبحث عن مكان لنا لابد أن نأخذه في ركب الحضارة .بالعلم والمعرفة والتسامح والتصالح والمحبة والوحدة الوطنية .

نرفض كبت حرية التفكير وصناعة الرأي والتعبير والإبداع كما نرفض حكم الميليشيات الخارجة عن القانون.

نعم .. لجيشنا الوطني درعا للوطن .. نعم لجيشنا الوطني حاميا الوطن.
نعم.. لجيشنا الوطني حصنا للوطن ، وعنوانا كبيرا للأمن والإستقرار..
علينا أن نكون في المواجهه ، علي جبهة البناء و التنمية والتعمير.
نحن الليبيون المسحوقين المظلومين ، تقصف وردة عمرنا الطفلة الليبية معتيقة بقنابل الطيران الأمريكي .

نحن الليبيون..نحن المناضلين الكادحين ..المسحوقين أبدا.. الذين لم نبخل يومٱ بدم وجهد وعرق .

ها هي سنة تمضي .. وسنة تحضر .. وقرنا يمضي .. وقرنا يحضر .. والف عام يمضي .. والف عام يحضر.. لكنها بدمنا ، نحضر ونغيب ، وكانه قدرنا ان نحضر بدمنا ، وان نعيد صياغة العالم بدمنا.

دمنا الممتد منذ أول طلقة ، وأول مجزرة ، وأول جريمة ترتكب ضدنا .
حضورنا ممتد منذ أول نبي وهداه ، وأول حرف نقشناه ، وأول حرف اخترعناه.
دمنا هو حضورنا .. وحضورنا هو ابداعنا .

يمضي قرن من الزمان ، ويحضر قرن أخر .. وتذهب ألف وتحضر ألف .. وها نحن الذين لم ننكسر .. ولن ننكسر ..رغم احتلال العدو الايطالي البغيض.. ورغم محرقة ناره.

سيكون بيننا ألف صلاح الدين ..وألف خالد بن الوليد ..وألف قطز .. وبيبرس . وابن سيناء.. وابن النفيس ..والفارابي وابن الهيثم ..والخوارزمي.. وجابر بن حيان .
…وجمال عبد الناصر.
سيكون بيننا المجاهد عمرالمختار ، وغومة المحمودي، وعبدالنبي بلخير ، وبشير السعداوي ، وأحمد الشريف .
اذكر الكثير من أمثال هؤلاء الرجال . وأعتذر لكل من لم اقدر علي ذكر اسمه هنا ، لتقصير مني لكنني أذكرهم في سويداء قلبي .وهم في الوجدان والعقل .
بيننا وبين الغزاة الاف من التحدي والصمود والمواجهه.
.
إن وهن العظم منهم ..وعلا الشيب مفارقهم، فانهم لن يهونوا ولن يذلوا..بيننا لن نذل أبدا..

بيننا ان شئنا كنا ..
وان شاء الأعداء فلن يكونوا إلا..
غبارا تذروه رياح الأيام..
فلتسلم ليبيا..كي تبقي لنا الدار..
رغم ااالام وااالأوجاع..
ستبقي ليييا عبق الماضي وألق المستقبل

—————————————————————-

ا.د جمعة أحمد قاجة

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.