السيد أفقهي: تصريحات ابن سلمان صبيانية

[post-views]
68

الدبلوماسي الإيراني السيد هادي أفقهي: الصواريخ اليمنية تفرض “الردع الرعبي” بمعادلات الحرب.. وابن سلمان لا يُشكل تهديداً لطهران

مخاض عسير للسياسات السعودية في المنطقة، سياسات تأتمر بأجندة الراعي الأميركي المُسّهل والحامي لمصالح الإحتلال الصهيوني. تسعى السلطات السعودية عبر تحركاتها العدوانية بالتزامن مع التراجع الأميركي على الساحات الدولية وفقدان الهيبة الأميركية خاصة التي كانت تحاول فرضها على العالم عبر فزاعة القوة العسكرية العالمية، حيث تهدف إدارة دونالد ترامب عبر سلسلة تغييرات في الطاقم المساند لرجل البيت الأبيض أن تعمل على بث بذور حرب نفسية في العالم وخصوصاً الشرق الأوسط، الذي تدعم بداخله أدواتها المحلية لتطبيق غايات تعود بالنفع المالي عليها وإبقاء سيطرتها.. وانطلاقاً من الرياض التي تحاول الإستناد على الحلفاء لإبقاء إيران “شماعة” لزعزعة المنطقة، يأتي الدعم وفقاً لتدفقات المال السعودي المتحرك.‏ من سوريا والعراق ولبنان إلى اليمن والبحرين، تختلق الرياض حروباً بشتى الأساليب وتلقي باتهاماتها جزافاً ناحية طهران التي تقف بالمرصاد لردع تحركات ومواجة سياسات الرياض الرامية إلى تسليم المنطقة للصهيونية الدولية، هذا ما يؤكده الدبلوماسي الإيراني السابق السيد هادي السيد أفقهي في حوار خاص.

كانت الجمهورية الإسلامية الإيرانية ولا تزال تتجه نحو الحوار والتعاون مع الجيران، ولم تحرض يوماً على الأذى ولم تختلق المشاكل كما يفعل غيرها من الدول، مع تحالفاتهم ودول الغرب على رأسهم الولايات المتحدة الأميركية، وقد أكد وزير الخارجية محمد جواد ظريف هذا النهج في مقالته الأخيرة( رابط مقالة ظريف الجزرة نت)، المنهاج الإيراني يشدد عليه الدبلوماسي السابق السيد هادي السيد أفقهي.

السيد أفقهي يشدد على أن العدائية التي تظهرها السلطات السعودية بالتعاون مع حليفها الأميركي الذي يعمل على استحلابها، وهو ما تُرجم في صفقات محمد بن سلمان مع الرئيس دونالد ترامب، موضحاً أن ملفات كل من ترامب وابن سلمان يظهران الأزمات التي يعيش بها هذين الرجلين على صعيد داخلي وخارجي.

يلفت أفقهي إلى أن السعودية تعيش أزمة حول مشروعية عهد ابن سلمان، الذي شنّ حملة الاعتقالات على أبناء عمومته واحتجزهم في فندق “الريتز كارلتون” وسلب أموالهم بزعم حملة الفساد والرشوة، يقول: “إن ابن سلمان أفسد منهم جميعا”، ويسأل لماذا لم يحاكمهم محاكمة عادلة؟. واستتبع حديثه عن المستنفع السعودي المتأزم، بالإشارة إلى المعضلات الإقتصادية التي تعيشها الرياض، مع العجز المتفاقم في الميزانية والذي تسبب به الجرح النازف في اليمن عبر العدوان المتواصل منذ قرابة السنوات الأربع، ما كلّف الخزينة ثمناً باهظاً، كما تكبّدت الخزينة خسائر أثر التمويلات التي تنتهجها الرياض لمشاريع الفتنة ودعم الإرهاب في كل من سوريا والعراق ولبنان والبحرين الذي دخله “درع الجزيرة” وقتل المتظاهرين وقمعهم لمطالباتهم السلمية بحقوقهم، وأهم التدخلات الفاشلة للرياض كانت في اليمن الذي دخل السنة الرابعة تحت وطأة العدوان الذي يقتل النساء والأطفال. اليوم،

يعاني ابن سلمان من أزمات عديدة وبسبب جرائمه يلاحق بالانتقادات من قبل المنظمات الحقوقية الدولية، يؤكد السيد أفقهي، ويشير إلى معارضة الكونغرس عقد صفقات مع السعودية بسبب جرائمها في اليمن أولاً، وضلوع أمرائها بأحداث الحادي عشر من سبتمبر 2011م، والفساد الذي يستشري على أيديهم وقد تمت ملاحقتهم وفي مقدمتهم بندر بن سلطان.

يرى السيد أفقهي أن واشنطن تستنزف الرياض و”تستحلب آل سعود عبر ابن سلمان” وتبتزهم، وما إن تنتهي منهم ومن أعمالهم ودورهم في المنطقة ستتخلى عنهم وفقاً لما تقتضيه مصالحها، ويضيف أن ملف واشنطن وإدارة ترامب في ورطة، فالرئيس الأميركي سجله حافل بالأزمات، من ملفات أخلاقية وإرتشاء، وفضيحة التمويل الروسي للإنتخابات الأميركية هذه الفضائح تبعث بارتداداتها على الداخل وتضع ترامب في وضع غير مستقر، وتمنعه الإقدام على خطوات فعلية عملية عدائية تجاه إيران.

