بويصير…أتمنى أن يفهم الجنرال نصف هزيمة خير من هزيمة كاملة ويحيل نفسه للتقاعد

[post-views]
65

بوابة ليبيا الاخباري 

الخطة…كانت تقوم على عنصر المفاجاة،خاصة أن الجميع كانوا ينتظرون مؤتمر غدامس،وكانت القطاعات العسكرية تتحرك شمالا وغربا باعتبار انها ستكون جزء من الاتفاق.

صباح…الخميس الرابع من ابريل،وقبل بيان الجنرال ببداية العملية تم الدخول الى “غريان” بالاتفاق مع أحد جماعاتها المسلحة واستفادت من المفاجاة،قبل الظهر وصلت قوة الى بوابة الـ 27,وسط تردد من الجماعات المسلحة في الزاوية وجنزور،وفي طريقها الى وسط مدينة طرابلس حسب الخطة،للإيحاء بان المدينة قد تم الاستيلاء عليها مستفيدا من حالة الارتباك.

البعثة الأممية…أثرت التريث لمعرفة النتايج أولا،وكذلك أطراف دبلوماسية أخرى تصوروا أن الأمر قد حسم.

قرر…جماعة جنزور ومعهم جماعة الزاوية إيقاف القوة التي وصلت لل27،وفعلا تم إلقاء القبض عليهم دون إصابة أي منهم ومع مرور الوقت أجهضت الخطة التي اعتمدت عنصر المفاجأة.

ترافق…هذا التطور مع بداية حشد القوات في الغرب الذي تعزز بإعلان مصراته والأمازيغ وباقي الأطراف في الغرب رفضهم للاجتياح،وبدأ التجهيز لاستكمال الخط الدفاعي حول المدينة.

الموقف…الذي بدأ من نقطة كان فيها الجنرال يستمتع بارتباك خصومه نتيجة المفاجأة،بدأ يتغير الى حرب مواقع تقليدية يتحمل فيها عبء خطوط امداد طويلة ولا يمتلك لها خطة حيث أنها لم تكن في الحسبان.

مقابل…هذا التغير الحاد في طبيعة المعركة من عملية خاطفة الى حرب مواقع،يضطر الجنرال أن يرسل غربا كل من يمكن أن يقاتل،بما في ذلك قوات من الشرطة وحرس المنشآت النفطية.

لا زالت…القًوات في الغرب تعمل في إطار خطة دفاعية،ولكن انتقالها للهجوم متوقع خلال ايّام بعد اكتمال الحشد،وهذا سيحول المواجهة الى طور ثالث،يتحول فيه الجنرال الذي خسر المرحلة الأولى لفشل المباغتة وتم تثبيته في المرحلة الثانية الى الدفاع في الثالثه،وبدون خطة مسبقة وفي ظل تحريك قواته لمئات الكيلومترات الذي أدى لإجهادها واستهلاك حماسها وفي مواجهة قوات معنوياتها مرتفعة نتيجة لنجاحها في امتصاص الهجوم.

يقول روميل…”حرب الصحراء مثل حروب البحار،لا قيمة فيها لاحتلال المدن،فهو مثل احتلال مواقع في وسط الماء،العبرة في حرب الصحراء لتدمير قدرات الخصم،التي تتأثر بخطوط الامداد الطويلة والمسافات التى تتحرك فيها القوات”.

الجنرال…الذي استعدى بصلفه وغروره الجميع،سيجد الشباب الذين أرسل بهم للحرب بلا أدنى شعور بالمسئولية ومن أجل حلم شخصي ومصالح من دعموه،سيجد الجميع يهاجمونه،في الغرب والشرق والوسط والجنوب،ومعها سيتحرك الشارع مطالبا باستعادة أبناءهم الذين أودى بهم التخطيط الفاشل.

يقولون…” النجاح له ألف أب بينما الفشل يولد يتيما” ولذلك لن يجد حوله من يدعمه،وستغلق الهواتف في وجه استغاثاته،ويتحول حلفاء الأمس الى ناقدين لفعله المتهور.

لا أحد…يريد أن تزهق مزيد من الدماء من أجل أطماع أجنبية تلاقت مع أحلام شخصية غير ممكنة التحقيق ولا أن تدمر مزيد من المدن.

لذلك…أتمنى أن يفهم الجنرال الموقف،وأن يعي أن نصف هزيمة خير من هزيمة كاملة وأن يقوم بسحب القوات طوعا وبدون تأخير،وأن ينهي القتال الذي بدأه حفظا للدماء،وأن يحيل نفسه للتقاعد مقابل عدم ملاحقته قانونيا.


بقلم: محمد  صالح بويصير

كاتب ومحلل سياسي ليبي

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.