حرب الجواسيس بين اسرائيل وايران

[post-views]
17

بوابة ليبيا الاخباري 

ضجة كبيرة أثارها اعتقال الوزير وعضو كنيست سابقا غونين سيغيف بتهمة التجسس لصالح ايران حيث تشير تقارير مخابراتية إلى أنه أعطى ايران كنزاً من المعلومات الأمنية الحساسة وجاء اعتقاله بعد ما عرض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مجموعة كبيرة من الوثائق قال انها خطط البرنامج النووي الإيراني وأن أجهزة المخابرات الإسرائيلية قد استولت عليها.

ورغم تقليل وسائل إعلام إسرائيلية من وزن المعلومات التي سربها وزير الطاقة الأسبق غونين سيغيف لإيران لا يستبعد خبراء أن يكون “الوزير الجاسوس” قد سلم طهران “كنز معلومات” مما دفع خبراء لعدم استبعاد الحكم بإعدامه.

وأعلن بيان مقتضب لجهاز الأمن الداخلي (شاباك) أن سيغيف اعتقل الشهر الماضي في غينيا الاستوائية، وأنه كان يقيم منذ عام 2007 في نيجيريا التي تمكنت المخابرات الإيرانية من تجنيده فيها عام 2012.

قصة سيغيف بدأت بدخوله الكنيست منتصف تسعينيات القرن الماضي عن حزب “تسوميت” اليميني المتطرف، قبل أن ينقلب على حزبه ويدعم حكومة إسحق رابين التي عين فيها وزيرا للطاقة، قبل أن تتقلب أموره إلى أن دخل السجن عام 2004 بتهمة تهريب ثلاثين ألفا من حبوب الهلوسة من هولندا إلى إسرائيل.

ولا يبدو أن الشاباك قد أعلن سوى “الحلقة الأخيرة” في مسلسل تجسس سيغيف، أما أحداث حلقاته فستظل مجهولة، لاسيما وأن إسرائيل لم تكتشف قصة وزيرها الجاسوس إلا مؤخرا وبعد ستة أعوام من عمله لصالح إيران.

وزير جاسوس

بيان الشاباك نقل مقتطفات منه موقع الجزيرة كشف عن عناوين مهمة:

– وجهت لسيغيف تهمتي مساعدة العدو إبان الحرب والتجسس ضد دولة إسرائيل.

– زار الوزير طهران مرتين والتقى ضباطا بالمخابرات الإيرانية كما التقاهم في أماكن مختلفة بالخارج في فنادق وشقق تستخدم وفقا للتقديرات السرية للاستخبارات الإيرانية.

– تسلم جهاز اتصال سري لتشفير الرسائل التي كان يتبادلها مع ضباط المخابرات الإيرانية.

السؤال الأهم الذي اختلفت الإجابات عليه، كان حول وزن المعلومات التي حصلت إيران عليها،وهي وفق بيان الشاباك ما يلي:

– مرر سيغيف للمخابرات الإيرانية معلومات حول قطاع الطاقة الإسرائيلي ومواقع أمنية ومبان ومسؤولين في أجهزة سياسية وأمنية.

– أقام علاقات بين مواطنين إسرائيليين يعملون في مجال الحماية والأمن والعلاقات الخارجية، وضباط مخابرات إيرانية قدمهم للإسرائيليين على أنهم رجال أعمال.

زلزال في إسرائيل

– المحلل العسكري لصحيفة هآرتس “عاموس هرئيل” ذهب إلى أن القضية تثير تساؤلات جوهرية حول جاهزية إسرائيلية لإحباط عمليات التجسس، معتبرا أن الأهم أن يوسع الشاباك تحقيقاته للتأكد مما إذا كان الإيرانيون قد جندوا آخرين عن طريق سيغيف.

أما الخبير الفلسطيني بالشؤون الإسرائيلية صالح النعامي فقد رفض التقليل من شأن ما حصلت عليه إيران من “الوزير الجاسوس” وكتب في سلسلة تغريدات على حسابه على تويتر:

– إقرار إسرائيل بتجنيد إيران الوزير سيغيف إنجاز أمني ومعنوي هائل لطهران.

– كشف وزير الحرب الأسبق عمير بيرتس مساء الاثنين أن زلزالا سيصيب إسرائيل عندما يتم الكشف عن حجم الضرر الذي ألحقه سيغيف بالأمن من خلال تزويده إيران معلومات بالغة الحساسية.

– جندت طهران في السابق ضابط الموساد بن زايجر الذي زودها بمعلومات حول خلايا عملاء جندها الموساد داخل لبنان، وقد انتحر زايجر في سجنه قبل عامين.

– تجنيد سيغيف يعد سابقة، على اعتبار أنه وزير وضابط احتياط سابق لديه معلومات بالغة الحساسية والخطورة.

– يستدل أن المخابرات الإيرانية تعاملت بمهنية كبيرة في تجنيد الوزير الإسرائيلي، من خلال دراسة ملفه الشخصي والتعرف على الضائقة الاقتصادية التي مر بها، ناهيك عن نجاحها بالاحتكاك به، فتجنيد مثل هذه الشخصية يحتاج لابتداع حبكة تقمص محكمة تفضي إلى توريطه في أمر ما ثم ابتزازه.

– هناك ما يؤشر على أن مبادرة نتنياهو للكشف عن سيطرة الموساد على الأرشيف النووي الإيراني قبل شهر جاءت للتغطية على نجاح الإيرانيين بتجنيد سيغيف وما تبعه من أضرار أمنية كبيرة لإسرائيل.

أخطر قضايا التجسس في تاريخ اسرائيل

وعلَّقت القناة العاشرة الإسرائيلية على اعتقال الوزير السابق قائلة، إنَّ “إحدى أخطر قضايا التجسس في تاريخ (إسرائيل) تكشف هذا المساء”.

