خبير إيراني:العقوبات الإقتصادية تضاعف قدرات إيران وواشنطن ستتخلى عن الرياض كما فعلت مع حلفائها السابقين

[post-views]
12

بوابة ليبيا الإخباري 

 د. خامه يار رأى أن العقوبات الإقتصادية ليست بالأمر الجديد بل إنها مفروضة على إيران منذ أربعة عقود، بعد انتصار الثورة الإسلامية، لافتاً إلى أن الأرصدة الإيرانية التي كانت وقتئذ في الولايات المتحدة حُجزت، والأموال نُهبت، والمؤسسات الإيرانية صُدّرت من قبل الساسة الأمريكيين، والسبب هو رغبة أمريكا في إسقاط النظام الإسلامي الجديد بغية إبقاء إيران في فلك الهيمنة الأمريكية.

العقوبات كانت لم تزل سارية المفعول بإستثناء فترة المباحاثات التي جُمّدت خلالها العقوبات الأمريكية لمدة لا تزيد عن سنتين بالإضافة لفترة سريان الإتفاقية، لكنها لم تُلغَ يوماً، يقول الأكاديمي الإيراني، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة خرجت من الإتفاقية بدون أي مبرر قانوني في حين أن إيران إلتزمت ببنود الإتفاقية بحذافيرها كما جاء على لسان الأمين العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيو امانو أكثر من إحدى عشرة مرة بعد توقيع الإتفاقية، فضلاً عن أنه هناك مئة وثمانين دولة دعموا هذه الإتفاقية بالإضافة إلى وقوف الدول الأوروبية بجدية أمام الخروج غير المبرر من الإتفاق النووي.

النقطة الهامة هنا، والكلام للباحث، هي أن غرفة العمليات الأمريكية انتقلت من وزارة الدفاع (البنتاغون) إلى وزارة المالية، مرفقةً بحرب إعلامية وحرب نفسية لتواكب الحرب الإقتصادية الجديدة ضد طهران، الحرب الجديدة انطلقت من الحصار النفطي على إيران والضغوط على زبائن إيران فيما يتعلق بملف النفط، ولذلك فمن الطبيعي إذا شاركت جميع الدول بسياسة التجويع وفرض الحصار على النفط ستتخذ إيران خطة استراتيجية في هذا الإطار كإغلاق مضيق هرمز وهي الخطوة التي تلقى دعماً حقيقياً من الحلفاء المستفيدين من هذا المضيق.

الموقف الأوروبي الدول الأوروبية تعرضت لهجمات إرهابية مراراً فضلاً عن أنها تعتبر الهجرة من الدول التي تعرضت لإعتداءات إرهابية عامل تهديد لها، في المقابل تجد أن إيران ضامن أساسي لمحاربة الإرهابيين، وأيضاً هناك حاجة أوروبية لمواجهة المشروع الأمريكي المتغطرس خصوصاً بعد أن صرّح الفرنسيون بأنهم ليسوا بحاجة إلى شرطي اقتصادي في المنطقة، هذا وإن كل المسؤوليين الأوروبيين أبدوا معارضتهم للسياسة الأمريكية مثل توتر العلاقات مع روسيا وكندا وكوريا الشمالية والصين بالإضافة لتركيا.

وعن مدى التعويل على موقف الدول الداعمة والمتمسكة بالإتفاق النووي، يلفت د. خامه يار إلى أن إيران لا تعول على منطقة أو دولة معينة إنما تسير في نهجها المستقل، غير أن الأوروبيين فعلاً وقفوا بجدية في دعمهم للاتفاقية من خلال بياناتهم ومباحثاتهم مع الإيرانيين كما أنه جرى إقرار قانون من قبل مسؤولة السياسة الخارجية في الإتحاد الأوروبي فيديريكا موغريني ينص على معاقبة الشركات التي تقطع علاقاتها مع إيران ويدعم تلك التي تواصل التعامل معها، هناك مواقف لدول أخرى هي أيضاً مهمّة للغاية، كالصين والهند وروسيا وتركيا إذ رفض معظم هذه الدول التوقف عن استيراد نفط إيراد، وقد ارتفع إنتاج النفط الإيراني وتصديره في الأشهر الأخيرة بنسبة 30%، هذا ليس أمراً عادياً، يؤكد الباحث الإيراني، في ظل ظروف أمريكية ضاغطة.

يجد د. خامه يار أنه مهما توترت العلاقات مع واشنطن لا يمكن أن تتجه الأمور نحو حرب مباشرة فالمنطقة لا تتحمل وزر حرب أخرى، معتبراً أن كل الأمور تشير إلى أن المشروع الأمريكي التقسيمي فشل تماماً في الشرق الأوسط، سيما في سوريا ولبنان والعراق واليمن، وبالتالي يؤكد، أن جميع هذه الدول لا تريد الولوج في حرب جديدة، أو أن تكون أرضية للحرب، في المقابل المعسكرات الامريكية منتشرة في كل مكان وإيران تستطيع بسهولة استهداف هذه المواقع العسكرية بفعل تطور منظومتها الدفاعية وقدراتها العسكرية وهذه الخطوة لو حدثت يكون بمثابة كارثة حقيقية على الأمريكيين.

