تمر اليوم 7 سنوات على الثورة الليبية ضد نظام القدافي، التي اندلعت شرارتها يوم 15 فبراير 2011 من مدينة البيضاء، ثم اشتعلت في مدينة بنغازي يوم 16فبراير ثم انتشرت لباقي المدن الليبية، حيث بدأت بطريقة سلمية ومطالب “الشعب يريد اصلاح النظام” قبل أن تصبح مسلّحة بعد تدخل كتائب القذافي وميلشيات القبعات الصفراء لقمع المتظاهرين فتطورت المطالب بسقوط الضحايا الى “الشعب يريد اسقاط النظام” الذي سقط في شرق ليبيا خلال ثلاثة أيام وأعلن فيه عن تشكيل مجلس وطني انتقالي كجسم تشريعي مؤقت ومكتب تنفيدي كأداة تنفيدية يمثل حكومة الثوار في الخارج.
وبهذه المناسبة تشهد العاصمة الليبية طرابلس احتفالات شعبية واسعة تحت شعار “مع بعض نبنوها”، تشارك فيها فرق موسيقية وعروض للزي التقليدي الليبي، كما تم تخصيص ساعات لفقرات تنشيطية وترفيهية والأغاني الوطنية وسباق للخيول وسط ميدان الشهداء، بمشاركة أبناء باقي المدن الليبية، كما شهدت مدينة مصراتة والخمس وزليتن والزنتان والزاوية وجادو احتفالات واسعة وقد ردد المحتفلون في ميدان مدينة الزاوية شعارات (قولوها بعين قوية فبراير مازالت حية) هذا الميدان الذي شهد أبشع جرائم كتائب القدافي التي قامت بمدبحة فيه ونبشت قبور الشهداء بعد اعادة احتلالها للمدينة شهر مارس 2011م.
ويرى المحتفلون أن ذكرى اندلاع الثورة التي حرّرت ليبيا هي عيد ومناسبة تستحق الاحتفاء بها كل عام، لأنه تاريخ أعاد الأمل لليبيين في التغيير نحو الأفضل والتوق إلى الحريّة والديمقراطية بعد سنوات طويلة من الظلم والدكتاتورية والقمع وحكم الفرد المطلق ومحاولة التوريث رغم كل الصعوبات التي واجهتها وتواجهها الثورة ومحاولة افشالها عبر الثورة المضادة.
ويقول في هذا السياق الناشط من مدينة طرابلس خالد أبوالقاسم الشريف،”طرابلس وباقي المدن التي خرجت للاحتفال بثورة الشباب أعطت لمن يشكك في حبنا لثورتنا صفعة تساوي ثورة جديدة”.
وفي مدن الشرق الليبي التي اندلعت منها شرارة الثورة في مثل هذا اليوم قبل 7 سنوات أقيمت احتفالات في مدينة البيضاء التي ردد المحتفلون شعارات الثورة وهم رافعين صور الشهيد العقيد محمد بوغفير وتجمعوا في ساحة الاعتصام وسط المدينة، ثم جابوا شوارعها الرئيسية وسط هتافات ( يا بوغفير يابوغفير عالمبادئ ما انتغير)، (سبع سنين بلا قايدهم خلي فبراير تحرقهم).
وعلى عكس السلطات في #طرابلس، لم تعلن الحكومة المؤقتة (الغير معترف بها دوليا) والتي تسير شؤون المنطقة الشرقية على أي برنامج بهذه المناسبة، واكتفى الثني فقط بتمكين الموظفين والطلاب من يوم عطلة وتقديم التهنئة بمناسبة الذكرى السابعة لثورة 17 فبراير للمواطنين.
ومن جهته علّق الناشط الحسن الشارف الأطرش من مدينة طبرق “هلا فبراير ,فبراير الحرية, ,فبراير النصر ,فبراير المجد ,اللهم ارحم شهداء ثورة التكبير,فبراير تمثلني.
في المقابل، ومع كل ذكرى جديدة لثورة فبراير، تبدي المدن أو القبائل الموالية للنظام السابق شماتتها في الوضع الحالي الذي تمر به ليبيا أزمة سياسية واقتصادية وترى أن الفشل سببه الثورة وليس موروث النظام السابق دون أن تقدم حلول واقعية وعملية يمكن تطبيقها.
يقول الناشط والمحامي عبدالباسط الحداد “عدد منصات الاحتفال العفوي بذكرى فبراير اليوم في مدينة مصراته أكثر من منصات الاحتفال التي فرضها المقبور طيلة 42 سنة في كل المدن الليبية لإجبار الليبيين بالتصفيق له بذكرى انقلابه المشؤوم” .