الكيخيا.. وزير قال لا للقذافي فاختفى من الوجود 19 عاما!

[post-views]
0

“نظام الطغيان اختطف المعارض منصور الكيخيا، ثم قتله وأخفى جثمانه، ما يدل على أنه كان يخشاه ميتاً أكثر مماكان يخشاه حياً”.

بهذه العبارات أبّنت الخارجية الليبية وزيرها الأسبق، منصور رشيد الكيخيا، بعد العثور عليه سنة 2012 مدفونا في حديقة مسكن فخم بطرابلس، بعد أكثر من 19 عاما من اختفائه في ظروف غامضة بالقاهرة سنة 1993.

بنغازي مسقط الرأس
ولد منصور الكيخيا في الأول من ديسمبر 1931، في بنغازي شرقي ليبيا، وفيها درس مرحلتي تعليمه الإعدادية والابتدائية.

انتقل الكيخيا إلى مصر ليواصل تعليمه الثانوي والجامعي أيضا، ثم سافر إلى باريس، وهناك حاز شهادة القانون الدولي من جامعة السوربون، وكان هذا سنة 1950، ثم عمل محاضرا في القانون الدولي في جنيف بين عامي 1966 و1967.
لكن ولعه الشديد كان بعالم الدبلوماسية والسياسة، لذلك دخل إلى العمل الدبلوماسي قبل أن يبدأ في إلقاء محاضرات بجنيف.

“إنه من الدبلوماسيين والسياسيين الليبيين البارزين الذين عارضوا القذافي في بدايات حكمه، وانحاز إلى حقوق الإنسان”، يقول رئيس حزب الائتلاف الوطني الجمهوري، عز الدين عقيل، مضيفا: “لقد عارض قرار اللجان الشعبية القاضي بتصفية رموز المعارضة جسديا”.

​البداية من الملكية
في سنة 1962، يوم كانت ليبيا لا تزال تحت حكم الملك السنوسي، شغل منصور الكيخيا منصب قائم بالأعمال الليبي في سفارة ليبيا بفرنسا، ثم انتقل إلى الجزائر عام 1963 في المنصب ذاته.

بعدها عُيّن قنصلا عاما في جنيف بين 1963 و1967، ثم عضوا في البعثة الليبية بالأمم المتحدة عام 1968.

حافظ الكيخيا على موقعه في الدبلوماسية الليبية، حتى بعد مجيء العقيد معمر القذافي إلى الحكم في الفاتح من سبتمبر 1969، وإزاحته للملك السنوسي من السلطة، بل ارتقى إلى منصب وزير.
عين القذافي الكيخيا وزيرا لخارجية “الجماهيرية العربية الليبية الاشتراكية العظمى”، بين 1972 و1973، ثم قدم الكيخيا استقالته وعاد إلى ممارسة المحاماة في طرابلس، وترافع بعدها عن معتقلين سياسيين في ليبيا.

في 1975، عُين مندوبا دائما لليبيا بالأمم المتحدة، واستمر إلى غاية 1980، ثم استقال من منصبه، بعدما أسس، رفقة حقوقيين، المنظمة العربية لحقوق الإنسان، كما أسس الرابطة الليبية لحقوق الإنسان.

معارضة القذافي
أعلن الكيخيا معارضته لنظام معمر القذافي بعد استقالته من منصبه ممثلا دائم لليبيا في الأمم المتحدة، لكنه بقي في الأمم المتحدة يشغل منصب ممثل دائم للمنظمة العربية لحقوق الإنسان في المنظمة الأممية.

أسس سنة 1988 حزب “التحالف الوطني الليبي” في الخارج، وانتُخب أمينا عاما له، ومن هذا المنبر الحزبي راح يحشد المعارضة لتغيير نظام العقيد في طرابلس.
وفي سنة 1992، خطى الكيخيا خطوة كبيرة في تجاه تغيير النظام، إذ عقد ميثاقا لوحدة المعارضة في القاهرة، وهو ما أخاف نظام القذافي وجعله يخطط لوضع نهاية له، وكان ذلك ما حدث سنة 1993، أمام فندق السفير، في القاهرة بمصر.

الاختطاف والنهاية
يقول السياسي الليبي، عز الدين عقيل، لـ”أصوات مغاربية”، إن شهادات متطابقة تؤكد أن منصور الكيخيا اختُطف من أمام فندق السفير بالقاهرة، ونُقل إلى ليبيا، وقد عثر على جثته في ثلاجة داخل مسكن تابع لقيادة المخابرات الليبية.

هذا ما اعترف به أيضا قائد المخابرات الليبية السابق، عبد الله السنوسي، خلال تحقيقات أُجريت معه في ليبيا بعد القبض عليه، موضحا أن “الكيخيا لجأ إلى مصر في تسعينات القرن الماضي، قبل أن تختطفه الأجهزة الأمنية للقذافي وتنقله من مصر إلى ليبيا”.

“تمّ قتله ودفنه في حديقة بإحدى الفيلات بالعاصمة الليبية طرابلس”، يؤكد السنوسي في اعترافه بهذه المعلومات التي سبق لوزير خارجية ليبيا الأسبق، عبد الرحمان شلقم، أن أقرها أيضا
هذه المعلومات يؤكدها كذلك الدبلوماسي الليبي، عاشور الإمام، الذي عرف الكيخيا عن قرب.

وقد كتب الإمام، في مقال بعنوان “ذكرياتي مع المرحوم منصور رشيد الكيخيا”، قائلا: “جند نظام الطاغية كل طاقاته وأزلامه من أجل ملاحقته والقضاء عليه في أي وقت وأينما كان”.

ويسترسل الإمام قائلا: “اقترف هذا النظام المجرم جريمته النكراء بخطف المرحوم في 10 ديسمبر 1993 من القاهرة، وتهريبه في سيارات المراسم الليبية، عبر السلوم إلى مطار الأبرق، ثم إلى طرابلس”.

دُفن رفات الكيخيا في مدينة بنغازي، يوم 3 ديسمبر 2012، في جنازة رسمية وشعبية، بعد أن نظمت وزارة الخارجية الليبية حفل تأبين له.

————————————————————————————————————–

المصدر: أصوات مغاربية

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.