كشف عضو مجلس النواب المصري الدكتور سمير غطاس، عن فحوى الرسالة التي حملها القائم بأعمال رئيس المخابرات المصرية اللواء عباس كامل، إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس، من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والتي ركزت على محورين اثنين.
وقال غطاس: لشدة خطورة الرسالة، من قام بحملها هو عباس كامل، فلم يلجأ الرئيس السيسي إلى قنوات أخرى للوصول إلى الرئيس الفلسطيني، كالاتصال الهاتفي المباشر، فلو كانت دبلوماسية، فإن من سيحملها هو وزير الخارجية المصري، أو كان سينقلها السفير المصري برام الله، لكن السيسي أراد إرسالها بشكل عاجل في توقيت حساس، وتضمنت الرسالة، مخططًا إسرائيليًا لمنع أبو مازن من حضور القمة العربية المقرر عقدها بالمملكة العربية السعودية، في 15 نيسان/ أبريل الجاري، كما حدث من قبل مع الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، والذي مُنِع من حضور اجتماع القمة العربية في بيروت عام 2002، وفرض عليه الحصار في المقر الرئاسي (المقاطعة)، حيث تمخض عن تلك القمة، إطلاق المبادرة العربية للسلام.
وأضاف: قمة الرياض، ستكون مصيرية وتاريخية، والآن الخشية في هذا التوقيت، أن يتم تغييب الرئيس عباس عن المشهد السياسي العربي قسرًا، خصوصًا وأن هناك أطرافًا عربية تساند الرئيس الأمريكي، وشريكة في صياغة بعض بنود صفقة ترامب، لكن رغم القوى العربية تلك، فإن الرئيس الفلسطيني لا يزال مُتمسكًا بالمبادرة العربية، والتي تعطي الحد الأدنى من الحق العربي الفلسطيني، وهذا لا يروق لتلك القوى التي “لم يُسمها”.
وتابع النائب المصري: القمة العربية، ستكون كاشفة لحقيقة بعض المواقف العربية، والتي تلعب ضد أبو مازن، كما أنه لا بد للمربع العربي المكون من “مصر والسعودية والأردن وفلسطين”، أن يشد من عَضُده، وألا ينسحب أحد منه، لأن أي مشروع خارج عن المبادرة العربية، سيفشل بقوة هذا الرباعي، لذلك فإنه في الأشهر القليلة الماضية نجد لقاءات واتصالات متكررة ما بين تلك الدول لتوحيد المواقف.
وأوضح غطاس، أن المحور الثاني، ركز على تطورات المصالحة الفلسطينية، وتحدث فيها السيسي عن استضافة القاهرة لوفد مكتب حماس السياسي، والذي تواجد بمصر لعدة أسابيع، في المقابل لم يُدعَ أي شخصية من حركة فتح، كما شرح ما ناقشه وفد المخابرات المصرية الذي تواجد في قطاع غزة، بعيدًا عن التأويلات التي قد تُسيء للدور المصري، لا بل كان السيسي واضحًا كل الوضوح في إبراز دور مصر بالمصالحة الفلسطينية، ولن تتخلى القاهرة عن هذا الدور.
دنيا الوطن