محاولات فاشلة لنقل المعركة إلى الداخل “الأمريكيون يصرحون دائماً أنهم يدعمون المعارضة الإيرانية فضلاً عن أنه هناك ميزانيات كبيرة أُخرجت من البنتاغون والكونغرس الأمريكي للإطاحة بالنظام، وكلائهم هم أيضاً أكدوا على نقل المعركة للداخل، في حين أن الجميع يعلم قوة الدفاع والردع الإيراني بالرغم من أنها لديها حدود مشتركة مع 15 دولة منها دول متزعزعة أمنياً ولكن جميع هذه العمليات تُحبط قبل وقوعها، باستثناء تنفيذ عملية إرهابية واحدة في الداخل منذ عامين كانت بمثابة صحوة أمنية بالنسبة لإيران، السنة الماضية جرى إيقاف مئات المجموعات الإرهابية قبل أن تصل على الحدود، ولذا فإن الوضع آمن بقوة وبإمتياز وهناك مواجهة للإرهاب قبل وصولها إلى الأراضي الإيرانية”.

يقول الاكاديمي الإيراني. “السعودية” تلعب أدواراً لا أخلاقية في “أوبك” لا أحد يمكنه أن يلغي أدوار “السعودية” وإيران الدولية والإقليمية، وكذلك لا يمكن لأحد من الدولتين إلغاء الآخر، هناك ضرورة كبرى لتوطيد العلاقات بين الطرفين في ظل المشاريع الإستكبارية والتقسيمية في المنطقة، بحسب د. عباس خامه يار، إذ أن جميع رؤساء إيران كان لديهم نفس التوجه، الرئيس حسن روحاني بلّغ وزير خارجيته محمد جواد ظريف فور وصوله إلى الحكم أنه يريد زيارة “السعودية” لكن الأخيرة لم تستجب لهذا المطلب الإقليمي، التغييرات التي طرأت على الداخل السعودي وهيمنة القرار الأمريكي على القرار الداخلي دفع بالأمور إلى المزيد من التعقد، ينوّه الخبير الإستراتيجي، مشيراً إلى أن الدور اللاأخلاقي الذي لعبته “السعودية” في منظمة “أوبك” أدى إلى أزمات اقتصادية كبرى نالت من مصالح الشعب السعودي نفسه كما خلقت أزمات إقتصادية في دول الخليج الفارسي حسب تعبير خامه يار وحتى على إيران بالإضافة إلى تخلي الرياض عن القضية الفلسطينية ولعب دور كبير في صفقة القرن والتورط في المشاريع التقسيمية في المنطقة سيما مخطط سايكس بيكو2 ووعد بلفور2، وكذلك قتل الشعب اليمني وتدريب الآلاف من الإرهابيين في الجامعات والمساجد السعودية ثم إرسالهم إلى سوريا وغيرها من الدول، علاوةً على زيارة ترامب إلى الرياض ونهب الخزينة وإدراج التيارات الجهادية في المنطقة على لائحة الإرهاب، جميع هذه الملفات عقّدت العلاقات السعودية – الإيرانية بشكل غير مسبوق.

أما في ما يخص تسييس “السعودية” لفريضة الحج ومدى تطور العلاقات الإيرانية مع “السعودية” في المستقبل، أوضح خامه يار، أن “السعودية” لا تكف عن استغلال فريضة الحج، إذ سبق وأن جرى رفض الحجاج اليمنيين والقطريين ووضعت العقبات أمام العراقيين، لأسباب سياسية، أما إيران فقد تنازلت كثيراً لصالح المصلحة العليا ولإخراج الحج من دائرة العلاقات الإيرانية – السعودية وعزله عن التوترات الحاصلة بين البلدين، ليثمر عن ذلك افتتاح مكتب لرعاية المصالح الإيرانية في جدة لكن “إلى متى سيستمر هذا المكتب في حال نشطت الضغوطات الخارجية”؟ يسأل الباحث، ويضيف “لا يزال مجرد إتفاق أولي لم ير النور حتى الآن ومع ذلك نأمل أن تكون مقدمة لإعادة فتح الملفات العالقة في العالم العربي مع [السعودية]”.