السيد أفقهي يلفت إلى تصنيف ترامب لأعداء بلاده، حيث جعل الصين بالمرتبة الأولى واعتبر إيران العدو الثاني، فيما تم تصنيف “الإرهاب” في المرتبة الثالثة من العداوة، ويربط ذلك بتصريحات ولي عهد السعودية محمد بن سلمان، الأخيرة في مقابلته مع وسائل إعلام أميركية( cbs) حيث كانت الأسئلة والأجوبة معدة ومحضرة وجاهزة مسبقاً، وكل تصريحات ابن سلمان خاصة تجاه إيران واتباع اللهجة التصعيدية لا ترقى إلى أي مستوى، ويصف حديث ابن سلمان بأنه “تصريحات صبيانية”.

الرياض وواشنطن تفرضان حرباً نفسية:

ترامب وابن سلمان يرسمون خارطة ظل الحرب وليس الحرب نفسها في هذه الآونة”، يشدد أفقهي، ويؤكد أن الجمهورية الإسلامية تتحضر ومستعدة لكافة السيناريوهات المقبلة، “وابن سلمان لا يجرؤ على إطلاق رصاصة واحدة على إيران، ويوضح أن التغييرات والتعديلات السياسية والعسكرية في إدارة ترامب وتعيين جون بولتون وبومبيو “الصقور المتطرفين” يوضع في خانة الحرب النفسية فقط.

السعودية تدعم الإرهاب والأدلة كثيرة.. تشهد الفتاوى والكتب التكفيرية التي تُدرس في المدارس والجامعات السعودية ولا يزال علماء الوهابية يفتون على منابرهم بالفكر الظلامي والشرك، وكذلك فرق الموت في العراق وشمال أفريقيا وسوريا وغيرها تثبت دعم الرياض للإرهاب الدولي، وهو ما دفع إلى القضاء الأمريكي لإصدار قانون جاستا ضد السعودية، عندما أثبتت تحقيقات الـ CIA ضلوع الأمراء السعوديين في الحوادث الإرهابية ببرجي التجارة العالميين.

ويشير السيد أفقهي إلى أن إيران ومحور المقاومة الآن في نشوة الإنتصارات، خاصة ما جرى في سوريا وتم تحرير الغوطة الشرقية، والآن يتم التجهز لتحرير إدلب في الشمال السوري، ومن ثم درعا، من غير أن يخفي أن تحركات والخيار التصعيدي الذي ينتهجه الحليفان الأميركي والسعودي ينذر بشيء ما، على قاعدة “من لا يسمع قرع طبول الحرب تكون آذانه صماء”.

أما ما يتعلق بالمهاترات السعودية والتحريض على خروج واشنطن من الإتفاق النووي والسعي السعودي لتطوير قدراتها النووية، يصف  السيد أفقهي التهديدات بالخروج من الإتفاق النووي بأنها “كلام خطير”، ويبين أن الإتفاف النووي ليس بين واشنطن والرياض، بل هو ورقة دولية وقعت بين إيران ومجموعة 5+1 تحت خيمة الأمم المتحدة والوكالة الدولية للطاقة الذرية، وغير مرة أكدت رئيسة الاتحاد الأوروبي فديريكا موغريني ورئيس هيئة الطاقة الذرية أمانو، التزام إيران ببنود الإتفاق، ويشدد على أن إيران مستعدة لخيارات الخروج وفي حال حصوله فإن بلاده ستعود إلى المربع الأول ماقبل الإتفاق وترفع قدرات التخصيب وتحد من نشاطات فرق التفتيش الدولية، ولن تقف مكتوفة الأيدي، بعد أن دفعت ثمناً باهظاً جراء الإتفاق وخفّضت التخصيب، وطهران ستحاسب واشنطن وتقاضيها في حال نقض الإتفاق، غير أن الوقت يحسم ويبقى الموقف الأوروبي حاسم من الإتفاق النووي.

وحول الإتهامات التي ألقاها وزير خارجية السعودية عادل الجبير بانفراد إيران بدعم الإرهاب،يصف أفقهي الجبير بأنه “متعجرف،وغير مؤدب ولايعرف اللغة الدبلوماسية، كما يتبع المثال القائل ضربني وبكى سبقني واشتكى”، ويؤكد أنهم “هم (أي السعودية) من يدعمون الإرهاب”، وتشهد الفتاوى والكتب التكفيرية التي تُدرس في الجامعات السعودية جامعة الملك فيصل ومحمد بن سعود، ولا يزال العلماء يفتون على منابرهم بالفكر الظلامي والشرك، ويشير إلى أن “فرق الموت في العراق وشمال أفريقيا وسوريا وغيرها تثبت مَنْ يدعم الإرهاب، إضافة إلى قانون جاستا ضد السعودية، عندما أثبتت ال CIA في 11 سبتمبر ضلوع الأمراء السعوديين في الحوادث الإرهابية ببرجي التجارة العالميين، ولكنه تم التعتيم من قبل الإدارة الأميريكية بعد تهديد السعودية بسحب استثماراتها من الإقتصاد الأميركي والبالغ حجمها نحو 750 مليار دولار.

