ليف دينجوف:السراج “دُمية” وحفتر “عسكري” لن يأتي بالحل والسلام

[post-views]
11

بوابة ليبيا الاخباري 

بغض النظر عن حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة،يتدفق المزيد من الأسلحة إلى ليبيا على كلا الجانبين،في أعقاب الهجوم الذي شنه الجنرال خليفة حفتر على العاصمة طرابلس والذي بدأ في أوائل شهر أبريل،والذي يهدد الآن بالتصعيد إلى حرب بالوكالة الكاملة بين القوى الإقليمية،وتوسيع شدة الحرب الأهلية على بشكل سريع.

 يحظى حفتر الذي يرتبط جيشه الوطني العربي الليبي (LNA) بالتحالف مع برلمان البلاد في شرق ليبيا بدعم خاص من مصر والإمارات العربية المتحدة على الجانب الآخر تدعم تركيا وقطر،وكلاهما من أنظمة الإخوان المسلمين،حكومة الوفاق الوطني التي تتخذ من طرابلس مقراً لها والتي يعترف بها “المجتمع الدولي” والأمم المتحدة.

يقول ريتشارد…أتذكر مقال كتبته قبل ثلاث سنوات في جريدة تايمز أوف عمان بعنوان “مستنقع ليبي سيستمر حتماً” بتاريخ 17 مايو 2016 واقتباس محدد منه. “إن حكومة الوحدة الوطنية لا تجلب أي وحدة على الإطلاق إلى ليبيا” صحيح أيضا إذا تلقت قوات حفتر الأسلحة لن تحقق بها وحدة البلاد.

إن تسليح أي من الطرفين أي طرف في الحرب الأهلية متعددة الأوجه الموجودة في ليبيا هو تصرف مجنون,الكلمات المذكورة أعلاه كانت صحيحة في عام 2016 وما زالت صحيحة في عام 2019. 

وقالت كلوديا جازيني،المحللة الليبية في المجموعة الدولية لمعالجة الأزمات ومقرها بروكسل،إن تحقيق وقف لإطلاق النار “سيتطلب مداخلات من كبار أعضاء مجلس الأمن” مثل روسيا والولايات المتحدة. 

تم تعيين ليف دينجوف من قبل روسيا لرئاسة البعثة الدبلوماسية التي تتناول “العمل الدعائي التحفيزي في ليبيا وتمت المصادقة عليه من قبل وزارة الخارجية الروسية ومجلس الدوما الروسي وكذلك رمضان قديروف الرئيس الشيشاني شخصيًا”.يمثل هذا تطوراً مثيراً للاهتمام يعكس الدور المتزايد الذي تحاول غروزني لعبه في السياسة الروسية الليبية عبر وسيطها الشيشاني.

إن دور روسيا في ليبيا على مدار الأعوام السبعة الماضية محدود،وعلى العموم قد طغت عليه الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وإيطاليا،إلى جانب القوى الإقليمية،ولكن منذ بدء هجوم حفتر على طرابلس،كانت البراغماتية والبراعة اللتين أظهرهما دينجوف أكثر حنكة ومهارة في اقتناص الفرص

أعرب دينجوف عن قلقه الشديد من أن الخطوات المحتملة التي يتخذها البنك المركزي طرابلس ضد القطاع المصرفي شرق ليبيا حيث معقل حفتر,ستؤدي إلى دفع وتشجيع حفتر للانتقام من خلال السيطرة الكاملة على جميع صادرات ليبيا النفطية تقريباً وايقاف الصادرات سيكون هذا أحد أكثر القرارات غير الحكيمة بالنسبة لمستقبل ليبيا الموحدة,سيؤدي ذلك إلى دورة جديدة من العدوان والتصعيد العسكري. 

ووجه انتقاد شديد اللهجة الى خليفة حفتر وفائز السراج لعدم رغبتهما في الجلوس إلى طاولة المفاوضات والحوار للخروج من الأزمة بسبب تواجد قوات حفتر على مشارف طرابلس الأمر الذي يعتبره السراج تهديدا له ولحكومته ولا يمكنه التفاوض والحوار والبنادق فوق رأسه،وأصبح هناك مأزق عسكري الآن حيث رفض الجانبان الدعوات لوقف إطلاق النار التي ستشمل سحب قوات كل منهما والعودة الى تمركزات ما قبل الهجوم. 

كان تعليق دينجوف الأكثر صدىً ومثير للإعجاب عندما قال الأسبوع الماضي إن النزاع سيستمر إلى أن يظهر زعيم “قادر على توحيد الجميع”،مضيفًا “لو كان هذا القائد خليفة حفتر،لكان قد وصل بالفعل إلى طرابلس،لكانت المدينة سقطت دون وجود تقاتل”. 

ينبغي الأن تثبيت حكومة وحدة محايدة،وليست حكومة الوفاق الوطني أو مجلس النواب وحكومته،مع وجود خطط مناسبة في ليبيا بتفويض للوصول إلى انتخابات مبكرة ولكن بعد كتابة الدستور الأساسي لنصل في النهاية توحيد جميع المؤسسات بما في ذلك الجيش لتحقيق الاستقرار في الاقتصاد وليس بإمكان حفتر أو السراج القيام بذلك. 

بالتأكيد لا يمكن الاعتماد على  فايز السراج فهو “سجين” للإخوان المسلمين، “دمية” لكل من الأمم المتحدة والإخوان المسلمين. وعليه من سيكون؟ يجب البحث فيمن يكون هذا الرجل الذي سينجح في توحيد جميع الليبيين.

يمكن أن يقتصر دور حفتر على الجيش،وليس في أي منصب سياسي يجب ألا تصل أي أسلحة جديدة أو ذخيرة إلى أي جانب في ليبيا ومنع أي تدخل خارجي اقليمي أو دولي؛الحرب ليست هي الحل بل مزيد من المعاناة والدمار وإذا بقيت الأطراف داخل البلاد على خلاف والقوى الخارجية أيضًا،فلن يكون هناك سلام في أي وقت قريب في ليبيا”.  

يمكن أن تكون ليبيا مستقرة ومزدهرة فقط في ظل الحكم الديمقراطي بدعم دولي من مجتمع الأمم في العالم،وهو ما ينبغي أن يكون الأمم المتحدة لكن سجلهم في ليبيا في السنوات الماضية لم يكن متميزًا على الإطلاق. 

لا يسع المرء إلا أن يأمل في أن ينقذ المنقذ ليبيا من رماد أوصلها اليه المتحاربون على السلطة اليوم،لكن يمكن للمرء أن يراهن أنه لن يأتي الحل يأتي من الشخصيات الحالية واللاعبين السياسيين الليبيين المشهورين الحاليين.

في الختام من المثير للاهتمام أن نلاحظ أن لجنة العلاقات الخارجية المؤثرة في مجلس الشيوخ الأمريكي يبدو أنها تتفق إلى حد ما مع تقييم دينجوف كما يتضح من محتوى هذه الرسالة أدناه المكتوبة في 29 مايو من قبل اللجنة إلى الرئيس ترامب .


بقلم:Richard Galustian 

 

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.