“السعودية” تخوض حرباً بالوكالة على حساب اقتصادها د. عباس خامه يار، اعتبر أن فكرة ملء الفراغ الإيراني وزيادة الإنتاج السعودي واستقطاب زبائن آخرين هي أمور تقنية تحتاج لوقت طويل من التخطيط والتنفيذ، – الأمر لا يتم بمجرد أن تطلب واشنطن ذلك – وعليه فإن أي خلل يحصل في أعقاب القرارات المتخذة خارج “أوبك” ستعود أضرارها على الجميع، يقول الخبير الإستراتيجي، مؤكداً أن هذا ما يحدث الآن حصل منذ سنوات حينما خفضت “السعودية” أسعار النفط خارج إطار “أوبك” لمواجهة إيران وروسيا إذ تعرضت وقتئذ جميع دول الخليج الفارسي حسب تعبير خامه يار لأزمات إقتصادية حتى أن اقتصاد “السعودية” تدهور، ولذلك “يجب أن نعرف أنه للنفط العربي والنفط الإسلامي منافسين كبار وهم الأمريكيين، ويجب على السعوديين أن يلتفتوا لهذه النقطة بدقة، كل دولة تتخذ خطوة في هذا الإتجاه يجب أن تعلم أنها تخوض حرباً بالوكالة قد لا تُحمد عقباها على الداخل”.

الولايات المتحدة ستطيح بالرياض “من المعروف عن الولايات المتحدة أنها لا تحافظ على شركائها، والكلام للباحث، بل تغدر بهم في أقرب فرصة حينما يتعلق الأمر بمصلحتها الخاصة، الشاه قدّم لأمريكا ما لم يقدمه أحد على مدى ثلاثين عاماً، غير أنه حين طُرد لم يتمكن من الحصول على سرير واحد في الولايات المتحدة بالرغم من دفع ملايين الدولارات، الأمر عينه تكرّر مع الرئيس المصري السابق حسني مبارك وغيره، وهذا ما على الرياض أن تلتفت له جيداً، طهران ليس لديها مشكلة في التقرب من الرياض، لكن في نفس الوقت هناك ملفات وقضايا مصيرية لا يمكن أن تتنازل إيران عنها وفي رأس مقدمتها القضية الفلسطينية وإنهاء حرب اليمن بما يحفظ حق الشعب اليمني في تقرير مصيره وحفظ كرامته وإستقلاليته.

ويؤكد الخبير الإستراتيجي البارز في شؤون المنطقة، أن إيران لم تكن يوماً خطراً على الرياض أو على أي دولة أخرى في المنطقة، متسائلاً من مهّد لإسقاط صدام حسين؟ من أين انطلقت الطائرات الحربية الأمريكية لقصف بغداد وطرابلس الغرب ودمشق وعواصم أخرى؟ كل الأنظمة التي أطيح بها كانت من المدارس التكفيرية التي نشأت في بلاد حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة، كل العمليات الإرهابية التي حصلت في الدول الأوروبية كان مصدرها تلك الدول أيضاً، في حين أن إيران  لم تُخرج إلى العالم إرهابياً واحداً فقط، إدانة إيران الدائمة بالإرهاب وزعزعة الإستقرار ليست سوى نتاج “للإسلامي فوبيا” و”شيعة فوبيا”، إيران تستحق أوسمة لحفاظها على شعوب الأمة العربية من المشاريع الإرهابية في الوقت الذي تسعى فيه الولايات المتحدة الى إستبدال العداء للعدو الاسرائيلي وتوجيهه نحو إيران، بغية تأمين الحماية والأمان للكيان الإسرائيلي.

الكيان الإسرائيلي هش للغاية بعد التجربة، بات من الواضح أن المنظومات الدفاعية الإسرائيلية هشّة للغاية، إذ أنها تخضع للطائرات الورقية التي تتجه نحو الأراضي المحتلة من غزة، عدا عن أن الجيش الإسرائيلي والمسؤولين الإسرائيليين مضطربون للغاية أمام شعب غزة، الشعب المحاصر والمجوّع والمروّع لطيلة سنوات، ومع ذلك فإن الكيان الإسرائيلي يقف عاجزاً أمامه، بينما إيران تمتلك جميع مقومات القوة الدفاعية والعسكرية بحسب خامه يار. التحالفات العربية هي تحالفات وهمية وفي معرض الحديث عن التحالفات العربية ضد إيران، يورد الباحث الإيراني أنه “ليس هناك تحالف عربي حقيقي ضد ايران بل هي مجرد تحالفات وهمية تموت قبل أن تولد، التحالف العربي ضد اليمن خير دليل على ذلك إذ سرعان ما انهار لتضطر “السعودية” أن تأتي بالمرتزقة من السودان وجيبوتي ومن هنا وهناك، في المقابل نجد أن الكيان الإسرائيلي يعاني من شرخ حقيقي في الداخل، فضلاً عن تورطه بجبهات عديدة في جنوب لبنان والجولان السوري وغزة، بالإضافة إلى تورط رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو وزوجته بأزمات أخلاقية ومالية، الشرخ الذي حصل بين اليهود في الداخل بسبب التصوّيت على الدولة القومية بالكنيست الإسرائيلي، كل هذه الامور تشكل أزمات خطيرة لحكومة الاحتلال لذا الأجدر بنتنياهو الإهتمام بشؤونه بدلاً من الإنضمام لتحالفات ضد إيران، وفق د. خامه يار.

