القوة الثالثة للمرة الثالثة

[post-views]
9

منذُ أنْ خرجتْ القوة الثالثة مِنْ الجنوب الليبي تنفسنا الصّعداء و فرحنا بالمجهول دون أنْ نعلم ما يُخبئهُ لنَا المستقبل وأستبشرنا خيراً وشعرنا بالحرية بعد أنْ كانتْ هذِهِ القوة كالجثامة على قلوب آهالي الجنوب “وَيَا ليتهَا ما خرجتْ”,,,.

كتبنا المقالات ضدّ هذِهِ القوة التي كُنَّا نعتقد أنّها مُتحكمةً في حرية المواطن الجنوبي ولكن الحقيقة تقول عكس ذلك,,,ففي زمن وجودها هُناك كان الجنوب محمي إلى قدر كبير بلْ لم يتجرأ مُجرم قاطع طريق أو مُهرّب أو دخيل مِنْ غير القبائل الليبية أنْ يدوس أرض الجنوب أو يُعلن أمتدادهُ الديموغرافي لقبيلتهِ كَمَا فعلتْ قبائل التبو الغير الليبيين القادمين مِنْ صحراء تشاد و الذين أعلنوا رسمياً أنّ إقليم فزان هو إرث لأجدادهم و ما لبثوا عندما سقط النّظام حتى أصبحوا يأتوننا فُراداً و جماعات فلم يَعُد بالإمكان التمييز بين التبوا الأصل من التبوا القادمين الجدد و الحالمين بإقامة دولتهم في الجنوب,,,

ولمّا كانتْ السلبية تُسيطر على أهالي وقبائل الجنوب مِمَّا أدّتْ إلى إنقسامهم و تشتتهم حتى أيقن هذا التباوي الدخيل أَنَّهُ أمام قبائل نائمة فأصبح يُهدد ويخطُف و يسرق في وضح النهار دون رادع لا عُرفي منْ أعيان التبوا المستوطنين في الجنوب و المعروفين مِنْ ضمن المجالس الإجتماعية و لا رادع مِنْ مجالس الإجتماعية من باقي قبائل الجنوب ناهيك على غياب اللاّ دولة,,,

إنّ الإنقسام السياسي الذي يعيشهُ الجنوب الليبي خلق أرضية خِصبة لهذهِ الجماعات فأصبحوا يصولون ويجلون كَمَا يشاؤون دون أن تعي قبائل الجنوب الخطر المُحدق بِهِمْ والذي يهددهم في حال ماتمّت السيطرة الكاملة على الجنوب خاصةً و أنّ فرضية الأقاليم مطروحة أمام طاولتْ الدول الإستعمارية المهيمنة سيما أنّ هناك دول و منظمات تدعم الإنقسام و تُؤيد حُكم الأقليات والجميع يعلم المُطالبات الأمازغية في المغرب و الجزائر وغيرها مِنْ الدول بالحكم الذاتي ومازدا مِنْ الطين بِلّة الدستور الأخير الذي همّش حقوق التبوا والأمازيغ الأمر الذي جعلهُم يفكرون بإنتزاع حقوقهم تحت أي فرضية أو مُسمى حتى و إن لجؤوا للدول والمُنظمات التى تدعم الحكم الذاتي الإنفصالي,,,

الوقاية خَيْرٌ من العلاج الذي قد يكون باهض الثمن وضريبتهُ كبيرة جداً فهذهِ فرصة لنْ تتكرر أمام قبائل الجنوب مُجتمعة دون إقصاء لإنقاذ الجنوب ووضع حل و حدّ لهذا الخطر و الموت القادم مِنْ صحراء تشاد و النيجر و في حال عجزهم وتخاذل البعض مِنْهُمْ واجب عَلَيْهِمْ إلزاماً أن يُفسحوا المجال أمام القوة الثالثة بَلْ يجب عَلَيْهِمْ أن يطالبوا برجوعها علانيةً و في أسرع وقتْ مُمكن حفاظاً على ما تبقى من سيادة الجنوب.

فالجنوب جُزء مِنْ ليبيا وهو مُهمْ لكل الليبيين و لا يَخُص أهل الجنوب فقط.


بقلم: محمد هدية الوكواك

مزدة – ليبيا

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.