تويجر…هل ندرك أهمية بناء دولة المواطنة وندعو اليها؟

[post-views]
14

بوابة ليبيا الاخباري

اتفقنا أن الوطن هو المكان الذي ترغب العيش فيه رغم المشقة ولا تنتظر منه شيئا لأنه لا يعطي ولا يمنع ولا يميز أحد من أبنائه بالعطاء.
المواطنون في هذا الوطن يتقاسمون خيراته ويستغلون الفرص الموجودة فيه وفق صيغة تفرض عليهم أو يتفقون عليها..قد بسيطر فرد يجمع حوله المنتفعين ويستخدم ثروات البلد للحفاظ على ملكية الوطن له فيقتل ويسجن ويعاقب من أجل البقاء.
في هذه الحالة يحرم المواطنون من حقوق المواطنة والمساواة في الفرص فيقبل بعضهم ويهاجر الأخر بحثا عن وطن بديل..وهذا ما نسميه حكم الفرد وهو نوع الحكم الذي يسود عالمنا العربي ولم نتمكن من الافلات منه حتى بعد الثورات والتضحيات.
تحت هذا النوع من الحكم لا مجال للتقدم لأن مصالح الحاكم الفرد وشلته تتعارض مع العمل المؤسسي.. في الدول المتقدمة ناضلت الشعوب وحولت الحكومة الى موظف لديها يحاسب على كل صغيرة وكبيرة وفي كل يوم نسمع عن حادثة تؤكد لنا كيف تعمل نظم الحكم في تلك الدول.
هناك ينال المواطن حقوقه على أساس المواطنة أولاً ثم ما يتم الاتفاق عليه من معايير لنيل الدعم..تلك النظم لديها نظام أمان اجتماعي إلى جانب حقوق المواطنة التي تكون في متناول الجميع.
شبكة أمان تتلقى المواطن عندما بسقط وفق معايير لا تفرق بين المواطنين إلا بقدر خضوعهم لتلك المعايير .. لايمكن للرئيس أن يعطي أو يمنع ولذلك نرى الرؤساء يمشون في الأسواق دون أن ينتبه إليهم أحد..هذه النظم التي تعتمد التعامل مع مواطنيها على أساس حقوق المواطنة هي دول ديمقراطية لا يسمح للفرد فيها ممارسة نزواته على حساب الأخرين ويطبق فيها نظام محاسبة دقيق يصعب أن يفلت منه أحد ولكنه نظام غير معرقل.
ما نرزح تحته اليوم هو حكم الفرد وهو عادة ما يعيد نفس الشيء ولا أمل في أن يحقق أي تقدم على المدى البعيد.
للأسف تود الحكومات العربية التي لم يطالها الربيع العربي والتي تملكها أسر وبعض الدول الكبرى أن نستمر تحت حكم الفرد والعائلة وتتطلع بعض العائلات الليبية والشخصيات الاستبدادية إلى أن تقوم بهذا الدور.
تساعدهم على ذلك ثقافتنا المتخلفة التي تفتقر الى مفاهيم ومعايير تمكننا من رفض ممارسات نعرف نتائجها جيدا ولكن يهلل لها المتربصون للفرص الممارسون للفساد الداعمون للاستبداد.
هل ندرك أهمية بناء دولة المواطنة وندعو اليها ونرفض غيرها ونقول للحاكم الفرد توقف عن تبذير أموالنا لإطالة بقائك ؟ .

الدكتور عيسى تويجر وزير التخطط الليبي السابق
قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.