بن سلمان: 45دقيقة مع “ماسايوشي سون” كلفته 45مليار دولار

[post-views]
61

بوابة ليبيا الاخباري

05-06-2018

التقى أغنى شخص في اليابان وأحد أشهر وأعرق الباعة في العالم ماسايوشي سون، في سبتمبر 2016م بـ” ولي ولي العهد السعودي آنذاك محمد بن سلمان” وبحلول نهاية الإجتماع الذي استغرق 45 دقيقة،كان ابن سلمان،قد خصص 45 مليار دولار من صندوق الاستثمار العام في البلاد لصندوق “رؤية سون”، ويصل هذا إلى ما يقرب من نصف قيمة ما أصبح أكبر صندوق استثماري شهده العالم على الإطلاق.

بعد عام واحد سأل الصحفي في “بلومبرغ” ديفيد روبنشتاين، ماسايوشي سون كيف حصل على المال من ابن سلمان في ساعة واحدة؟ وكانت الإجابة “لا، هذا ليس صحيحا، لقد حصلت على 45 مليار دولار في غضون 45 دقيقة، أي مليار دولار في الدقيقة”، وعندما سأل روبنشتاين كيف أنجز سون هذا العمل الرائع والأكثر استثنائية في تاريخ المبيعات المالية؟ أجاب أنه قال لابن سلمان: “سأقدم لك هدية، هدية من ماسايوشي، هدية بقيمة تريليون دولار، حسناً،الأمر مثير للاهتمام الآن،فأنت تستثمر 100 مليار دولار،وأعطيك 1 تريليون دولار”.

وفي لحظة من الحذر غير المعهود،استقر ابن سلمان على 45 مليار دولار كاستثمار أولي في صندوق “سون”، حيث أنه عندما يتعلق الأمر بـ”ولي العهد السعودي”، لا يمكن النظر للأموال بشكل جدي بشكل كبير فهو غير حريص على كيفية إنفاق المال، فبعد كل شيء، لقد أنفق 500 مليون دولار على يخت، و300 مليون دولار على قصر في فرنسا، و450 مليون دولار على لوحة قدمها بعد ذلك إلى صديقه ومرشده محمد بن زايد .

لكن 45مليار دولار في 45دقيقة؟ هذا مذهل حقا،فهل طلب ابن سلمان أي نصيحة اقتصادية حول صندوق “سون”؟ وهل قام بأي تدقيق واجب؟ ربما لا. وبدلا من ذلك، استقطب شريحة كبيرة جدا من الاقتصاد السعودي إلى سيارة تسمى “سنجلاريتي”، بمعنى التفرد، وإلى أكبر بائع في العالم لهذه السيارة، “ماسا سون”، الذي يبلغ صافي ثروته 21.5 مليار دولار.

يراهن “سون” على ثروة كبيرة هو ومستثمروه،وأكبرهم “السعودية”، على مستقبل حيث تقوم الروبوتات بأعداد هائلة من الوظائف التي يقوم بها البشر،وهو لا يتحدث فقط عن وظائف الخدمات،إنه يتحدث عن الأطباء والمحامين والمهندسين،حيث أنه في مبادرة الاستثمار المستقبلي التي عقدت في الرياض في أواخر أكتوبر عام 2017، تم منح “سون” المسرح المثالي لعرض رغبته، وجادل بأن الذكاء الاصطناعي سيكون أعظم أداة في تاريخ البشرية، والتي من شأنها أن “تعيد تعريف كل صناعة”، ولقد تلاعب بجمهوره بكل سهولة بينما كان يستعرض مجموعة من الأعداد المبهرة.

وبعد تذكيرهم بأن آينشتاين كان لديه معدل ذكاء يقاس من 200 درجة، تحدث عن مستقبل حيث يقاس الذكاء الاصطناعي بقياس معدل الذكاء إلى 10آلاف،ولقد تحدث عن عالم يعيش فيه البشر مع 10مليارات إنسان آلي يتمتعون بـ”ذكاء خارق”،وفي الوقت الحالي، “سون” هو المستفيد الأكبر، فهو يملك أكبر مصنع للروبوتات في العالم، والذي يبيع الجزء الأكبر منه إلى الصين.