المظاهرات في إيران قيد الإستثمار الأكاديمي الإيراني شدّد على أنه يتم استثمار المظاهرات في الداخل لتأجيج الشعب عبر ضخ مبالغ مالية ضخمة وتصميم مسيرات إحتجاجية ومظاهرات، الولايات المتحدة وحلفائها الذين يريدون إسقاط النظام الإيراني، لم يستطيعوا أن يجيّشوا 6 آلاف إيراني على مدى إسبوع في كافة المحافظات الإيرانية من أصل 80 مليون، في حين أنه في تل أبيب وحدها خرج 100 ألف درزي، للتنديد بقرار القومية اليهودية، إلا أن الإعلام الدولي والخليجي غضّ النظر عن 100ألف شخص ليسلّط الأضواء على عشرات الأشخاص الذين تأثروا من الأزمات الإقتصادية فخرجوا إلى الشارع مضيفاً: “جميع الدول تشهد أزمات إقتصادية، وشوارعها تكتظ بالمظاهرات، في أوروبا يومياً هناك احتجاجات، اليونان تشهد مظاهرات كذلك، إيطاليا تشهد مظاهرات على طول العام لماذا لا يتداولها الإعلام، فيما يركز على خمسين شخصاً خرجوا للتظاهر في إيران”؟

وأردف قائلاً: “السنة الماضية حصلت تجمعات في إيران أكبر من تلك التي نشهدها الآن بكثير، لكن الحكومة الإيرانية نجحت في التفاوض مع المتظاهرين وكذلك ستنجح مع تلك التي تشهدها اليوم” مشيراً إلى أن السوق المالي يشهد استقراراً كبيراً ومؤشرات البورصة أيضاً ارتفعت بنسبة قياسية، “هذا الاستقرار المالي يشير صراحة إلى أن التهويل على الوضع الإقتصادي في إيران لا وجود له في الواقع، لكن مع ذلك ينبغي على الحكومة الايرانية أن تضع برامج وسياسات إقتصادية ناجحة ودقيقة وأن تواجه الفساد بشكل صارم وجاد”.

الإمبراطورية الإيرانية هناك نموذج في إيران دولة إسلامية مستقلة لا تخضع لأي دولة أخرى في قرارها السياسي والعسكري وكذلك الأمني والإقتصادي،العالم جميعه يتكلم عن تطور الإنتاج العسكري في إيران لكن قلما يجري الحديث عن الإنتاج المعرفي والعلمي في مختلف التخصصات الجامعية والقطاعات الصحية والتعليمية والصناعية،هذا النموذج بحد ذاته هو نموذج مخيف بالنسبة للولايات المتحدة والكيان الاسرائيلي.

يقول خامه يار متابعاً حتى لا يتحول النموذج الإيراني إلى نموذج يجتذب إليه بقية شعوب المنطقة، ولذك تفعل الولايات المتحدة وحلفائها كل ما في وسعهم للنيل من هذا النموذج بهدف زعزعة الثقة بين إيران وحلفائها في المنطقة من جهة وبينها وبين شعوب هذه المنطقة فتختلق الإدعاءات لإشاعة أكاذيب وافتراءات على شاكلة الإمبراطورية الإيرانية. “هذا الجو الإعلامي المليء بالإحتقان تجاه إيران والميزانيات الضخمة التي تخصص لإستهدافها، هو من أجل إسقاط هذا النموذج، كلا ليس هناك مشروع لإمبراطورية إيرانية، ليس هناك أي شيء من هذا القبيل، بل إن إيران كانت دائماً ولا تزال تحافظ على استقرار المنطقة ولولا إيثارها وتضحياتها لكانت الخرائط الجغرافية التي نُشرت من قبل داعش لتحققت وتنفذت بكل يُسر.

وعلى أي حال كل هذه الاتهامات أصبحت من الماضي، وعي الشعوب غيّر المعادلة، وخصوصاً في ما يتعلق بتحرير فلسطين، الشعوب العربية والإسلامية تجاوزت التضليل وباتت تعلم جيداً من يضحي لأجل فلسطين ومن يعمل على إحياء قضيتها ومن باعها ومن تخلى عنها وخذلها” يختتم الأكاديمي والخبير الإستراتيجي د. عباس خامه يار حواره.


حوار زينب فرحات – مرآة الجزيرة

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.