السعودية والإمارات..كبح رياح التغيير والحفاظ على الوضع الاستبدادي والتخلف

[post-views]
9

بوابة ليبيا الاخباري 

الطبيعي هو أن يصادف أي تغيير مقاومة، فالتغيير مسألة مجهدة لا سيما إذا كان ذا منحى مفاجيء، دون مراعاة للظروف المحيطة به.

إن التغيير المفاجيء نحو الديمقراطية في مجتمعات محاطة بأنظمة استبدادية عريقة أثرت في العقول وتجذرت فيها يعتبر مسألة انتحارية.

يخبرنا التاريخ حينما نزوره أن تلك الأنظمة الاستبدادية ليست غبية،بل هي من الذكاء بمكان، وتحسن الدفاع عن نفسها بكل ما أوتيت من قوة.

لم يكن أبو جهل يوماً ما غبياً أو ساذجاً ولعله فهم الإسلام بعمق أكثر من مسلمي اليوم،الأمر الذي جعله يتيقن ضرر الإسلام على نظامهم الجاهلي الطبقي فتصدر حملات الاضطهاد.

أبو جهل بكل تأكيد يعلم أن الأصنام ليست آلهة لكن الكبر والمقامات والميراث القديم وتجذر النظام والمنفعة عوامل مهمة في معارضته للنظام الجديد والثورة الإسلامية الكبرى.

إسقاطاً على واقع التغيير والثورات في المنطقة اليوم وتعامل دول الإمارات والسعودية معها،نجد أن هذه الدول تنطلق في معارضة التغيير والثورات من دافع الدفاع عن عروشها واستقرار هيمنتها قبل أن تتمدد دعوات الحرية المجاورة إليهم.

أنظمة الإمارات والسعودية ليست ساذجة للحد الذي يجعلها تصدق أن السيسي في مصر وحفتر في ليبيا ديمقراطيان وطنيان يخدمان بلادهما و ينهضان بهما.

هم يعلمون بالطبع فسادهما واستبدادهما لكن الأهم لدي دول الاستبداد في المنطقة هو كبح رياح التغيير والحفاظ على الوضع الاستبدادي والتخلف.

لذلك علينا ألا نتوقع أن توقف كلا الدولتين الدعم عن حفتر،فهم يدافعون عن أنفسهم قبل حفتر،ومن الطبيعي القول بأن حفتر ليس إلا مجرد أداة وحلقة في سلسلة الثورات المضادة التي تم التخطيط لها آنفا،والعمل على تجهيزها منذ اندلاع الثورات.

ختاماً، يجب التذكير بأن ممالك أوروبا كلها تآمرت على الثورة الفرنسية وحاربتها منذ يومها الأول،إلا أن أوروبا اليوم كلها ديمقراطيات، وحتى ما تبقى من ملكيات فيها أصبحت خاضعة للدساتير والقوانين.

في النهاية.. الثورات ستنتصر ولكن بفاتورة باهظة.


بقلم: أ. مهند يونس

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.