ليبيا وحروب النفط

[post-views]
44

بوابة ليبيا الاخباري

مقال مهم جداً للبروفسور مايكل شودفسكي أستاذ علم الإقتصاد بجامعة أوتوا بكندا بعنوان : ” عملية ليبيا ” والحرب على النفط : إعادة رسم خارطة أفريقيا *.

يحدد فيه العوامل والدوافع الحقيقية وراء تدخل الناتو في ليبيا وأن التطبيقات الجيوسياسية للتدخل هي بعيدة المدى وتتعدى حدودها.

من جهة أخرى يشير إلى أن أحد الدوافع وراء الحرب هو إخراج الصين من المنطقة وإنهاء دور المؤسسة الصينية للنفط وذلك مع إعتبار أن ليبيا هي بوابة للساحل ووسط أفريقيا مما جعلها أداة لإعادة رسم خارطة أفريقيا على حساب المصالح الفرنسية.

ويضيف الكاتب في مقاله تحت عنوان ” عملية ليبيا ” فيصفها بأنها أجندة عسكرية واسعة في الشرق الأوسط ووسط أفريقيا وأنها تشمل السيطرة عن طريق إمتلاك أكثر من 60% من إحتياطى النفط والغاز العالمى.

ويذكر بأن ليبيا تمتلك إحتياطى نفطى يوازي أكثر من ضعف ما تملكه الولايات المتحدة لذلك كان النفط الليبى هو الكأس لحرب الناتو-أمريكا على ليبيا.

ويضيف الكاتب ” وأن إحتلال ليبيا تحت ذرائع الولاية الإنسانية يوفر نفس الإمكانات المتاحة التي وفرها إحتلال العراق.

والخطوط الرئيسية لذلك هو إمتلاك إحتياطي النفط الليبي عن طريق زعزعة استقرار المؤسسة الوطنية الليبية للنفط ثم الدخول تدريجيا في خصخصة الصناعة النفطية والسيطرة على ملكيتها وإنتقالها إلى أيادي أجنبية “

ويضيف ” بأن التخطيط لإحتلال ليبيا هو جزء من المعركة لأجل النفط ، وول استريت ، الشركات الأنجلو-أمريكية النفطية العملاقة وشركات صناعة السلاح الأوروبية والأمريكية هم المستقيدون الصامتون من حرب الدعاية ضد ليبيا.

المخاطر المالية، فضلا عن “غنائم الحرب” مرتفعة للغاية والعملية العسكرية عازمة على تفكيك المؤسسات المالية الليبية، فضلا عن مصادرة مليارات الدولارات من أصول ليبيا المالية المودعة في المصارف الغربية.

وهدف تدخل الولايات المتحدة والناتو الاستراتيجي: يتمثل في السرقة الصريحة، لثروة النفطية الليبية تحت ستار التدخل الإنساني.

وبصورة أعم،فان الحدود الجنوبية لليبيا تمثل البعد الإستراتيجي للولايات المتحدة في سعيها لتوسيع مجال نفوذها في “أفريقيا الناطقة بالفرنسية”، والتي تحوي أراض شاسعة تمتد من شمال أفريقيا إلى وسط وغرب أفريقيا.

تاريخيا كانت هذه المنطقة جزءا من الإمبراطوريات الإستعمارية لفرنسا وبلجيكا، من خلال الحدود التي وضعت في “مؤتمر برلين” عام 1884 و الذي لعبت فيه الولايات المتحدة لعبت دوراً سلبياً.

وهكذا تتم في القرن الحادي والعشرين إعادة تقسيم القارة الأفريقية،والسيطرة على النفط والغاز الطبيعي والمعادن الإستراتيجية (الكوبالت واليورانيوم، والكروم، والمنغنيز، والبلاتين واليورانيوم) إلى حد كبير يدعم المهيمنة الأنغلو-أمريكي ومصالح الشركات.

التدخل الأميركي في شمال أفريقيا يعيد تعريف الجغرافيا السياسية للمنطقة بأكملها أنه يقوّض الصين ويلقي بظلاله على نفوذ الإتحاد الأوروبي.

إن تطبيقات توزيع القوى هي بعيدة المدى كما أن لها تأثير مباشر على العلاقة بين الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي.

إن الحقائق أصبحت تقلب رأسا على عقب والتدخل الإنساني أطلقه مجرمي حرب في مناصب عليا،والذين هم أولياء الأمور دون منازع لنظرية “الحرب فقط”.

ما هو الغرض من خارطة الطريق العسكرية لأميركا؟

تستهدف ليبيا لأنها واحدة من بين العديد من البلدان المتبقية خارج النفوذ الأميركي التي لا تتفق مع مطالب الولايات المتحدة.

ليبيا هي البلد الذي تم اختياره كجزء من “خريطة الطريق” العسكرية والتي تتألف من “حروب المسرح المتزامنة والمتعددة” في العبارة التي نطق بها قائد ورئيس منظمة حلف شمال الأطلسي السابق الجنرال ويسلي كلارك.

التعليق:

المقال يحدد ويفسر معالم التحرك الدولى والعبث من خلال مكونات الفعل الداخلى حول مثلث النفط الليبي,الأحداث الكبار لا يمكن إعتبارها خصومة عادية يقوم بها بعض الحمقى والمغفلين ولكنها أعمال تتم وفق إستراتيجيات يطبقها على الأرض عملاء محليين لأهداف جيواستراتيجية كبرى تديرها قوى كبري لصالح مؤسسات مالية عالمية كبرى.


#متابعات_بوابة_ليبيا

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.