من مكتبة الصادق النيهوم الى مكتبة كريستوفر ستيفنز…بنغازي ماذا بعد؟

[post-views]
111

بوابة ليبيا الاخباري 

افتتحت وزارة الخارجية التابعه للحكومة الليبية الموقتة والتي يرأسها عبدالله الثني الغير معترف بها دوليا في ضاحية قنفودة بمدينة بنغازي مكتبة علمية تحمل اسم السفير الأمريكي الراحل “كرسيتفير ستيفنز” الذي قضى نحبه في هجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي عام 2012.

وجرى ذلك بعد استبدال اسم الأديب والفيلسوف الليبي الكبير الروائي “الصادق النيهوم” الذي كان يطلق على المكتبة،في ظل الغياب الكامل للأدباء والنخب ومؤسسات المجتمع المدني،وحضور وزير الخارجية عبدالهادي الحويج أحد صقور نظام القدافي سابقا وطلاب المدرج الثوري الأخضر يقف بجواره منكس الرأس حاتم العريبي رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون وأحد رؤوس ورموز الفساد المالي والاداري في ليبيا.

ولم تسجل أي حالة اعتراض أو تذمر أو اعتصام للتنديد بهذا التغيير،في حق قامة أدبية تعد واجهة وسمة بارزة في عالم الأدب والفلسفة الليبي وفي العالم العربي,في ظل أجواء دكتاتورية عسكرية تخيم على أجواء المنطقة الشرقية أقصت كافة الأقلام الحرة والقامات العلمية وقربت أبواق اعلامية نشاز تبث الفتن والأحقاد والكراهية وتساهم في تفتيت النسيج الاجتماعي للمجتمع الليبي.

وقد استنكر أحد الشعراء الليبيين الوطنيين هذا التصرف خاصة وأنه يتوافق مع ذكرى استشهاد شيخ الشهداء عمرا لمختار وكأن الأمر ثم ترتيبه عن عمد في غياب تام عن أي مظهر من المظاهر الاحتفالية التي تقام كل عام لاحياء ذكرى المختار ورفاقه الأبطال قائلا:

نسيناك سمينا سفير امريكا
ونسينا تريس امعاك يا المختار
ريت الوزير هضاك ودرابيكا
للبيت الأبيض كيلي بندار
يستر الله من وطن شين هفيكا
انسيك يا عمر ما ايريدلك تذكار
والفجر وين ايبان يوهم ديكا
ايوسوس علي شانه ضوا النهار
حكومه عطيبه كي ادير هتيكا
ما تستحي وتصادر الصوار
قرار وطنا غامض اليوم شريكا
امسير احداثه من ورا الستار
نين انهشم ماعاد فيه عريكا
وجف السحاب ونزحن الأبيار

السفير جون كريستوفر ستيفنز  (18 أبريل 1960-11 سبتمبر 2012)،ولد وترعرع في شمال كاليفورنيا،درس في جامعة “بركلي”وعمل محامياً مختصاً بالشؤون التجارية الدولية في واشنطن قبل أن ينضم إلى الخارجية الأمريكية في عام 1991.يجيد ستيفنز اللغة العربية والفرنسية وقد نشر العديد من المقالات في القدس ودمشق والقاهرة.عمل كمتطوع في شمال أفريقيا وعمل كمدرس لغة إنكليزية بالمغرب لمدة سنتين وكان سفير الولايات المتحدة في ليبيا منذ مايو 2012 وحتى مقتله بسبب هجوم مجموعات مسلحة على مقر القنصلية الأمريكية في بنغازي.

الصادق النيهوم  ولد في مدينة بنغازي عام 1937 درس جميع مراحل التعليم بها إلى أن انتقل إلي الجامعة الليبية،وتحديدا بكلية الآداب والتربية – قسم اللغة العربية،وتخرج منها عام 1961 وكان ينشر المقالات في جريدة بنغازي بين عامي 1958-1959 ومن ثم عُين معيداً في كلية الآداب.

أعدَّ أطروحة الدكتوراه في ” الأديان المقارنة” بإشراف الدكتورة بنت الشاطيء جامعة القاهرة،وانتقل بعدها إلى ألمانيا، وأتم أطروحته في جامعة ميونيخ بإشراف مجموعة من المستشرقين الألمان، ونال الدكتوراه بامتياز.تابع دراسته في جامعة أريزونا في الولايات المتحدة الأمريكية لمدة عامين.

درَّس مادة الأديان المقارنة كأستاذ مساعد بقسم الدراسات الشرقية بجامعة هلنسكي بفنلندا من عام 1968 إلى 1972.يجيد، إلى جانب اللغة العربية،الألمانية والفنلندية والإنجليزية والفرنسية والعبرية والآرامية المنقرضة.

تزوج عام 1966 من زوجته الأولى الفنلندية ورُزق منها بولده كريم وابنته أمينة، وكان وقتها مستقراً في هلسنكي عاصمة فنلندا، انتقل إلى الإقامة في جنيف عام 1976 وتزوج للمرة الثانية من السيدة (أوديت حنا) الفلسطينية الأصل.

توفي في جنيف يوم 15 نوفمبر 1994 ودُفن بمسقط رأسه مدينة بنغازي يوم 20 نوفمبر 1994.


#مراسل_بنغازي

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.