وقد ندد المتظاهرون بشدة ورفعوا صور تظهر فيها حكام السعودية والامارات كتب عليها أينما حللتم حل الدمار والخراب – ارحلوا عن ليبيا والقيت كلمات خطابية موجهة للشعب الليبي ورسائل لشيوخ وحكام الامارات والسعودية تحدرهم من التمادي في التدخل بالشأن الداخلي الليبي وأنهم سوف يدفعون الثمن والرد عليهم سيكون داخل دولهم.
وشدد المتظاهرون أيضا على غياب واضح لوزارة الخارجية الليبية في حكومة الوفاق الوطني عن المشهد وطالبوا رئيس المجلس الرئاسي فايز السراج بضرورة اقالة وزير الخارجية محمد سيالة الذي وصفوه بالمتقاعس والنائم والخائن وتكليف شخصية وطنية ولد من رحم ثورة فبراير يناسب حجم الأحداث والتداعيات التي تشهدها العاصمة طرابلس ومدن غرب ليبيا.
الامارات التي شاركت بشكل مباشر مدني وعسكري في أحداث 2011م ضد نظام القدافي لم ترفع يدها عن الملف الليبي وباتت لاعب مهم ورئيسي حاولت سياسياً عبر تحالف القوى الوطنية بقيادة محمود جبريل وعسكريا عبر دعمها لقوات القعقاع والصواعق أن تكون حائط وسد ضدد تمدد الاسلام السياسي بقيادة الاخوان وعند فشله وخروجه من العاصمة طرابلس خلال مواجهات عملية فجر ليبيا ساهمت الامارات في اطلاق مشروع معركة الكرامة بقيادة الجنرال حفتر الذي لا تزال معاركه مستمرة الى يومنا هذا مخلفة وراءها ألاف القتلى المدنيين وألاف الجرحى ودمار في البنية التحتية تجاوزت تقديراته 100مليار دولار وديون حسب أخر تقرير رسمي قدرت بـ 35مليار دينار ليبي.
إن تقارير فريق الخبراء التابع لمجلس الأمن المعني بليبيا أثبت تدخل الإمارات في الشأن الداخلي الليبي بتمويل والسلاح بما يخالف وقرار الحظر الذي تفرضه الأمم المتحدة على توريد السلاح الى ليبيا.
ومما أثار غضب الليبيين أن نائب قائد شرطة دبي الفريق ضاحي خلفان يتحدث في صفحته الرسمية تويتر عن ليبيا ومدنها وكأنها امارة دبي ومدينة اماراتية حيث قال في تدوينة،واصفاً قوات حفتر بـ”قواتنا المسلحة”. وكرر خلفان في تغريدة أخرى “مدينة ترهونة واستقبال قواتنا المسلحة،هذه رسالة أوصلها لي ليبي لا أعرفه”، ناشرا فيديو يزعم أنه من استقبال الأهالي لقوات حفتر.
وقال في تغريدة أخرى: “طائرة حربية تدريبية تقلع من ثانوية مصراتة الجوية وتحاول قصف قواتنا المسلحة في منطقة العزيزية..ولكن الصاروخ أصاب منزل إحدى العائلات القاطنة في منطقة مجاورة”.
وفي تغريدة أخرى نشر مقطع فيديو لشخص يقول إنه أسير بيد قوات حفتر: ” هذه هي معاملة الأسري وأخلاق قواتنا المسلحة”.
في نوفمبر2015، أعلنت ليبيا عن توقيف ضابط إماراتي بتهمة التجسس،مشيرة إلى العثور على دلائل بين وثائقه وعلى جهاز كمبيوتر كان بحوزته.
وقال الصديق الصور مدير مكتب التحقيقات في مكتب المدعي العام،إن الضابط الاماراتي الذي عرفه باسم “يوسف صقر أحمد مبارك”، قد اعتقل في طرابلس بعد أن كشفت معلومات مخابراتية عن أنشطته ورغم النفي الإماراتي المستمر إلا أن وثائق مع “الجاسوس” أكدت ارتباطه بجهاز أمن الدولة وبشرطة دبي تحديداً.
يُذكر أن جهاز المخابرات الليبي في طرابلس رصد مؤخراً عدة مسؤولين وسياسيين ليبيين تم تجنيدهم لخدمة المشروع الاماراتي في ليبيا وتم تسليم سبعة منهم في لقاء باريس أجهزة اتصال خاصة ومشفرة للتواصل بشكل مباشر مع دولة الامارات كما رصد نشاط لجهاز المخابرات السعودي الذي نصح عملاءه الذين كانوا يعملون في شرق ليبيا بشكل ووظائف رسمية للنقل وطلب نقل العمل بشكل رسمي في العاصمة طرابلس منذ سنتين تقريبا وتوبعت العديد من الملفات والشخصيات والتي تم القبول بها فعلا ووضعت تحت المراقبة وألقي القبض على أغلب عناصر الشبكة السعودية.
#مؤسسة_بوابة_ليبيا