أبومازن:يرفض دعوة بن سلمان والخلافات تنشب بين الطرفين

[post-views]
3

حالة من الغموض تلفّ العلاقات الفلسطينية – السعودية في الفترة الأخيرة، أبرز معالمها يتمثل في رفض الجانب الفلسطيني لكافة أشكال القبول بالطرح الأمريكي “صفقة القرن”، في ظل عناد الرياض وإصرارها على قبول الفلسطينيين بها.

“السعودية” تبذل قصارى جهدها، في إقناع الفلسطينيين للقبول “بصفقة القرن” إما من خلال استخدام أساليب الترغيب بتقديم الإغراءات أو بالترهيب عبر الإبتزاز السياسي، في محاولة منها لإمتصاص الغضب الفلسطيني، غير أن حركة فتح تمتنع بشكلٍ قاطع عن القبول بالأمر.

وفي حين أن الرياض فشلت في إقناع الفلسطينيين بقبول الطرح، قررت الإنتقال إلى مستوى أكثر تقدماً من الإجراءات، بحسب مصدر قيادي رفيع المستوى في حركة فتح، إذ بادرت “السعودية” إلى استدعاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس بصورة رسمية لمناقشة الصفقة عن قرب. القيادي الفتحاوي، كشف لمراسل “الخليج أونلاين”، أن الرياض استدعت عباس خلال الأيام الماضية من أجل حل الملف العالق لدى حلفائهم الأمريكيين(صفقة القرن)، وأضاف: “الرياض لم يعجبها كثيراً حالة الرفض الفلسطيني القاطعة لدورها في صفقة القرن المشبوهة، وعندما فشلت في إقناعنا بقبول الصفقة الأمريكية رغم مخاطرها على القضية والمشروع الوطني، لجأت إلى طريق جديد؛ وهو اللقاء المباشر مع الرئيس أبو مازن”. وبحسب القيادي في حركة فتح، فإن عباس رفض الدعوة السّعودية، لافتاً إلى أنه أبلغ أطرافاً عربية عدة رفضه القاطع لفتح ملف “صفقة القرن” بأي شكل من الأشكال وأنه لن يتعاون مع أحد في ذلك، في حين أن الرياض تحاول البحث عن قيادة فلسطينية بديلة تتماشى مع مخطّطاتها في المنطقة، ويضيف الفتحاوي أن عباس يعلم ذلك جيداً بالأخص بعد استضافة الرياض لأكثر من شخصية محتملة يرجّح أن تكون البديلة عنه وفي مقدمتهم النائب المفصول من حركة فتح محمد دحلان، ومدير جهاز المخابرات الفلسطينية العامة اللواء ماجد فرج.

وفي السياق، يقول الكاتب والمحلل السياسي، المقرّب من حركة “حماس”، مصطفى الصواف، في تصريحات خاصة للخليج أونلاين، إن “السعودية” لا تتمسك بالرئيس الفلسطيني حيث تكمن غاياتها بنفيذ مخطّطاتها في المنطقة وفق إملاءات الحلفاء (أمريكا – الكيان الصهيوني)، لافتاً إلى أن تجدُّد العلاقة بين المسؤولين السعوديين والنائب دحلان، كانا سبباً إضافياً للخلاف القائم حول “صفقة القرن” الأمريكية وتوتر العلاقات مع عباس.

ويضيف المحلل السياسي: “استقبال الرياض عدوَّه اللدود دحلان على أراضيه، هذا من وجهة نظر الرئيس عباس أهم بكثير من خطورة صفقة القرن، التي يختلف فيها مع السعودية بعد الضغوطات الكبيرة التي تعرض لها، وهذا الأمر مرجِّح للتصعيد خلال الفترة المقبلة”.

الجدير ذكره هو أن “صفقة القرن” هو قرار وضع من قبل حكومة الإحتلال وبالمشاركة من الولايات المتحدة الأمريكية وتعتبر “السعودية” في طليعة الدول التي ترحّب به وتسعى في تنفيذه، وينصّ هذا القرار على ضم العاصمة الفلسطينية القدس إلى دولة الإحتلال بشكل كامل، وإقامة دولة فلسطينية تشمل حدودها قطاع غزة وأجزاء من الضّفة الغربية بحيث تكون أبو ديس عاصمة لها.

وذكرت صحيفة “ميدل إيست آي” أن ابن سلمان استدعى الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مطلع نوفمبر الماضي ليقنعه بقبول الصفقة، وأضافت إن بن سلمان متحمسٌ جداً في المضي قدماً، لا بل أنه حريص على التوصل إلى اتفاق سلام بين كيان الإحتلال من جهة وبينه وبين مختلف الدول العربية من جهة أخرى.


مرآة الجزيرة

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.