“ناشونال إنترست”:الناتو العربي سيكون أداة قمعية بيد السعودية والإمارات

[post-views]
8

بوابة ليبيا الاخباري 

يؤكد الباحث في معهد كاتو، دوغ باندو، بأن مشروع تشكيل تحالف عربي جديد لمواجهة تهديدات إيران مآله لن يكون إلا للفشل. ويستنكر في مقال نشر له في مجلة “ناشونال إنترست” ،الأمس الثلاثاء، دعوة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لتشكيل “ناتو عربي” وهو الذي طالما قلل من قيمة “حلف الناتو” الأساسي وتهكم منه.

وأضاف بأن الإدارة الأمريكية تعتبر حلف شمال الأطلسي عبئاً فكيف ستقدم على تشكيل حلف مشابه له في الشرق الأوسط وصرح المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، جاريت ماركيز، بأن هدف تشكيل هذا الحلف تكوين حصن “ضد العدوان الإيراني والإرهاب والتطرّف”. وللعمل على تعزيز الاستقرار في الشرق الأوسط.

وعقد ويز الخارجية الأمريكية، مايك بومبيو، اجتماع مع الدول المرشحة للمشاركة في الحلف الاستراتيجي للشرق الأوسط (ميسا) على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.

كما قام مساعد وزير الخارجية لشؤون الخليج العربي، تيم ليندركينغ، بجولة في منطقة الخليج لترويج فكرة هذا الحلف. ويواصل باندو بأن من المرجح أن تكون “السعودية” المرشح الأول لقيادة هذا التحالف، وهي الدولة التي انتقدها ترامب خلال حملته الانتخابية لأنها حاولت استغلال الولايات المتحدة حسب تصريحاته.

ويؤكد بأن هذا التحالف لن ينجح وذلك يعود لوجود دول خليجية دعمت الإرهاب على مر السنين. وذكر باندو بأن “السعودية” انفقت حوالي 100 مليار دولار في العقود الأخيرة لدعم الفكر الوهابي المتطرف.

وأشار إلى كون أغلبية منفذي هجمات 11 سبتمبر قدموا من “السعودية”. ويكمل بذكر دور “السعودية” والإمارات السلبي في زعزعة الاستقرار في بعض بلدان الشرق الأوسط كاليمن وليبيا وسوريا ولبنان.

ويشير إلى أن قطر وعمان والكويت احتفظوا بعلاقات جيدة مع إيران، خلافاً لموقف واشنطن. ومن هذا المنطلق يعتقد باندو بأن هذا التحالف الجديد سيخوض حرب الجميع ضد الجميع وذلك يعود لتباين آراء أعضائه فيما يخص بعض القضايا الأساسية مثل إيران.

ويقول باندو: السعودية والإمارات تسعيان للتحكّم بجيرانهما، فلقد فرضتا حرباً في اليمن، وقامتا بغزو البلاد بحرب قاتلة، كما حاصروا قطر، بل خطَّطوا لغزوها لولا المعارضة الأمريكية، في حين كانت الكويت وعمان تؤدّيان دورا تقليدياً للتوسّط بين جيرانهم”.

ويضيف بأن الأردن منشغل بمشاكله الداخلية والبحرين بقمع الغالبية الشيعية ومصر بتنفيذ أجندة “السعودية” ويعتقد الباحث باندو بأن إيران لا تشكل أي خطر على الولايات المتحدة وينتقد المساعي الحثيثة لترامب لتأسيس هذا التحالف لمواجهة “تهديدات طهران”.

ويضيف بأن “قدرة إيران تتفوق عليها الترسانة النووية الإسرائيلية والحرب الوحشية السعودية-الإماراتية في اليمن”. يؤكد باندو بأن نجاح قطر في تخطي الأزمة وإثباتها استقلاليتها السيادية قد أثار غضب الرياض وأبوظبي، خصوصاً كون قطر قد فتحت أبواب إعلامها لتغطية جرائم البلدين وفتحت أبوابها أمام المعارضين السياسيين القادمين من هناك.

ويذكر بأن حتى ليندركينغ يدرك ويعترف بكون الخلافات على المستوى الداخلي للأعضاء المرشحين تمثل عائق كبير أمام تأسيس هذا التحالف. وحسب وجهة نظر باندو فإن هذا التحالف لن تلتقي أطرافه إلا بضغط خارجي أمريكي لقبول هيمنة “السعودية” وهذا يشكل تهديد بفتح صراعات أخرى، كاليمن، تقودها الرياض. يضيف باندو بأن موقف واشنطن الداعم لصالح الأسرة الحاكمة في السعودية يعد “دعوة مفتوحة للحرب على مستوى المنطقة”.

ويضيف بأن هذه الأسرة معروفة بالفساد وعدم الكفاءة وسوف تستخدم هذا التحالف لتحقيق أهدافها وليس أهداف الولايات المتحدة أو غيرها.ويعتقد باندو بأن الناتو الأساسي قام بخدمات كبيرة للدول المتضررة من الحرب العالمية الثانية، ووقف بوجه الاتحاد السوفييتي ومطامعه، وانتقد كون الدول المشاركة لاتزال تعتمد على الولايات المتحدة حتى الآن على الرغم من مقدرتها الاقتصادية على الاستعداد لمواجهة أي خطر.

ويرى الكاتب بأن “الناتو العربي” غير مهم لأن ” الخليج العربي ليس مجالاً حيوياً لأمريكا، ولم يكن كذلك، ولكن على أيام الحرب كان هناك خوف من وصول الاتحاد السوفييتي السابق للمياه الدافئة والإضرار بمصادر الطاقة، ولكن اليوم تضاعفت إمدادات الطاقة، خاصة مع ظهور أمريكا كأكبر منتج للنفط في العالم، ولا يمكن اليوم تخيّل أن روسيا ستقوم بغزو الخليج”.

ويضيف ” لم تعد المشاكل خارجية بقدر ما هي داخلية وتفاقمها الحكومة الأمريكية. فواشنطن هي أكبر قوة تؤثر على استقرار المنطقة: دمرت العراق وليبيا وحاولت الإطاحة بالحكومة السورية وتدعم حملة تغيير النظام في طهران وتدعم التدخل العسكري السعودي المتهور في اليمن”.

ويكمل بأن الأنظمة الفاسدة المتسلطة، كالنظام السعودي، والديكتاتورية المتوحشة، كالنظام المصري، لا يمكن أن تجذب الشباب العربي المحروم، لذلك تستخدم لغة القمع كي تُبقي على حكمها. وبناءً على ذلك يؤمن الكاتب بأن ” الناتو العربي اداة لوضع أمريكا في خدمة القمع”.

ويشير إلى أن هذا التحالف سيكون بوابة لاستخدام القوات الأمريكية المسلحة دون منفعة مردودة للولايات المتحدة. ويذكر الباحث الأمريكي بأن تغاضي إدارة ترامب عن العديد من الانتهاكات التي ترتكبها هذه الدول ستعود بالسلب على الولايات المتحدة الأمريكية وستشجع على عمليات عنف ضد الشعب الأمريكي في الداخل أو الخارج.

ويدعو باندو حكومة الولايات المتحدة إلى فك ارتباطاتها بالأنظمة القمعية في المنطقة والانسحاب بأقل الخسائر، ويؤكد بأن “الناتو الاصلي تحول إلى عبئ على أمريكا أما الحلف الجديد في الشرق الأوسط فسيبدأ بداية سيئة وينحدر من هناك”.


مرآة الجزيرة

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.