كاتب بريطاني:الكويت وقطر تخرجان من المسار السعودي

[post-views]
14

بوابة ليبيا الاخباري

رأى الكاتب البريطاني ديفيد هيرست أن الكويت وقطر هما من أنقذ اقتصاد الأردن وليس “السعودية” كما يُشاع، مشيراً إلى الدور المستقل الذي باتت تلعبه كل من الكوين وقطر خلافاً لمسار وتوجهات الرياض ما جعل العاهل السعودي سلمان بن عبدالعزيز يشعر بوجود فراغ قيادي “للسعودية” في المنطقة.

الكاتب البريطاني وفي مقال، أكد أن “السعودية” لم تهب لنجدة الأردن بمساعدات قيمتها 2.5 مليار دولار بالرغم من أن سلمان حاول إظهار ذلك، ولكن في الواقع، يقول الكاتب الذي حصل هو أن سلمان حاول ادعاء الفضل لنفسه، رغم أن الكويت هي التي تعهدت بدفع المبلغ، وما نجم عن ذلك كان تسابقاً من دول الخليج المتنافسة والمتخاصمة على دعم الأردن.

وذهب هيرست للقول أن ملك الأردن عبد الله بن الحسين قد أرسل مبعوثاً له إلى الكويت قبل أن تنفجر المظاهرات في الشوارع الأردنية احتجاجاً على ارتفاع الأسعار وعلى خطة لزيادة ضريبة الدخل وبالتزامن مع زيارة وزير دولة كويتي اندلعت الاحتاجات في الشوارع الأردنية بشدة، ونتيجة لذلك، أكد الكاتب تعهدت الكويت بإيداع 500 مليون دولار لدى البنك المركزي الأردني ووعدت بإعطاء الأردن 500 مليون دولار أخرى على شكل قروض بفوائد منخفضة.

الأمير القطري الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، اتّصل كذلك بالملك عبدالله، وعرض عليه مبلغاً مالياً كبيراً، إلا أن الأخير فضّل عدم الإعلان عن الأمر انتظاراً لموقف “السعودية” من الأزمة في حين أن الرياض لم تهب لنجدة الأردن بحزمة مساعدات قيمتها 2.5 مليار دولار، رغم أن سلمان كان يرغب جداً في أن يبدو الأمر كما لو أن المساعدة جاءت من طرفه وفقاً للكاتب البريطاني.

وبعد ساعات من المكالمة الهاتفية التي جاءت من قطر، استشعر العاهل السعودي التحرك القطري، فعقد على وجه السرعة اجتماعاً ضمّ أمير الكويت الشيخ جابر الأحمد الصباح وأمير دبي ورئيس وزراء الإمارات محمد بن مكتوم، الذي من المفروض نظرياً أنه الرجل الثاني بعد الرئيس يشير هيرست.

ومن خلال مكر سعودي، أدخل المليار دولار الذي تعهدت به الكويت ضمن حزمة المساعدات الكلية التي أعلن عنها سلمان كما لو أن ذلك هو ما تم الاتفاق عليه خلال الاجتماع، ولكن في واقع الأمر،ب [السعودية] والإمارات قدمت أقل بكثير مما قدمه الكويتيون حيث قسما المبلغ المتبقي وهم 1.5 مليار دولار بينهما”.

ويضيف الكاتب، تبعاً لذلك شعر الديوان الملكي الأردني بالخيبة من تصرف سلمان نظراً لإن الاردن كان تلقى فعلاً مليار دولار من الكويت وكان الأردنيون يتوقعون أن يأتيهم من “السعودية” ما هو أكثر من ذلك، وخاصة أن الرياض توقفت عن تمويل الأردن لمدة عامين.

ومضى قائلاً أن العاهل السعودي حالياً أدرك وجود فراغ قيادي سعودي في المنطقة حيث راحت تملأه دول خليجية أخرى منافسة “للسعودية”، فقد حاولت الكويت، ولكن فشلت في، لعب دور الوسيط في الأزمة التي فجرها الحصار المفروض على قطر من قبل السعودية والإمارات والبحرين ومصر، ولكنها في نفس الوقت دخلت في مواجهة مع الكيان الإسرائيلي والولايات المتحدة حول غزة، ثم ما لبثت أن تعاطفت مع أزمة الأردن ليشكل مؤشراً آخر على أنه لم يبق كثير من الود بين الكويتيين السعوديين بحسب وصف الكاتب.

في المقابل يعتبر هيرست أن الملك الأردني لا يتمتع بقاعدة شعبية متينة ولا يمكن شراء شعبه بالمال،مستذكراً الاحتجاجات التي حدثت خلال الاسبوع الماضي أظهرت توتراً مع عشيرة بني صخر التي ألق القبض على زعيمها فارس الفايز بعد أن طالب بتغيير سياسي، وتوجه للملك الاردني قائلاً: “لن نقبل بك يا عبد الله ملكا ورئيس وزراء ووزير دفاع وقائد شرطة ومحافظاً، بحيث تكون أنت كل شيء، لقد أصبحت نصف إله، بموجب هذا الدستور، ونحن العبيد.”

ويجمع الناس في الأردن،سواء كانوا من شرقي الأردن أو من أصول فلسطينية، على رفض الرعاية السعودية للمطلب الإسرائيلي بأن يتخلى اللاجئون الفلسطينيون عن حقهم في العودة إلى وطنهم، يضيف الكاتب البريطاني لافتاً إلى أن ذلك وحده يمثل تهديداً وجودياً لاستقرار الدولة الأردنية، الى جانب تهديدات أخرى تتمثل باعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة غير مجزأة لكيان الاحتلال “ما يعتبر تحدياً خطيراً للرعاية الهاشمية للأماكن المقدسة في القدس وكذلك للمطلب الفلسطيني، المدعوم من قبل جامعة الدول العربية، بأن تكون القدس الشرقية عاصمة الدولة الفلسطينية”. “

يوجد لدى [السعودية] من الأسباب ما يجعلها تعتقد أن موجة جديدة من الانتفاض الشعبي في الأردن يمكن أن تنتقل بسهولة عبر الحدود كما أن الأهمية المتعاظمة لكل من الكويت وقطر كفاعلين خليجيين مستقلين وكمتبرعين للأردن من شأنها أن تمنح الملك عبد الله الفرصة لإعطاء الإصلاح السياسي في الأردن فرصة أما إذا لم يستغل هذا الظرف، فقد لا تسنح الفرصة ثانية من بعد” يختتم ديفييد هيرست مقاله.


مرآة الجزيرة 

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.