استنزاف السعودية يدخل عامه الرابع

[post-views]
80

سنة رابعة تدخل من عمر العدوان السعودي الأميركي على اليمن والاستنزاف البشري والمادي للنظام السعودي يتضاعف يوماً بعد يوم والفشل السياسي يتدحرج وينمو أكثر وأكثر في المقابل تطوير ومقاومة تزداد قوة وقدرة وتحظى بالمزيد من الدعم والتأييد الشعبي الذي تجلى في الصمود الأسطوري والمقاومة لثلاثة أعوام.

لم تتوقف طوال هذه المدة عمليات الاستنزاف والتنكيل التي ينفذها مجاهدو الجيش واللجان الشعبية في جبهات ما وراء الحدود وأيضاً الجبهات الداخلية.
يؤكد مساعد ناطق الجيش اليمني العقيد عزيز راشد أن مجاهدي الجيش واللجان الشعبية فعلوا واعتمدوا على حرب الاستنزاف العملياتي ضد العدو حيث اقتضت حكمة قيادة الثورة ممثلة بالسيد عبد الملك بدر الدين الحوثي في الاعتماد على مثل هذه العمليات في الاستنزاف العسكري والاقتصادي ضد العدوان السعودي الأميركي.

وقال إن الاعتماد على مثل هذه العمليات لها تأثير سياسي واقتصادي وعسكري، وأيضاً اجتماعي وحرب نفسيه تؤدي إلى انهيار في المعنويات وملل من إطالة الحرب على الجنود السعوديين وحلفائه.ويضيف راشد “عقب أربعين يوما من الضربات الجوية للعدوان ضد الأرض والإنسان في اليمن جاءه رد عسكري يمني مزلزل في عمق الحدود السعودية، وجرى التنكيل بهم واقتحام المواقع والسيطرة عليها ودك حصونهم وتدمير آلاف الآليات والمدرعات والدبابات وقتل وأسر أعداد كبيرة، حيث وقد جرى عرضهم على وسائل الإعلام عبر الإعلام الحربي”.

وذكر بأن كل هذا التنكيل ودك الرقابات والأبراج والحصون جاء بعد تصريح العدو بأنه قادر على تنفيذ مايسمى عاصفة الحزم في أقل من شهرين ولكنه تفاجئ.

ويوضح راشد ” هذا مما أصاب العدو بحالة من الهستيريا وعدم الاتزان في المعركة وخرج عن شرف القتال والمنازلة بشرف وارتكب جرائم حرب ضد المدنيين بواسطة الطيران واستخدامه أسلحة محرمة ستكون مواد أدانه في المحاكم الدولية عاجلا أم آجلا ولن تسقط بالتقادم”.

ويتابع ” بدأ ذلك من خلال استصراخ أميركا بمزيد من الدعم بالسلاح والخبراء والمعلومات كما أشار وزير خارجية أميركا الأسبق كولن بأول عندما قال بأنه قدم النصح للنظام السعودي بعدم العدوان على اليمن ولكنهم لم يستمعوا لأصدقائهم؟ فكانت النتيجة هذا العويل بأننا خذلناهم في المعلومات “.

قراءة الاستنزاف وتأثيره على العدو:

يرى مساعد ناطق الجيش اليمني الاستنزاف وتأثيره على العدو أنهُ تأثير معنوي وسياسي ونفسي واقتصادي وحتى اجتماعي.ويؤكد في الجانب المعنوي فمعنويات جنود العدوان منهارة ولاتحمل عقيدة قتالية ولا تقوى على مواجهة الجيش واللجان وهناك مئات المشاهد والجنود السعوديين يهربون هم والمرتزقة،مضيفاً في الجانب السياسي القول”رأينا وشاهدنا تصادم وصراع الأجنحة السعودية فيما بينها وبين آل سلمان أدت إلى تصفيات واعتقالات وتجريد أمراء من مناصب عليا، بالإضافة إلى سخرية العالم من تصرفاتهم وتقليل هيبتهم”.

وفي الجانب الاقتصادي يقول راشد ” فقد ترنح النظام أدى إلى عجز في الميزانية بنسبة كبيرة جدا باعتراف وزير المالية السعودي وفقدان السيولة عقب زيارة ترامب للرياض وأخذ منهم 500 مليار دولار وما خفي كان أعظم”.وهذا مما دفع النظام السعودي برجال الدين الوهابية إلى مطالبة الشعب بالتبرع بالمال كمجهود حربي ضد اليمن من على منبر الحرمين الشريفين وتهديد التجار والأمراء بدفع مجهود حربي مالم فالسجن ومصادرة أموالهم حق مشروع من ابن سلمان وهذا دليل على الاستنزاف الكبير الذي تجنيه مملكة الرمال في عدوانها على اليمن بأوامر أميركية صهيونية.

وذكر راشد أن هذا العدوان خلق حرب نفسية في أوساط الجنود والضباط السعوديين والمرتزقة من خلال تصريحات الأسرى السعوديين وما يعانوه أثناء الأسر.

