“إنترسبت”: أمريكا تفشل في تقييد “السعودية والإمارات” وتفاقم الأزمة الإنسانية باليمن

[post-views]
16

بوابة ليبيا الاخباري

لقد خلقت الحرب في اليمن أسوأ أزمة إنسانية في العالم، حيث تقدر الأمم المتحدة أن 22مليون شخص،ما يعادل ثلاثة أرباع سكان البلاد، بحاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية.

ولقد تفاقمت حدة الأزمة خلال هذا الأسبوع مع شنّ قوات التحالف بقيادة السعودية هجوم على الحديدة، بقيادة الإمارات وبدعم من القوات الأميركية، من أجل السيطرة على المنفذ الحيوي الوحيد لليمن، حيث تعتمد البلاد على الميناء لإدخال 70 إلى 80 بالمئة من الغذاء والدواء والمساعدات الإنسانية.

“الولايات المتحدة تزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية الأسوأ في العالم من خلال الاستعانة بمصادر خارجية لسياستها في اليمن”

تحت هذا العنوان نشر موقع “إنترسبت” تقريراً عن الأوضاع في اليمن ومجريات الأحداث والانتهاكات الإنسانية والتواطئ الغربي الذي يفاقم المعاناة الانسانية ويزيد من حدتها.

وأشار التقرير إلى أن منظمة “أوكسفام”،كانت قد حذّرت من أن معركة أو حصارا مطولا “سيُصعد بشكل كبير من هذه الأزمة الإنسانية في حين أن الملايين بالفعل على حافة المجاعة”،وقالت الأمم المتحدة إنها ستضر بآفاق مفاوضات السلام طويلة الأجل.

والتقى فريق تحرير “انترسبت”، أكثر من 12 مسؤولاً سابقاً من البيت الأبيض ووزارة الخارجية،وقادة الشؤون الإنسانية والخبراء اليمنيين، الذين وصف العديد منهم الهجوم بأنه فشل كبير من قبل الولايات المتحدة لتقييد شركائها في التحالف،الذين يعتمدون إلى حد كبير على الأسلحة الأمريكية،والذكاء والدعم اللوجستي.

وأكدت المصادرأن “الهجوم على الحديدة شكل علامة على أن الولايات المتحدة تسمح لحلفائها مثل السعودية والإمارات بقيادة قرارات السياسة الأمريكية في اليمن”.

موقع “إنترسبت”، أشار إلى أن إدارة أوباما منذ بدء العدوان “دعمت بشكل كامل التدخل والحصار السعودي والإماراتي،وقدمت الائتلاف بالمخابرات وعشرات مليارات الدولارات من الأسلحة”، مضيفاً أنه “في عهد أوباما ساعد البنتاغون أيضاً في تزويد طائرات التحالف بالوقود، واستمرت حتى بعد أن قصفت أهدافاً مدنية مثل المدارس والمستشفيات”.

وأضاف أنه “حتى مع مراقبة مسؤولي إدارة أوباما لأزمة إنسانية متفاقمة في اليمن،عارض البيت الأبيض بشدة هجوم التحالف على الحديدة، إذ أراد التحالف منذ فترة طويلة مهاجمة الميناء، من شأن ذلك أن يتماشى مع الاستراتيجية الأوسع للإماراتيين المتمثلة في الاستيلاء على الموانئ على طول سواحل اليمن الجنوبية والبحر الأحمر”،وذلك بعد استيلائها في العام 2015، على مدينة عدن الساحلية الجنوبية،وفي العام 2016،على مدينة المكلا.

على الرغم من المعاناة الإنسانية والكوارث المحتمة جراء الهجوم على الحديدة إلا أن إدارة ترامب لم تبد اعتراض قوي وفعال، وقد اكتفى وزير الخارجية مايك بومبيو بتوجيه تنبيه إلى العديد من المسؤولين الإماراتيين حول الالتفات إلى الإضرار بالبنية التحتية للميناء وإعاقة تدفق المساعدات عبر الحديدة، لكنه لم يضغط عليهم لوقف الهجوم.

“لقد كانت الولايات المتحدة واضحة مع المسؤولين السعوديين والإماراتيين واليمنيين على كل المستويات أن تدمير البنية التحتية الحيوية أو تعطيل تسليم المساعدات الإنسانية الحيوية والسلع التجارية أمر غير مقبول”.

قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية لـ”انترسبت”، فيما أكد نشطاء وجماعات حقوق الإنسان أنه لا توجد طريقة لمهاجمة المدينة من دون إعاقة الوصول إلى المساعدات، على الأقل لفترة من الزمن، ولفت التقرير إلى ما قالته صحيفة “الغارديان”،إن الطائرات الحربية للتحالف قصفت الطريق الرئيسي من الحديدة إلى صنعاء في محاولة للحفاظ على التعزيزات من الوصول إلى الميناء.

هذا واعتبر التقرير أن واشنطن وبدلاً من منع الهجوم على الحديدة، عبرت في بيان على لسان بومبيو “عن منحها الضوء الأخضر للإمارات لقتل مئات الآلاف من الناس بدون استراتيجية سياسية أو هدف نهائي”،إذ يمثل البيان تخفيفاً في الموقف العام لوزارة الخارجية ضد أي هجوم يشكل خطرا على الميناء.

يأتي ذلك في وقت دعا فيه مبعوث الأمم المتحدة مارتن غريفيث، إلى “ممارسة ضبط النفس وإعطاء فرصة للسلام”، محذراً من أن المزيد من التصعيد “سيكون له تأثير على جهودي لاستئناف المفاوضات السياسية للتوصل إلى تسوية سياسية شاملة للنزاع في اليمن.”

ولفت التقرير إلى التناقض في سياسات واشنطن، إذ أنه بحسب شبكة CNN،فإن الولايات المتحدة رفضت مناشدات التحالف للحصول على الدعم العسكري والمخابراتي المباشر، فيما أعربت يوم الجمعة عن معارضتها لقرار مجلس الأمن الدولي الذي يدعو التحالف إلى وقف الهجوم؛ وتعتبر المنظمات الإنسانية أن الرسائل المختلطة من الولايات المتحدة تشير إلى موافقة حذرة للعملية.


مرآة الجزيرة 

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.