احـتـرمـوا عـقـولـنـا كـي نـحـتـرمـكـم

[post-views]
22

بوابة ليبيا الاخباري 

لو أن هذا الشريط التوثيقي الذي بثته قناة لــيـبـيـــا الحدث عن عملية فرز وإنقاذ أموال مصرف لــيـبـيــا المركزي التي أغرقتها المجاري {كما سبق وصرح علي الحبري}، جاء قبل تقرير فريق خبراء الأمم المتحدة، الذي اتهم الضابط (صدام خليفة حفتر) بالاستيلاء عليها، لكان أجدى وأفضل وأكثر مصداقيةً وتأثيراً.

لماذا لم تُقدم الحقيقة لليبيين أصحاب هذه الأموال في وقتها إن كانت فعلاً تلك هي الحقيقة، ولماذا أحرق المشير خليفة حفتر هذه الورقة بتأجيلها، وجعل الوقت سيفاً عليه بدل أن يكون سيفاً في يده، وإلى متى يبقى المشير أسير مستشارين جهلة، وموظفين كذابين، ومصفقين منافقين، وسماسرة جشعين.

وقبل ذلك لماذا يُغرق أولاده في هذا الصراع القاسي غير محمود العواقب، ويكرر تجربة معمر القذافي، وبعد ذلك كله إلى متى يستمر هذا الاستخفاف بعقولنا، وكأننا مجرد قطيعٍ من الرعاع واجبه الوحيد الاتّباع والإنصياع والتأييد، وإذا سأل أو ناقش أو اعترض صار خصماً منبوذ وعدواً لدود.

لا أستغرب مسارعة إعلام التيار الإسلاموي إلى استغلال فقرة تقرير الخبراء المتعلقة بإبن المشير حفتر وتركه بقية محتويات التقرير،وهي أشد خطورة وأكثر إيلاماً وفداحة، فذلك الإعلام الغبي بقنواته التلفزيونية ومنصاته الألكترونية ليس أكثر من أوكار حقد وأبواق نكايات وشماتات.

هل من حق هؤلاء العملاء الذين يتمولون من الخارج ليحرقوا الداخل أن ينصّبوا أنفسهم محامين عنا وحريصين علينا، أم أنهم يريدون فقط صرف أنظارنا عن الخراب الكبير الذي تسببوا فيه للوطن وأهله وهو ما لن ينجحوا فيه، فقد كشفهم الليبيون ولن ينخدعوا بهم.

لو كان يمكن لمدينةٍ أن تقود الوطن، أو لقبيلةٍ أن تسيطر على الدولة لبقيت سلطة المدينة المركز واستمر سلطان القبيلة المحور لكن ذلك مستحيل، لهذا أنصح ترهونة، وأيضاً أنصح طرابلس، مثلما نصحت ذات يومٍ مصراتة، أن لا تكرر تجربة من سبقها، وأن تندمج مع محيطها ووطنها، وأن لا تصدق المتدافعين إليها في كرنفلات الصراخ ومآدب الثرثرة، وأن تستمر في تقديم نموذج السلام والاستقرار والحيادية والتأثير الإيجابي في العاصمة وفي كل الوطن، وأن تحاسب ميليشياتها على ما ارتكبته من أفعال جرمية قبل أن تحاسب غيرها.

وقبل كل ذلك وبعده عليها وعلى كل المدن والقبائل أن تدرك أن العقل السياسي المدني المتحضر هو الذي يبني الدولة الحديثة الموعودة، وفي ترهونة وكل لـــيـبـيـــا من العقول الحقيقية ما يكفي لبناء الدولة وترسيخها،شرط أن يتم إبعاد {الدكاترة الدجالين}الذين خانوا ذواتهم، وتحولوا إلى مجرد أبواق للميليشيات،ونافخين للنار، مثل ذلك الدكتور الترهوني الذي كان يناظرني قبل أيام من القاهرة،رافضاً نصيحتي له بأن يتجنب خطاب الكراهية،ناسياً كل ما تعلمه أو يزعم أنه تعلمه، متناسياً مسؤوليته الوطنية باعتباره عضواً في مجلس النواب،عائداً إلى مربع العصبية الجاهلية الأول،وهو وأمثاله من المتعولمين الجهلة والنخب المزعومة سبب نكباتنا وأُسُّ كوارثنا،وليس السبب القتلة المقتولون البسطاء، الذين ألقاهم الأبالسة الأذكياء في نيران القواصم، وغادروا إلى أنوار العواصم.

احـتـرمـوا عـقـولـنـا كـي نـحـتـرمـكـم، فـلـسـنـا قـطـيـعـكـم الـمُـطـيـع فـاقـد الـذاكـرة، تـطـعـمـونـه الـيـوم وتـبـيـعـونـه أو تـأكـلـونـه غـداً.


بقلم:محمد عمر بعيو

قد يعجبك ايضا
تعليق 1
  1. […] لمتابعة المقال من مصدره الأصلي على موقع بوابة ليبيا الإخبارية […]

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.