فائض العربدة…الفايروس الأمريكي

[post-views]
37

بوابة ليبيا الاخباري

تحرص وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) على التأكيد بمناسبة وبدون مناسبة أن بوسع الولايات المتحدة الأمريكية خوض أكثر من حرب في وقت واحد.
وتقول وكالة المخابرات المركزية ( CIA) انه بمقدورها معرفة تفاصيل العلاقات الحميمية بين عائلات النمل!!!!..وتقول وسائل الإعلام الأمريكية ان النموذج الأمريكي هو الأفضل.. تقول أمريكا أشياء كثيرة في هذا الصدد، حتى تكاد تجاهر بقدرتها على ضبط إيقاع التنفس ( الشهيق والزفير) لدى البشر، وفرز زفرة الحنق من تأوه المريض من لوعة العاشق!!.
أمريكا لا تكترث بردود أفعال الآخرين..وظلت منذ خروجها مجالها الحيوي الاطلنطي تعلن سراً وجهاراً أن من ليس معها فهو ضدها،.. جميع سكان المعمورة يعلمون يقينا ان الفيتنام مثلا لم تعلن الحرب على أمريكا.. ولم يقل أي من قادتها أنهم ضد أمريكا أو معها، كان الشعب الفيتنامي يزرع شتلات الأرز في سهوب أرضه ومدرجاتها الخصبة ويمارس عاداته في المسامرة بطرح الالغاز الشعرية حين باغتتهم الآلة الجهنمية (B52) تقذف حممها القاتلة فتدمر وتحرق البشر والحجر والزرع..
لم تقل شعوب كوريا ولاوس وكمبوديا والفلبين أنها تكره أمريكا أو قللت من شأن جيوشها وأجهزة استخباراتها أو عملتها الأسطورية أو السخرية من وسائل اعلامها..كما لم تشكك في مذاق مشروباتها او جودة منتجاتها او فنونها..كانت شرائح واسعة من شعوب تلك المناطق تجهل اصلا وجود هذه الامريكا.. اللهم الا ما اختزنته ذاكرة بعض المتعلمين عن حرب الابادة ضد أمة الهنود الحمر، أو اضطهاد السود.. غير أن كل ذلك لم يدفع أمريكا إلى الصفح عنهم، وأن تغفر لهم.
لم تقل أمريكا التي تتفاخر بأجهزة مخابراتها كيف عجزت هذه الوكالات الأخطبوطية في تقدير حالة الاتحاد السوفياتي ( العدو الرئيس حينئذ) عشية مطلع عقد التسعينيات من القرن الماضي والقطع بانهياره وتفككه!! واعترفت CIA بذلك التقصير.. وهي أيضا التي عجزت عن تقدير حالة إمبراطورية الشاه ( حليفها القوي) مطلع 1979 ولم تتوقع سقوطه بالطريقة التي عصفت بعرشه الطاووسي.. وهي أيضا التي عجزت في العثور على غرام واحد من مكونات أسلحة الدمار الشامل التي شكلت الذريعة للعدوان على العراق واحتلاله..
أمريكا حاربت أفغانستان والعراق في وقت واحد،لكنها لم تتجرأ على الإقتراب من شمال كوريا او إيران.. قالت وهي تحرث أرض الأفغان 2001 وأرض الرافدين 2003انها ستنقل شعوبها الي فضاء الديمقراطية وجنة الرفاه.. ونحن نشهد الآن على النتائج..
أمريكا أقرب إلى شركة عملاقة تأسست بتحالف (الجندي والراهب والتاجر) وآمنت بأن تسويق ما لديها يحتاج إلى مخالب وأنياب وفحيح.. وهي الآن في مرحلة التراجع أمام ما يشهده العالم من حراك.. العالم يرصد هذا الكيان وهو ينخره السوس وتعربد في جثته الديدان..
العالم يدرك أن سقوط أمريكا سيبدأ بفقدانها مقعد القطب الأوحد،وهو ما سوف ينعكس على كل متر على الكوكب الأزرق..فأمريكا فيروس تسلل إلى مفاصل الكوكب،العالم مصاب بأمريكا، وباء عام، يحتاج للشفاء منه إلى اتفاق أولاً على وجوده وبعد ذلك الاتفاق على مواجهته.

أ- محمود البوسيفي
كاتب وصحفي ليبي
قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.