ذنوب فبراير وسيئات سبتمبر
في البداية أود أن أوضح الفرق بين الذنب والسيئة بمفهوم الشريعة وهل السيئة اقل جرما في ترتيب المعاصي ؟ الذنب من الناحية الشرعية هو مخالفة أوامر الله سواء إن كان ذلك امر بعبادة او نهي عن مُحرم اما السيئة فهي الإسأة للاخرين من خلق الله وتدخل في باب الخطأ ( كل بني ادم خطاء وخير الخطائين التوابون) فالذنب أمر عظيم ومن قام به فهو عاصي لأمر الخالق ولكنه يغفر بطلب المغفرة من الله والتوبة النصوحة أما السيئة فتحتاج الى تكفير عنها ويقصد بذلك أنه لابد من وجود طرف ثالث يتحمل دفعها كما يدفع الدَّيْن على المديون ، ومن يقدر على ذلك غير الله ؟ من يطلب المغفرة ويتوب فرصته في نيلها كبيرة وذلك بعد الاعتراف بالذنب والتوبة . فماهو ذنب فبراير اذاً ؟
ما نتج عن فبراير هو التفريط في الوطن وسيادته واستقلاله بحجة وبدون حجة(ولا نذكر هنا ما تحجج به المدنبين ) فليبيا كانت مغلقة اغلاق محكم عن كل اجهزة المخابرات والتدخلات الاجنبية وذات سيادة حتى وان كانت السيادة نسبية ، ومن المستحيلات أن تتجرأ المخابرات المصرية أو التونسية أو التشادية حتى التفكير في اختراقها بل هذه الدول كانت مخترقة من المخابرات الليبية التي ربما كان لها دور في تحديد سياسات تلك الدول.
أما عن مخابرات الدول الغربية فكانت مضحوك عليها ومكشوفة لليبيا بل وتم استعمالها بدهاء رجال المخابرات الليبية اليوم ليبيا غير التي كانت فهي يعين فيها الوزراء بتزكيات من سفراء دول الغرب ، بل وتم تحديد من يكون رئيسا للبرلمانات والحكومات المتعاقبة ولم يكن لليبيين أي دور ليبيا اليوم تحدد سياساتها المالية والاقتصادية والسياسية بايعازات وأوامر تنفذ بدون تردد او تفكير . فما هي سيئات سبتمبر ؟
ليبيا حكمت بسبتمبر الثورة ( ثورة الفاتح) لفترة 42 سنة وخلالها تمتع الليبيين بأمن وأمان ودولة ، ولكن أي دولة ؟ انها دولة قائمة على حكم شعب انشغل في البحث على لقمة عيشه ليعيش كأي كائنات الأرض البرية بعيدا عن استعمال مهاراته أو أن يكون له تطلعات تلحقه بعالم البشر شعب انشغلت حكومته على اعداده الإعداد اللائق بشعوب الدول الغنية ، بالرغم من أن هذا الشعب كانت لديه تطلعات وأمال وحسن ظن بثورة الفاتح في بداياتها ، ولكن سرعان ما انقلبت لنظام حاكم لا يرغب في اشراك شعبه في ادارة الدولة ربما إخواني من أنصار سبتمبر سيقولون لي لقد كان هناك حكم شعب عن طريق مؤتمرات شعبية تقرر ولجان شعبية تنفذ !! وهم يعلمون جيدا حقيقة من يحكم .
سأقول هل كان في جدول أعمال المؤتمرات الشعبية دعم اللغة الأمازيغية مثلا ؟ هل تؤخد كل قرارات المؤتمرات الشعبية في الإعتبار وتنفذ في ادارة البلديات المحلية ؟ ثم لماذا تتم محاربة كل معارضين النظام الايدلوجيين بالحديد والنار مما أدى إلى استعمالهم من قبل العدو وخلق منهم خونة واتباع دمروا بلدهم عندما أُتيحت لهم الفرصة ( لانه لم يتم استيعابهم في العملية السياسية وتأهيلهم) سيئات سبتمبر ألحقت بالمواطن أذى كبير اقتصادي وكبت الحريات بالرغم من وجود امكانية كبيرة للاصلاح المبكر .
أنا هنا ليس بصدد حصر الأخطاء لأني على المستوى الشخصي لم اكن طرف في كلاهما .’إني أدعو الجميع للإعتراف بالذنب والسيئات والتوبة،أدعو فبراير التوبة من ذنب عظيم لعل الوطن يغفر لهم كما أدعو سبتمبر أن يدعو الله أن يكفر عنهم سيئاتهم وأن يستسمحوا شعبهم الذي ربما أحبهم يوما ما لانهم حافظو على سيادة الوطن التي انتهكت بفبراير ويعود الوطن وتكفر السيئات.
د خالد شليق