وتطرق المرصد، وهو مؤسسة ليبية حقوقية ومقره مدينة مصراتة، الإعلام خلال المرحلة فبراير بالقول إن ليبيا ” شهدت انفتاحاً كبيراً جداً وصدرت مئات من المطبوعات اليومية والأسبوعية والشهرية بمختلف الإتجاهات والتوجهات مدفوعة بحماسة الإنتصار والثورة ومتعطشة للكتابة والكلمة,ما لبث تدريجيا أن خفت واختفت وتناقص عددها فصناعة الاعلام شيء والنشاط الاعلامي شيء أخر”.
لكن هذا الانفتاح لم يدم بحسب مرصد السلام إذ “تغولت الميلشيات المسلحة وأعلنت معركتها مع وسائل الإعلام والإعلاميين الذين ينشرون أخبار لا تناسبهم أو تتعرض لهم,وراجت وترسخت وسائل الإعلام الحزبية والتابعة للتنظيمات الراديكالية خاصة عبر وسائل التواصل الإجتماعي تفتقد في غالبها الى المهنية الإعلامية وضوابط حرفية العمل الاعلامي وتحولت الى منابر لبث خطاب الكراهية وتخوين المخالفين والتشهير بهم والتحريض على العنف”.
وخلصت دراسة المرصد إلى أن “أحداث ثورة فبراير خلقت ثورة في المشهد الاعلامي ودخل على المهنة عدد كبير من الهواة وقناصين الفرص مع غياب لقانون تنظيم العمل الإعلامي وضعف مؤسسة القضاء مقابل سطوة الميلشيات والسلاح وعدم وجود استقرار في المسميات الحكومية لإدارة الملف الإعلامي “هيئة الإعلام والثقافة” و“هيئة الإعلام” و“وزارة الإعلام” حالة عدم الاستقرار ووضع برنامج واضح محدد المعالم ووقت التنفيد واعطاء الزمن والامكانيات الكافية لتنفيذه”.
واستنتج “ولعله عن عمد جعل المشهد الاعلامي في ليبيا ساحة قتال وسيطرت الشخصيات الساسية والمال السياسي على غرف أخبار العديد من القنوات الإعلامية،وجعلوها منابر لتمجيد حلفاءهم ومهاجمة خصومهم مستخدمين مبدأ الغاية تبرر الوسيلة وبمختلف الوسائل غير الأخلاقية،وانتشر خطاب الكراهية والتحريض والعنف على حساب اعلام المصلحة الوطنية العليا والتنوع والتعدد”.
يذكر أن المرصد، يعمل في مجال حرية الإعلام بكافة وسائله والدفاع عن حرية الإنسان وضمان حقوقه الأساسية ويرصد واقع الحريّات في ليبيا وينشر دراسات عن وسائل الإعلام وأدائها ومدى مهنيتها والتزامها بالمعايير الدولية للإعلام.