لو عاد جمال خاشقجي حياً

[post-views]
10

بوابة ليبيا الاخباري 

قـطـر بغباء شديد،أو بثقة شديدة في النفس، وضعت قواتها الضاربة الوحيدة {قـنـاة الـجـزيـرة} في مواجهة شرسة مباشرة مع النظام السعودي، هي بكل المقاييس معركة كسر عظم، مراهنةً على سقوط مـحـمـد بـن سـلـمـان عن كرسي ولاية العرش، مثلما سقط أخلاقياً وإعلامياً بتورطه أو توريطه في جريمة استدراج وتعذيب وقتل الكاتب جـمـال خـاشـقـجـي.

بن سلمان لن يسقط بسبب هذه الجريمة، وقطعاً لن تهزمه الدوحة وجزيرتها أو الجزيرة ودوحتها، مهما تفننت واستشرست في استغلال الواقعة لإيقاع وإسقاط أسرة تحكم منفردةً وموحدة منذ 86 سنة في شبه قارة، لا تمثل قطر مهما اغتنت واستقوت وتكبرت بأوهام مكبرات الصوت المتفخمة، وخيالات الذات المتضخمة غير قطرةٍ في محيطها بحراً وخليجاً، وقبضة رمل في صحراء ربعها الخالي.

سماح تركيا اليوم بمغادرة القنصل السعودي، سيد المكان الذي تمت فيه الجريمة، وشاهد العيان الأول على الواقعة والوقائع، وقبل دخول المفتشين الجنائيين إلى منزله ببضعة دقائق، وحتى إن تذرعت حكومة أردوغان باتفاقية جنيف، ومقتضيات الحصانة الدبلوماسية، التي لو كانت تركيا تحترمها ما كانت زرعت مبنى القنصلية بالكاميرات والمايكروفونات [التي جعلتها كما تقول تسريباتها عبر بوقها الجزيرة تعرف كل وقائع الجريمة لحظةً بلحظة، منذ دخول الضحية كبش الفداء بقدميه إلى فخ النهاية، حتى خروج روحه ثم جثته مقطعة كما تقول الجزيرة، أو مذابةً في الحمض، وكانت تستطيع التدخل بأي سبيل لإيقاف القتل منذ اللحظة الأولى، لو كان خاشقجي يساوي عندها إنسان كما تكذب وتعلن الآن]، يعني أن الصفقة تمت، وأن القتيل المظلوم الذي لن يعود وربما لم تعُد له جثة ذهب بلا ثمن مِن عدالة، بعدما قبض السلطان أردوغان الثمن من الملك سلمان، وكان السمسار ترامب عراب الاتفاق ووسيط الصفقة.

العبرة والدرس ومع الإدانة التامة لقتل هذا الإنسان تقول:- لا تثقوا في الإخوان، فإنهم تنظيم سادي مازوشي لا مانع عنده أن يضحي بالمنتمين إليه، ويستغل دماءهم حتى آخر قطرة في تحقيق مصالح قياداته الدنيئة بيعاً وشراء، ثم يطوّبهم شهداء.

لو عاد جمال خاشقجي حياً لربما قال لكم لا تثقوا في الإخوان وسلطانهم أردوغان.


بقلم: محمد عمر بعيو

كاتب وصحفي ليبي

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.