بويصير…السلاح لا يحل المشاكل بل يعقدها

[post-views]
20

بوابة ليبيا الاخباري 

مارس 1975..كنت فى بيروت لإنهاء بعض مصالح للأسرة أعمل صباحا وألهو مع ثلة من أصدقائي مساء،وكان هذا المبنى قبل أن يدمر، فندق الهوليداى ان حيث أسكن.

بيروت..

وقتها عروس البحر الأبيض وأجمل مدنه وأهلها مخزون لا ينضب للجمال والرقه والثقافة والفن،حضرت فيروز في ميس الريم وصباح في معبودة الجماهير،سهرنا مع شوشو،والفينيسيا و قضينا نهايات الأسبوع فى الروشه على اللونج بيتش..

جاءت أخبار صيدا..

باغتيال الزعيم الناصري “معروف سعد” ، بعدها بأيام هوجمت حافله في بورمانه،بدأ إغلاق الشوارع،وظهر السلاح ونزل الجيش وامتد اطلاق النار حتى بوابه الفندق الذي سكنته،وانقلب الحال تدريجيا الى جبهة قتال.

“بدها تضيع علينا هالصيفيه”..

كان لسان حال الأصدقاء الذين خشوا أن القتال سيبدد الصيف القادم والممتع،سافرت وعدت بعد عام،وجدت أصدقائي يتحركون بمسدسات ولكل منهم اسم يبدأ بأبو،ابو محمد وأبو جورج،كلهم بلحى وشوارب والكلام كله عن السياسة والحرب ،وعرفت “زلمة” المنطقه الذى يسلك الأحوال الذى انقذنى من حاجز ليلى،وانغمس السياسيون فى الحرب ماعدا قله مثل “ريمون اده ” الذى فضل الابتعاد ..

غبت و عدت بعد عدة سنوات..

كان الفندق قد دمر ومعه أحياء كاملة،سكنت لدى صديق فتحاوي فى الطريق الجديده،وبحثت عن أصدقائي كان معظمهم ذهب للخليج ومن تبقى أنقسم المسيحي شرقها والمسلم غربها والدروز في الجبل،الحرب تحولت الى صراع طائفي اقليمي أصابع كثيرة تلعب في الظلام واللبنانيون يدفعون الثمن وحدهم.

لم تضع “صيفية واحدة”..

ولكن 17صيفية وتعلم اللبنانيون الدرس بقسوة وعرفوا أن السلاح لا يحل المشاكل،عدت لها بعد الحرب ووجدت أنه قد عاد لبيروت رونقها وبريقها،لم أعد أسكنها عندما أزور لبنان وأسكن الجبل بجوار جونيا،ولكني لا أغادر قبل أن أزور الحمرا وحي الفنادق والروشة واحتسي قهوتي في فندق فينيسيا حيث كان “صالح بويصير” يخوض نقاشاته مع مثقفي لبنان.

استرجع الذكريات واستوعب..”ان الشعوب تبدوا أحيانا كالأطفال لا تتعلم إلا من خلال التجربه”..


محمد صالح بويصير

كاتب ومحلل سياسي ليبي

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.