وأوضحت القناة المذكورة “صحيح أنه وزير سابق وسجن في الماضي وغير مطّلع،لكن بالتأكيد هو على علاقة مع الكثير من الجهات”، موضحةً أنه “حتى الآن لا توجد ردود رسمية للقيادة السياسية الإسرائيلية على هذه القضية،لا من رئيس الحكومة ولا من وزير الأمن ولا من رئيس الدولة”.

معلق الشؤون العسكرية في القناة اور هيلر، قال إنّ هذه القضية تسلّط الضوء على الحرب السرية الدائرة يومياً بين الاستخبارات الإسرائيلية بكل تفرعاتها والاستخبارات الإيرانية،مضيفاً “هي حرب عقول على طول كل الجبهة،فتشغيل وزير سابق على مدى ست سنوات أمر لم نره من قبل”.

أمّا معلّق الشؤون الأمنية في معاريف، يوس يملمان فقال إنّ “قضية سيغف أخطر من قضية فعنونو. فعنونو سلّم معلومات إلى صحيفة، بينما سيغف تعامل مع دولة عدوة تدعي أنه ليس لإسرائيل الحق في الوجود هذا الرجل جلس في جلسات حكومة ويعرف عن منشآت الطاقة والمياه ومنشآتنا السرية هذا إنجاز هائل لإيران التي نجحت في تجنيد وزير سابق لمصلحتها”.

اما القناة الثانية عشرة وفي تعليق على قضية تجسس الوزير رأت أنّ “هذه هي إحدى أخطر قضايا التجسس من ناحية مستوى المعلومات أو مستوى العلاقات وخاصة أن الأمر يتعلق بوزير سابق”.

ووفقاً لوسائل إعلام إسرائيلية فإنه بحسب ما نُشر عام 2002،كشفت المؤسسة الأمنية محاولات من حزب الله لاختطاف شخصيات إسرائيلية من بينها الوزير السابق سيغف ونقلها إلى لبنان كورقة مساومة مقابل إسرائيل في المفاوضات لتبادل الأسرى.

المزيد من الجواسيس

قال مسؤولون سابقون في جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك)، إنهم يتوقعون أن يكون هناك المزيد من الجواسيس الإسرائيليين الذين يعملون لصالح أعدائها وجاءت تصريحات المسؤولين في حديث لصحيفة “يسرائيل هيوم” العبرية، نشرته الثلاثاء 19 يونيو/حزيران 2018، تعقيباً على توجيه تهمة التجسس لسيغيف.

ونقلت الصحيفة عن “يتسحاق إيلان”، نائب رئيس جهاز “الشاباك” حتى عام 2010، قوله: “إن هناك شائعات أن سيغيف قام بما قام به بسبب المال لكن هناك احتمالات أخرى فهو كان يشعر أنه غير مرغوب من قبل الإسرائيليين فتولَّدت لديه دوافع للانتقام من إسرائيل”.

وقال مسؤول آخر تولّى منصب نائب رئيس “الشاباك” أيضاً، ويدعى “يسرائيل حسون”: إن الكنيست (البرلمان) هو آخر مكان يمكن أن تفكر أن تبحث عن جواسيس فيه،وعمليات التجسس التي قام بها سيغيف دامت عدة سنوات،وبعمل كثيف أحياناً” وأضاف أن الأجهزة الأمنية “ستستقي العبرة مما جرى”.

وثائق النووي الإيراني

ويأتي اعتقال الوزير الإسرائيلي السابق بعد أكثر من شهر ونصف على تقديم بنيامين نتنياهو أمام الصحافة في تل أبيب خلال بث حي على قنوات التلفزيون الاسرائيلية ما وصفه بـ”النسخ الدقيقة” لعشرات الآلاف من الوثائق الإيرانية الأصلية التي تم الحصول عليها “قبل بضعة أسابيع في عملية ناجحة بشكل مذهل في مجال الاستخبارات”.

وهذه الوثائق التي عرضها رئيس الوزراء الإسرائيلي،نهاية شهر ابريل نيسان الماضي سواء الورقية منها أو ضمن قرص مدمج،تشكل “دليلا جديدا قاطعا على برنامج الأسلحة النووية الذي تخفيه طهران منذ سنوات عن أنظار المجتمع الدولي في محفوظاتها النووية السرية”، حسب قوله.

وتظهر هذه الوثائق أنه رغم تأكيدات القادة الإيرانيين بأنهم لم يسعوا أبدا إلى الحصول على أسلحة نووية، فإن “إيران كذبت”.

وقال نتنياهو الذي تحدث في حينها من القيادة العسكرية في تل أبيب “قبل أسابيع قليلة مضت وفي انجاز استخباراتي كبير حصلت إسرائيل على نصف طن من المواد التي كانت موضوعة في قبو في طهران إسرائيل كشفت عن 55ألف ملف تحتوى على معلومات تجريم بشأن البرنامج النووي الإيراني”.

ولكن الوثائق التي قدمها نتنياهو الى الصحافة وقال انها جديدة لم تقدم جديدا بشان النووي الإيراني وهي وثائق استخباراتية تم الحصول عليها بواسطة عمليات معقدة جدا، إلا أن مقارنة ما عرضته تل ابيب بما قامت به طهران من تجنيد وزير داخله الحكومة الإسرائيلية يبدو عملاً أكبر بكثير وهو عمل شديد الاحترافية لا سيما بعد أن استغلت طهران حاجة الوزير السابق للمال فجعلته بوابة كبيرة لرؤية الداخل الإسرائيلي.


مسلم عباس

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.