وفيما يخص الداخل السعودي هناك استياء شعبي في نجد والحجاز من استمرار العدوان لأن الضرر وصل إلى منزل كل مواطن سعودي بالسلب ماديا وبشريا وفرض الضرائب ورفع الدعم عن المشتقات النفطية وغيرها من الأعباء القاتلة.وبين أن هناك ملفات جنائية محملة بجرائم حرب ضد الإنسانية في اليمن وهي مشهودة وتحريكها مسألة وقت.

استنزاف مادي:

الكاتب والباحث حسن حردان: السعودية غرقت في مستنقع اليمن، وتدفع فاتورة باهظة الثمن، اقتصادياً وبشرياً وانزلاقها بالتورط في حرب استنزاف من العيار الثقيل، الذي يشبه، إذا لم يكن يتجاوز، الاستنزاف الذي تعرضت له الولايات المتحدة في حروبها العدوانية في فيتنام وأفغانستان والعراق.

ويقول حردان هذا الاستنزاف ظهر بوضوح في الإنفاق الهائل على العدوان الذي لم يتوقف منذ انطلاقها، وهي تجبر حكام السعودية على شراء المزيد من السلاح وتوظيف المزيد من أموال الشعب السعودي ومدخراته في هذه الحرب الإرهابية الإجرامية.

ويضيف ” لقد بدأت انعكاسات هذه الكلفة المادية الباهظة للحرب السعودية تعبر عن نفسها في تفاقم العجز في الموازنة السعودية ولقد أدى الفشل في تحقيق أهداف عدوانها، والتورط بحرب استنزاف مكلفة، إلى إضعاف هيمنة ونفوذ الحكم السعودي على الدول الإسلامية والعربية”.

وفي تقرير “للعربي الجديد” فإن الاقتصاد السعودي عانى من تداعيات هذا العدوان، الذي كلف المملكة عشرات مليارات الريالات، على الرغم من التعتيم على الكلفة الفعلية، ما أدى إلى تآكل احتياط السعودية النقدي الذي فَقَد أكثر من 35 في المائة منه منذ بداية العدوان وهو كان من الأسباب الرئيسية التي أدت إلى عجز كبير في ميزانية السعودية.

ويرى اقتصاديون أن السعودية تتبنى سياسة التقشف التي لم تعهدها سابقاً وأن العدوان كان ولا يزال السبب الأساس في وصول المملكة إلى وضعها الاقتصادي الحالي، ولعل فرض الضرائب ورفع أسعار المحروقات كانا نتيجة حتمية لذلك فضلاً عن إنفاق الرياض عشرات المليارات على صفقات عسكرية جراء العدوان.

استنزاف بشري:

ووفقا للتقرير، فإن العدوان أدى إلى إرهاق الجيش السعودي الذي لم يعتد حروب الاستنزاف الطويلة. فطبيعة أرض المعركة، حيث التضاريس في جنوب السعودية وشمال اليمن، جعلت من حسم الحرب صعباً للغاية، الأمر الذي تسبّب في حالة ارتباك للجنود وارتفاع عدد القتلى بينهم. ولم تكن خسائر المملكة مادية فقط، بل إن العدوان أدى إلى سقوط قتلى من جيشها، لم يُعلن رسمياً عن عددهم، فيما سرت أنباء أن عدد القتلى يلامس الخمسة آلاف جندي، وظل الإعلام الرسمي صامتاً حيال الأرقام الحقيقية للقتلى، وبقي الإعلان عن بعض القتلى خجولاً خوفاً من ضرب معنويات الجنود، كما يقول التقرير.

وتابع” لعل انتماء بعض الجنود لقبائل معينة أفسح المجال أمام معرفة تقريبية لأعدادهم، فمن الصعب إخفاء هويات القتلى المنتمين لقبائل معروفة، وتمنع الدولة التطرق إلى أعداد القتلى من قبل الصحافة أو من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وتعاقب من يقوم بذلك”.

قائد القوة البرية (السابق) في الجيش الإيراني العميد أحمد رضا بوردستان في حوار مع قناة العالم يقول ” إن الجيش السعودي يفتقر إلى التجارب الحربية ولذلك فهو جيش هش، وإن واجه حرب استنزاف يجب أن يتحمل ضربات قاصمة وقاضية؛ وسوف يمنى بهزيمة قوية، لذلك على الرياض أن تترك خيار الحرب وتلجأ إلى الخيار السياسي وإلى المفاوضات.

وتطرق بوردستان أن العدوان على اليمن قد وحد اليمنيين حول بعضهم البعض ما أعدهم لمواجهة المعتدين، ولفت إلى أن هذا الانسجام يوفر الأرضية لتوجيه ضربات قوية إلى السعودية، مشيراً إلى أن اليمنيين استطاعوا وبفضل هذا الانسجام من صد القوات الموالية للعدوان.
 


بقلم : احمد الهادي – 

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.