ماذا يريد ترامب من اردوغان تقليم أظافره أم اسقاطه؟

[post-views]
7

بوابة ليبيا الاخباري 

بعد الصدام الاقتصادي بين الولايات المتحدة الامريكية وتركيا، وتصعيد الامور من قبل الرئيس الامريكي، بات المشهد يطرح سؤلا هام، وهو هل يريد ترامب اسقاط اردوغان؟ أم سيكتفي بتقليم أظافره فقط. 

 حقيقة الامر الرئيس الامريكي دونالد ترامب يستطيع تقليم اظافر تركيا الاقتصادية نعم، وربما بترها أيضا، ولكن اسقاط أردوغان يتوقف على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا الامريكي دونالد ترامب.

والجانب الفني الاعلى فى تلك المبارة العصيبة (ترامب-اردوغان) التى بدأت مع ايران وبسبب ايران، ستكون من نصيب بوتين لا اردوغان، بعد أن بدأ الاخير يسلم للامر الواقع ويطلب من امير الكويت صباح الاحمد جابر الصباح عبر وساطة قطرية دعم اقتصاد بلاده، كي يلقي له امير الكويت طوق النجاة عبر استثمارات ومساعدات اقتصادية كويتية لتركيا.

 فالرئيس الروسي فلاديمير بوتين الان بين أمرين لا ثالث لهم فى التعامل مع تلك المبارة العصيبة التى بات فيها الجميع ينتظر ردة فعله.

الاول استمرار الوقوف مع حليف الضرورة والوقت (اردوغان) بعد ان التقطه قبل ان يسقط على الارض ميتا بعد ان القى به الامريكي الى الهاوية فى محاولة انقلاب منتصف يوليو/تموز2016، وحينها ستكون تركيا وايران وغيرها ساحات خلفية للحرب الروسية الصينية على الدولار، فى حال ان قرروا الوقوف بجانب اردوغان، وسيكون الامر اشبه بحلف دولي تتزعمه موسكو وبكين لمجابهة الدولار.

او الامر الثاني وهو التخلي عن اردوغان الذى عاد دوره فى سوريا عبء مرة أخرى على موسكو قبل دمشق، بعد تعنت اردوغان ضد تقدم الجيش السوري نحو ادلب (عاصمة التنظيمات التكفيرية، ومليشيات الاستخبارات التركية)، واستمراره فى تكوين جماعات مسلحة ارهابية تحت مسميات مختلفة بسوريا، لمحاولة اقتطاع لواء اسكندرونة جديد.

 ولا طريق لعودة الهدوء بين انقرة وواشنطن الا بعودة اردوغان الى بيت الطاعة الامريكي من جديد، ونسيان شئ أسمه منظومة S400 الروسية أو HQ9 الصينية، وتسليم القس الامريكي المحتجز بتركيا دون شروط، وعدم المطالبة مجددا بتسليم الداعية فتح الله كولن المقيم فى ولاية بنسلفانيا الامريكية.

 حقيقة الامر مستقبل تركيا ليس بيد اردوغان، ومستقبل أردوغان ليس بيد الاتراك، ومستقبل الاقتصاد التركي ليس بيد ما سبق ذكرهم، ويبقى المؤكد ان تركيا اليوم لن تكون تركيا التى بشر بها الاطلسي فى 2004 اردوغان، بعدما رسموا خريطة للشرق الاوسط فيها ديار بكر عاصمة للشام، واسطنبول خلافة على الطراز الحديث، فالشرق الاوسط لم يعد قديم ولكن يكون جديد (شرق اوسط جديد كما خطط الانجلوسكسوني).

 ونحن الان نشهد مرحلة جديدة اكثر سخونة فى الصدام بين واشنطن وطهران من جانب، وبين واشنطن وانقرة من جانب أخر، ولا يوجد أي تعجب على تمسك اردوغان الشديد بأيران، فلو سقطت ايران، تركيا ستحصلها فورا ومن ثم قطر، ولو سقطت تركيا ستفتح ابواب العواصف على ايران، وسينتهي امر والي الخليفة العثماني أردوغان الاول فى قطر المدعو تميم بن حمد والثلاثون الف جندي تركي بقطر فى الحال، فالثلاث دول “تركيا، ايران، قطر” باتوا فى معادلة واحدة.

وغير مستبعد ان يكون ما يجرى حاليا كان متفق عليه بين ترامب وبوتين فى قمة هلسنكي.

 


فادي عيد

الباحث والمحلل السياسى بشئون الشرق الاوسط

fady.world86@gmail.com

 

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.