اخرجوا زكاة الفطر نقوداً

[post-views]
63

بوابة ليبيا الاخباري

هنا سوف أنقل أدلة واقعية ولن أنقل أدلة شرعية والأدلة الشرعية يتدلل بها كل من هب ودب على دين الإسلام والأدلة الواقعية السوية هى المصب الذي ترمي اليها المقاصد الشرعية فمتى كانت الأدلة الواقعية سوية كان تطبيق المقاصد الشرعية سويا ومتى كانت الأدلة الواقعية شاذة كان تطبيق المقاصد الشرعية شاذاً وعلى غير ما هى في ديننا.

وقد جرت العادة على غير مجراها الديني في أواخر كل شهر رمضان في ليبيا في هذه السنوات أن تسوق الفتاوي وأن توجه الخطب طبقا للمنهج السلفي السعودي المسيطر بوجوب اخراج زكاة الفطر طعاما وهذا هو ما يجوز في هذه الفريضة ولا يجوز في غيرها بحسب التيار السلفي وذلك على عهد ما كان عليه أهل العهود القديمة حيث لم تكن الحياة معقدة وكان فيها مطلب الفقير الأساسي هو الطعام البسيط وليس المركب كما هو الحال الآن.

ولم يكن الدواء والكساء ومواد التنظيف وإيجار السكن والمركوب وغيرها مطالب أساسية كما هى مطالب أساسية في العصور الحديثة ولم تكن النقود متوفرة عند أهل العهود الأولى وكان الغني يحسب غناه بما يملك من أبل وضان ومزارع وحبوب وأطعمة وكان التداول على أغلبه يتم بالمقايضة وليس بالنقود لهذا كان اخراج زكاة الفطر طعاما هو ما يتيسر على الناس في العهود القديمة .   

وان تخرج في العهود القديمة قمحا وشعير وأرز وذرة ودخن وتمر وزبيب وغيرها فذلك طعاما يعد بذات بساطته ولكن أن تخرجه في العصور الحديثة فانه لا يعد للأكل ببساطته بل لابد من ادخال عليه مكونات أخرى ولا يعد إلا بتجهيزات فيدخل فيه الملح والزيت والطماطم والبصل وغيرها حتى يصبح طعاما سائغا وهذا هو طعام أهل العصور الحديثة وما يجري في ليبيا مثالاً أن يعطى الفقراء القمح والشعير بأنواعهما والأرز والتمر والزبيب وغيرها من الأطعمة التى تحتاج إلى اعداد فإنه توريط للفقير في طعام يحتاج إلى غيره من الأطعمة حتى يصبح طعاما جاهزاً للأكل ويقف عاجزا عن توفير ما يعد به الطعام فالقمح  لوحده والشعير لوحده والأرز لوحده  لا يكونوا طعاما ما لم يجهز بغيره من الأطعمة وليس ذلك من مقاصد الشريعة التى تعني اغناء الفقراء عن مطالبهم الملحة في أيام العيد مثل الأكل والدواء والكساء وإيجار السكن والمركوب لصلة الرحم وغيرها.

ولا يمكن أن تتم التوسعة على الفقراء واقعيا وعمليا إلا عبر النقود التى تتيح فك مختنقات الفقراء المعيشية ويحدث في هذه السنوات الليبية ان تتخم بيوت الفقراء بالأطعمة الاساسية إلى الحد الذي يفسد الأطعمة لمرور الزمن عليها ولم تستهلك والى الحد أن بعض الفقراء يلجأون الى بيع هذه الأطعمة لحاجتهم للنقود وليس لحاجتهم للأطعمة لذلك فان زكاة الفطر طعاما في هذه الأيام لا يصب في مبتغى المقاصد الشرعية من توسعة على الفقراء الذين هم احوج للدواء أو الكساء أو حليب الأطفال أو ايجار السكن وغيرها والصحيح هو اخراجها نقوداً وهو ما يصب في مبتغى المقاصد الشرعية. 

وإنني أنصح أن تعطى زكاة الفطر لذات الفقراء كعطايا مباشرة وأن لا تعطى للجان أو جمعيات أو جماعات وحتى هيئات عامة  كما حدث في سنوات ماضية لأنها قد تصل الى جماعات متطرفة كما وصلت في سنوات سابقة الى جماعات متطرفة،هذه وقفة زمنية وجبت فيها شعيرة دينية وعلى الوقوف عندها بما أعلم من علم قليل مع موجات دينية محدثة على مجتمعنا تريد أن تسبغ على مجتمعنا المسلم اراداتها التى تخالف الواقع الإسلامي مجرجرة له إلى واقع قديم لا يتلاءم مع الواقع الحديث والله أعلم.


محمد علي المبروك

كاتب ليبي 

maak7000@gmail.com         

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.