ويضيف السيد أفقهي أن أقرب حلفاء السعودية من باراك أوباما وهيلاري كلينتون وايمانويل ماكرون كلهم قالوا للسعودية كفي عن دعم الإرهاب، وقد أكدها ماكرون بعد احتجاز الرياض لرئيس حكومة لبنان سعد الحريري، ويضيف أنه باعتراف رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي مازال في سجون العراق 5 آلاف إرهابي سعودي، يؤكد السيد أفقهي، ويشدد على أن دور إيران في المنطقة دور إطفاء فيما السعودية تلعب دور الهروب إلى الأمام مع وقوعها بإفلاس سياسي، حيث تتبع تطبيق مقولة هتلر “إكذب إكذب حتى يصدقك الناس”.

وقاحة سعودية ببيع وشراء دماء أطفال اليمن:

إلى ذلك، وبمناسبة الذكرى الثالثة للعدوان السعودي على اليمن، يؤكد أفقهي أن دفع الأموال السعودية في مؤسسات الأمم المتحدة لرفع اسمها من اللائحة السوداء لقتل أطفال اليمن بأنه وقاحة، حيث يبيع السعودي ويشتري بدماء أطفال اليمن.

نأسف لانخراط السعوديه وتحولها لأداة في يد الأميركي والصهيوني فقط من أجل الكراسي والحكم”، تهديداتهم لا تقدم ولا تؤخر وسيضيعون الفرص، إيران ماضية في التطور العلمي والتقني وكامل المجالات وهي ﻻ تكترث لتهديدات ابن سلمان قط،.

السيد أفقهي يرى أن الصواريخ اليمنية التي تهز استقرار الرياض بين الفينة والأخرى وافتتح العام الرابع من العدوان، بمقدورها تغيير توازن، وأطلق شعار “الردع الرعبي”، وبدأت القوات اليمنية بتغيير المعادلة في العدوان، وفرضت ارتباك في السعودية، ولفت إلى حديث قائد الثورة الإسلامية في إيران السيد على الخامنئي: ” اليمن محاصرة جواً وبحراً وبراً ولو لم تكن محاصرة نبعث لها مئات الصواريخ”، ويوضح السيد أفقهي أن الرياض لم تتأكد من هوية الصواريخ واتهمت إيران بها، ولكن القوات اليمنية تطور صناعة الصواريخ، وأصبحت مسألة سهلة ولدى اليمن صواريخ منذ أيام عبد الناصر، وهي تعمل على تطويرها”، ويضيف حول دعم إيران لليمن بالصواريخ ” لنا الشرف بدعم اليمن”، ويشدد على أن “الصواريخ تغير المعادلة وتربك الداخل السعودي وتدمر معنويات الأمراء”، ويشير إلى أنه كلما طال أمد الحرب ستكسب القوات اليمنية قدرة في تطوير قدراتها الصاروخية.

ويشدد السيد أفقهي على أن بلاده مستعدة أن تقود الحوار السياسي في اليمن وتسهّل العملية السياسيه فيما لو خلصت النية عند السعودية، ويستدرك بالإشارة إلى أن الخداع السعودي يقف بوجه أي حل سياسي وتتملص الرياض من الحلول السياسية لاستطالة أمد الحرب الذي يديرها الراعي الصهيوأميركي بأدوات إماراتية-سعودية.

في سياق متصل،يؤكد السيد أفقهي أن الهندسة الإقليمية وسياسة حسن الجيرة وإبعاد يد التدخل الأميركي مساع تنحو باتجاهها الجمهورية الإسلامية، ويشدد على أنه لا يمكن تحقيق الأمن في المنطقة من فوهة البنادق، لأن الكل سيحترق بنيران الحرب ولا حل سوى بالحوار، مشيراً إلى أن الإستكبار العالمي استغل الخلافات التي يمكن أن تحل بالحوار وبث التفرقة والحروب، لأن الأميركي لا يسمح باللقاء والحوار.

السيد أفقهي أشار إلى تصريحات ابن سلمان حول نقل المعركة إلى داخل العمق الإيراني، وهو ما ترجم بالسعي إلى إغراء الأقليات في المناطق الحدودية لاستغلال الفجوات وبدأووا بإحراق أموالهم واستنزافها، وهذه التدخلات ظهرت بالاحتجاجات التي حصلت في ايران قبل أشهر وتم إخمادها. يقول السيد أفقهي “نأسف لماذا تنخرط وتصبح السعوديه أداة في يد الأميركي والصهيوني فقط من أجل الكراسي والحكم”، وتابع هذه التحركات “لا تقدم ولا تؤخر وسيضيعون الفرص، إيران ماضية في التطور العلمي والتقني وكامل المجالات وهي ﻻ تكترث لتهديدات ابن سلمان قط”.


مرآة الجزيرة

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.