العيب في الصلصال لا في الأواني الفخارية

[post-views]
20

بوابة ليبيا الاخباري 

أظهرت الأيام أن العيب في الصلصال لا في الأواني الفخارية غير الجيّدة .

مهما شرعنا في إنتخابات ، وذهبنا إلى صناديق ، ولوّثنا سبّاباتنا بالحبر ، وإنتخبنا من نوّاب جدُد أو كدّسنا حكومات أخرى على أخرى ، فلن نخرج من هذا السرداب .

مهما عوّلنا على صحوة الضمائر ، أو ما تبقّى لنا من فضيلة ، أو تظاهرنا بالخوف من يومٍ تدهل فيه كلُّ مُرضعة عمّا أرضعت ، أو تناصحَ المنافقون في مجالس الرياء ، فلن نخرج من هذا السرداب .

مهما تبادل متخاصمونا من ( Shake hands ) أمام الصحفيين ، أو تنعّم المغرضون في فنادق الصخيرات وداكار ونيامي والقسطنطينية والدوحة وتونس ، أو قهقه المبعوثون الدوليون في حضور مسؤولينا ، فلن نخرج من هذا السرداب .

مهما توافد علينا من جواسيس لا نعلمهم ، أو ساقت الأيام لنا من رجال إستخبارات في صورة سفراء ، أو أصدرت حكومات الغرب من إشارات تعاضد وتآزر وسكتت عن مآخذ ومكاره ، فلن نخرج من هذا السرداب .

مهما دُسّت من ملايين في جيوب خونتنا ، وإنهالت أكياس المعونات من أهلّتهم الحمراء على معدمينا ، وفُرّغت ليلاً الذخائر من سُفنهم المجهولة في موانئنا المعلومة ، وحُرّك الكثيرون من أذناب القبائل ، فلن نخرج من هذا السرداب .

مهما تبادلنا الصبر على القهر في طوابير البؤس ، أو تدمّرنا من الغلاء والفوضى ، أو تناقلنا أخبار الخطف والنهب والقتل والذبح والحرابة ، أو خلت الجيوب والصدور والأفئدة ، أو تناوبنا على الإظلام ومحطات الوقود والغاز ، فلن نخرج من هذا السرداب .

مهما تناوب على أسماعنا المسؤولون بالكذب ولوّثوا شاشات تلفزيوناتنا ، أو تقطّعت بيننا الطرق ، أو إستيقظ الإنفصاليون والعنصريون ورفعوا راياتهم بين حيطاننا ، أو تنازعنا على شرعية برلمان أو حكومة ، فلن نخرج من هذا السرداب .

مهما أصطدنا من مهاجرين غير شرعيين في البحر واستوطناهم ديارنا حتى لا يُرى إيطالي أسودٌ يُدعي ماريو يلعق الجيلاطي في كامبو دي فيورو في روما ، أو تظاهرنا بالرأفة على المهاجرين أمام منذوبي جمعيات حقوق الإنسان أم كنّا قساة عليهم ، أو أنزلناهم منازل جوداً أم بعناهم كالسلاحف ، فلن نخرج من هذا السرداب .

مهما تقاتلنا كالديوك أو تسالمنا كالأرانب ، أو إمتشقنا السيوف أم رفعنا الأعلام البيضاء ، أو هجونا ديسمبر وسبتمبر وفبراير أم كتبنا المعلّقات تغزّلاً فيهم ، أو تنصّلنا من وقائع تاريخية أم تفاخرنا بها ، فلن نخرج من هذا السرداب .

لن نخرج من هذا السرداب إلّا بزمنٍ ستاليني مقطوعٍ تُضرب فيه أعناق اللصوص والفاسدون والأوباش والخونة ، وتُقام فيه الحدود علانية على رؤوس الأشهاد ، زمنُ لا تُسمع فيه إلّا مطارق القضاة وصرير أبواب الزنازين وتٌتناقلُ فيه أنباء إسترداد مؤسسات الدولة لدورها بلا إجتهادات المتنطّعين والهراطقة .


كابتن طيار مصطفى العدولي

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.