الأكراد على خطى داعش

[post-views]
11

بوابة ليبيا الاخباري

تعاطفت معهم الاغلبية وهم يروا فى شاشات التلفزيون كفاحهم ومقاومتهم ضد تنظيم داعش الارهابي، والهمتنا صور نسائهم وهم يحملون السلاح كتفا بكتف مع رجالهم، ولكن عندما تغيب الدولة وهيبتها تنتهي كل شئ، مهما ظهر لك من ملائكة.

 فالاكراد أو “عصابات قسد” أن دق التعبير فى شمال سوريا وبالتحديد بالجزيرة السورية لم يعد يختلفوا كثيرا عما كان يفعله تنظيم الدولة الاسلامية بالعراق والشام داعش، فمن استخدامتهم امريكا بالامس ضد العراق، واليوم ضد سوريا، واستخدمتهم اسرائيل بالحرب فى العراق وسوريا للتواجد فى اقرب نقطة ممكنة من الحدود الايرانية، لمواجهة ايران من النقطة صفر، كما تواجه ايران اسرائيل من النقطة صفر عبر حزب الله فى جنوب لبنان، باتوا أفضل من يملئ فراغ داعش.

 فالجزيرة السورية لم يترك فيها مبنى الا ونهب الاكراد ما فيه، والشباب اعتقل وجند فى عصاباتهم اجباريا، وتم سن قوانين (وكأنهم دولة مستقلة) خاصة بالالتحاق بالمدارس التى سطو عليها، وتمليك المنازل والسيارات لا يتم الا بأستخراج اوراق من ادارتهم الذاتية، بجانب الاستيلاء على الكنائس وكافة ممتلكاتها هناك، الامر الذى استدعى اجتماع رؤوساء كهنة الكنائس السريانية والاشورية والارمينية بمنطقتي الجزيرة والفرات، بعد استقدام العائلات الكردية بشرق تركيا لتسكينها بالجزيرة بدلا من السوريين الذى طردوا على يد داعش لتغيير ديمغرافية الجزيرة ومن ثم شمال سوريا الممزق بالاساس.

 المتأكد منه أن أدلب ستكون على موعد مع الجيش العربي السوري شاء أم أبى السلطان، فهل بعد اجتماع زعماء روسيا، تركيا، المانيا، فرنسا يتضح مستقبل المناطق الواقعة تحت سيطرة الاكراد فى ظل حضور اقوى حلفائها (المانيا، فرنسا).

 خلاصة القول هناك ثلاث مشاهد فى الماضي يشروحوا لنا باستفاضة وبكل دقة ماهية الاكراد والهدف الحالي من دعمهم.

المشهد الاول جاء فى 11/4/1974 زار الرئيس الجزائري هواري بومدين الولايات المتحدة، واثناء لقائه مع الرئيس ريتشارد نيكسون وبحضور هنري كيسنجر وزير الخارجية وقتها، تحدث نيكسون وقال: “العلاقة بين الولايات المتحدة والعرب جيدة، ولكن توجد بيننا وبين العرب مشكلة إسرائيل ولا بد أن نتجاوزها
فأجابه هواري بومدين قائلا: “نحن العرب نرى أن الولايات المتحدة لم تكتفي بإسرائيل واحدة، وتعمل على تأسيس إسرائيل ثانية في شمال العراق (كردستان).”

 والمشهد الثاني جاء بعام 2009 (أي قبل اندلاع الفوضى بسوريا بعامين) عندما زار وزير الدفاع الايطالي السابق ماريو مورو كردستان العراق، وخلال زيارته تفقد مساحات ضخمة انشئ عليها مباني كثيرة وورش كبيرة للبناء، فسأل مورو عن الهدف من انشاء تلك الابنية الكثيرة فى مكان يعد بعيدا عن التجمعات السكانية، فجائه الجواب بأنها للاجئين الحرب فى سوريا، وبرغم ذلك الطليان لم يستوعبوا ما قاله الاكراد لهم الا بعد سنتين من اندلاع الفوضى بسوريا.

والمشهد الثالث كان بالعام الماضي (قبل الاستفتاء على الانفصال) عندما تلقى مسعود بارزاني أتصال من نور المالكي تضمنت شبه تهديد بسبب نية الاول فى الانفصال بالاقليم عن العراق، فأجابه بارزاني قائلا: “نحن لم نخاف من 9000 دبابة لصدام حسين فهل نخاف من 20 دبابة معطوبة تابعة لكم؟”

 وحقيقة الامر من يتأمل الخريطة الليبية سيجد أن نفس سيناريو شمال سوريا يتكرر تجاه اقليم فزان الليبي، فى ظل تعمد قوى دولية ان تخرج فزان من تحت أي سيطرة للدولة الليبية فى المستقبل على الجنوب وتغيير ديمغرافيته تماما، عبر اغراقه بمهاجرين ومرتزقة ومسلحين من تشاد وغيرها، ولنا وقفة قريبة فى ليبيا ومقال هام عنها.

 


فادى عيد

الباحث و المحلل السياسي بشؤون الشرق الاوسط

fady.world86@gmail.com

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.