فقد رسخت فى البيان الاعتراف باتفاق الصخيرات وبالتالى بحكومة الوفاق الوطنى،كما أدانت كل التدخلات الخارجية فى ليبيا بدون أي تسميات وبالتالي تساوت جميع التدخلات،وأزاحت نصا كان “شكرى” يقاتل من أجله بعدم شرعية الاتفاقات مع تركيا ثم كلفت الأمين العام بالعمل على إنفاذ قرار رمادى لا لون ولا رائحة ولا طعم له.
أعتقد أن الخارجية المصرية قد عرفت حدود نفوذها اليوم،بعد أن كانت في وقت من الأوقات تستطيع جمع كل قادة العرب بخطاب عام وخلال ساعات وتوقعهم بلا تحفظ على قرارات من اعدادها،هي اليوم تصارع من اجل إصدار بيان “لا يعني شيئا”..
أنا مصري الهوى..فاَهلها أهلي وشوارعها شوارعي وأبي استشهد على ترابها وروت دماءه أرضها(1)،ولكن السر وراء تراجع دورها العربي،الأمر الذي لا يليق بها،هو انها صارت تعمل لصالح اجنحة يقودها أطفال [عيال زايد وبن سلمان] يملكون مالاً،بدلا من تكون مصدر حكمة يستفيد منه كل العرب بل العالم.
على مصر أن تعود لدورها التاريخي إن أرادت لكلمتها أن تكون مسموعة في محيطها “وإلا تمزق مسوداتها وتلقى فى سلة المهملات”.
يذكر أن جامعة الدول العربية عقدت اليوم الثلاثاء اجتماعا طارئا على مستوى المندوبين حول تطورات الأوضاع في ليبيا،في مقر الأمانة العامة للجامعة بالقاهرة ويأتي هذا الاجتماع بناء على طلب مصر وذلك “لبحث التطورات في ليبيا واحتمالات التصعيد هناك بما ينذر بتهديد استقرار ليبيا والمنطقة”.
بقلم: محمد صالح بويصير
كاتب ومحلل سياسي ليبي مقيم في أمريكا
(1)- الشهيد صالح مسعود بويصير وزير الخارجية الليبي استشهد في اسقاط الطائرة الليبية المدنية فوق أرض سيناء من قبل الاحتلال الصهيوني 21فبراير 1973م.