التفكير المتسلط ألقى بثروات البلاد بيد سون هذا،وقد أخبر “سون” جمهوره أن شركة تصنيع الرقاقات “إيه آر إم”، التي اشتراها بمبلغ 32 مليار دولار عام 2016، والتي هي جزء من إمبراطوريته في “سوفت بنك القابضة”، سوف تتحكم في 99% من السوق العالمية، حيث ادعى أن “صندوق رؤية” قد أظهر عائدا قدره 22% على الاستثمار في غضون بضعة أشهر، وتحدث عن سجل عوائد بلغت نسبته 44% من مشاريعه الاستثمارية المختلفة.

الصحفي الخبير في الشرق الأوسط بيل لو،أشار إلى أنه عندما تحدث عن ابن سلمان، لم يذكر نكتة الحصول على نحو مليار دولار في الدقيقة، فليس هذا الأمر الملائم مع مثل هذا الجمهور، وبدلاً من ذلك، أشاد “بولي العهد” كونه صاحب رؤية: “لقد كان لديه بالفعل الفهم والرؤية التي سمحت بتلاقي عقلينا في 45دقيقة،وهكذا تخلق الصداقة والشراكة وارتباط العقول”، لافتاً إلى أن هذا النوع من الثناء هو ما أراد أن يسمعه ابن سلمان،لكن بصراحة،من السهل أن تتدفق كلمات الثناء في الواقع عندما تكون قد سرقت لتوك 45مليار دولار،يقول الكاتب.

“المال ليس مهما،المهم هو سعادة البشرية،والعصر القادم من التفرد لديه القدرة على جلب السعادة للجميع؛حيث 8مليارات إنسان يتقاسمون الكوكب مع 10مليارات إنسان يملكون ذكاء يتجاوز فهمنا،ولا أعتقد أنهم سوف يهاجموننا،بل سنصبح أصدقاء نعيش في انسجام” يقول “سون”، بحسب الكاتب البريطاني، الذي أضاف أنه “يمكن أن نشعر بالارتياح عندما نعلم أن بائع “التفرد” الأول قد أكد لنا أننا لن نحتاج إلى الحرب مع الروبوتات التي يصنعها،والحمد لله على ذلك”.

اعتبر بيل لو أن “الوضع الأقل طمأنة هو التفكير في أن الحاكم الفعلي المتسلط للسعودية قد ألقى بالكثير من ثروات بلاده ومستقبلها في يد سون”، فيما مشيرا إلى أنه “لا تهم الاعتراضات على ابن سلمان، الذي اشترى حلم “سون” تماما، حتى إنه قدم له الحاضنة في مدينة “نيوم” المستقبلية التي تبلغ تكلفتها 500 مليار دولار،وهي مكان سيعمل كما يقال بواسطة الذكاء الاصطناعي،ولا عجب أن يسير «سون» دائما مع ابتسامة على وجهه”.

على الرغم من خطوات ابن سلمان واستعانته بأفكار “سون”، إلا أن “في العالم الحقيقي للسعودية،لا يزال هناك نقص في المساكن المتوفرة بأسعار معقولة،مع احتياجات منتظرة لما يصل إلى أكثر من مليون شخص،وهناك مشكلة خلق وظائف ذات مغزى لسكان البلاد الذين ينمون بسرعة،والتمكين الفعال للقطاع الخاص”،يقول بيل لو، مبيناً أن “رؤية 2030″،وهي إعادة الهيكلة الطموحة من ابن سلمان للمجتمع والاقتصاد، موضوعة على طريق طويل قبل أن تقترب من تحقيق أهدافها السامية، وفي هذه الأثناء، فإن الخطر هو أن السعي وراء “التفرد” سوف يأتي بتكلفة على حساب اعتبارات أكثر عملية وأهمية.

وخلص الكاتب إلى أنه على الرغم مما سبق ذكره، إلا أنه “في الوقت الحالي،تطرب الأغنية التي يغنيها ماسا سون أذني ولي العهد الصغير، لكن في النهاية، قد يثبت أنها ليست سوى القليل من لحن مغرٍ يقوده وبلاده إلى مياه عميقة وخطيرة”.


مرآة الجزيرة

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.