رسالتي إلى داوود وعمر داوود….

[post-views]
30

بوابة ليبيا الاخباري

باختصار وقبل أن أنخرط في نحت أوجاعنا وآلامنا دعوني أخبركم أن العبقري في حياة الآخرين هو ذلك الفراغ الذي يتركه بعد الرحيل لا شيء في هذا البيت العتيق يعد كما كان,فلا الرياضة روحها عادت ولا رخام الإغريق يبتسم ورغم أن ريح القدر قد أسدلت الستار عن رحيلكم المبكر جداً دعوني أخبركم بالنبأ الأول والأخير.

الجميع في هذه المدينة يبكونكم والرياح تلف المدينة وكأنها تصرخ لفقدانكم أما السماء فقد أعلنت الشمس حدادها وغابت عند ساعات الرحيل
ورغم أنني متيقن أنكم لن تسمعوني.. لكن نحن لسنا بخير! .

نحن لسنا على ما يرام وفقدان العظماء في فترات قصيرة هو بمثابة زلزال يلتهم معالمنا والأسوأ من ذلك أننا اعتدنا أن يموت المفكرين والمبدعين بعد أن يتحقق حلمهم بذاتهم وفجأة دون سابق إنذار يقتل الكابوس حلم الجميع أما وأن يمكث المفكر العظيم بيته مريضا في الحقيقة هذا لا يجعلنا نمرض معه كون العظماء والمفكرين أخر ما نفكر به في هذه المدينة صاحبة أكبر تجمع للأبقار والخيول والكلاب المنتشرة في شوارعها وحين يرحل مبدعيها نهديهم تأبين ونعي وكلمات نشتريها من بائعي الهوى. 

أتذكرون تلك الفرحة العارمة التي ملأت شوارع المدينة،نحن الآن نقف في نفس المكان ونبحث عنها بين شقوق البنية التحتية ومكبات القمامة عند بوابة الاستقبال فلم أجد أبوابها العتيقة ولا إنارتها المشعة وسط الظلام فكل ما أراه أبواب مزيفة ونوافذ مغلقة على واقع بالكاد لا يحتمل أعلم أن ما أقصه عليكم، من الممكن ألا تدركوه، أو لم يخطر يوماً علي بالكم قط، ولكن، وصلنا اليوم إلي أقصى درجات البكاء فنحن حقا خسارتنا كبيرة ولا تقدر بثمن ! .

أنا حقاً آسف لا أملك سوى قلم .. ولم يكن بوسعي الإتيان بنص يصف لكم المشهد،فقد تحدثت وتحدث جميع،ولكن لا أحد يستطيع رسم الحالة التي تعيشها المدينة من صمت وبكاء حتى حفيف الأشجار أصبح مرعب والآن انتظر بكاء السماء .

وفي نهاية رسالتي إليكم … أيها الغائبين الحاضرين…

الحزن لا يجثو لمجرد الكتابة عنه,فهو يأتي دون موعد يطفئ الشموع يأسر الشوارع ولا يكتفي بهذا بل يزورنا في العام مرات عديدة عند كل محطة نقش عليه ذكرى ما.


محمد بوعجيلة
04:38ص
21/5/2018
الأثنين/5رمضان

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.