تونس:بوابة عبور الجواسيس الإماراتيين إلى ليبيا

[post-views]
18

#تونس بوّابة عبور #الجواسيس الإماراتيين إلى #ليبيا..التفاصيل و الخفايا عن مخطّطات #أبوظبيفي “منطقة #المغرب_العربي

ما يدور اليوم في العالم العربي و بالتحديد في منطقة الخليج يثبت تماما كلّ التخمينات و التسريبات عن الدور الإمارتي و سعي أبو ظبي الدؤوب لبسط أذرعها في كلّ الدول وخاصّة دول المغرب العربي فهي تعمل جاهدة على إفراز تغيير جيو سياسي في كلّ من ليبيا وتونس، عن طريق دعمها المعلن للجنرال الليبي المتقاعد خليفة حفتر ماليا و عسكريا و قد تمّ استقباله رسميا كمسؤول شرعي عن ليبيا تمهيدا لللانقلاب على الشرعية التي ابثقت عن الثورة الليبية بعد اقتلاع القذافي من الحكم.
وبالنسبة لتونس فقد كشفت “الوثيقة الفضيحة” خطط الإمارات السريّة في تونس و التي تسعى لتنفيذها عبر شبكة تضمّ سياسيين و إعلاميين تونسيين هدفهم خدمة مصالحها و تحقيق استراتجياتها،وقد فضحت الوثيقة العديد من الوجوه و الأحزاب الذّين جنّدوا أنفسهم لخدمة عرّابة الانقلابات في بلدان الربيع العربي. فهذا الدور الإماراتي لم يعد سرّا و أصبح يظهر جليًّا من خلال المعلومات والوثائق والرسائل والمكالمات المسربة.
وكانت قد كشفت مصادر إعلامية عديدة رسمية أنّ نحو 30 من المخابرات العسكرية الإماراتية، قدموا إلى تونس مؤخرا تحت عنوان “حماية السفير الإماراتي من كل تهديد يمكن أن يتعرض إليه”،وحسب المعلومات المتوفرة فإنّ السفير الإماراتي، يتمتع بحماية من الأمن التونسي، ويتنقل الرجل بحرية في التراب التونسي، ومن دون أي تهديدات،ولكن تشير التسريبات الرسمية أنّ هذه العناصر دخلت الى تونس بهدف العبور إلى ليبيا وذلك في إطار الاتجاه العام للسلطات الإماراتية بدعم موجة الثورات المضادة للربيع العربي،وقد نجحت فعلا في دخول التراب الليبي و تحقيق مآربها؛ إذ لم يعد خافيا اليوم أبدا الدور الذّي يلعبه آل زايد في ليبيا والذّين انحازوا انحيازًا واضحًا للمشير حفتر .
ويبدو أن هذه المجموعة الاستخباراتية الإماراتية لديها مهمة في ليبيا لتسليم سلاح لحفتر وتهريب كنوز ليبيا إلى أبو ظبي.
وقد تحدثت صحيفة نيويورك تايمز – في أغسطس 2014 – عن ضلوع كلٍّ من مصر والإمارات في اتفاق سري بينهما لقلب منطقة الربيع رأسا على عقب و انطلقت خططهم بشن أوّل غارة جوية في طرابلس كتصعيد عسكري – لم يكن معلنًا آنذاك – ضد المؤتمر الوطني العام وما يدعمه من مجموعات مسلحة إسلامية. وتعدى الأمر صحيفة نيويورك تايمز لتؤكد الولايات المتحدة، عبر تصريحات رسمية، حينها أن الإمارات ومصر شنتا غارات جوية على ليبيا ولكن الإمارات نفت ذلك.يأتي ذلك في الوقت الذي أفادت فيه تقارير صحفية أن محمد دحلان مستشار ولي عهد إمارة أبو ظبي محمد بن زايد آل نهيان يمثل رأس الحربة للإمارات بالداخل الليبي يساعده في ذلك محمد إسماعيل المستشار الأمني الأسبق لنجل معمر القذافي سيف الإسلام، ومما أكد دور دحلان في ليبيا تسريب لمكتب السيسي الذي ظهر في فبراير 2015 ويرجع إلى فبراير 2014 ويتحدث عن مساعٍ مصرية للوقوف ضد المؤتمر الليبي العام بالاستعانة بأحمد قذاف الدم لدعم التحرك على الأرض في ليبيا. وتطرق التسريب في نفس الإطار إلى زيارة “سرية” قام بها محمد دحلان ومحمد إسماعيل وغيرهما إلى مصر. وأكد فيها مدير مكتب السيسي عباس كامل على ضرورة خروج ذلك الفوج من المطار سرَّا.
فقد وظفت الإمارات منذ بضع سنوات، القيادي الفلسطيني، محمد دحلان، لإنشاء خلية استخباراتية تعنى بالأساس، بالعمل على إنهاء دور الإسلاميين في كلّ من تونس و ليبيا في المعادلة السياسية، كخطوة مركزية للإنقلاب على ما تبقى من الثورات العربية..وفي سياق الإعداد المسبق لتغيير جيوسياسي في كلّ من ليبيا وتونس نجحت الأجهزة الإماراتية في تجنيد 40 عنصرا تونسيا تمّ استقطابهم من طرف الأجهزة الليبية وتسليمهم للقوات العسكرية المصرية التي تشرف على تدريبهم منذ أشهر في قاعدة “العباسية” بمصر ضمن ما يطلق عليه برنامج “الأكاديمية” العسكري الذي يقوده مستشار ترامب الخاص إيريك برانس Eric PRINCE.
كلّ هذه التسريبات و المعلومات المثيرة تؤكّد الدور المشبوه للمخابرات الإمارتية التي أصبحت تعتمد حتما عمليات الجوسسة والعملاء في بسط نفوذها على المنطقة وأضحت تنتهج منهج الموساد في تأمين ظبّاط خاصّين لتنفيذ عمليات خارجية ،إذا تفيد كافّة المعطيات المتوفرة أنّ العناصر العسكرية التي دخلت إلى تونس، لم تكن ،كما أريد التسويق لها ، حماية السفير الإماراتي، بل حتما تهدف إلى القيام بأدوار أخرى في تونس و ليبيا ، وضمن استراتيجية إماراتية جديدة، جرى تنسيقها مع الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، خلال زيارة وليّ عهد أبو ظبي، محمد بن زايد إلى واشنطن في 15 ماي المنقضي، حيث نجح ــ وفق ما يتردد من أوساط إعلامية ــ في إقناع المستشار الأمني الخاص للرئيس الأمريكي، إيريك برانسEric PRINCE، “بضرورة مجاراة البرنامج الإماراتي للتغيير في المنطقة المغاربية وتحديدا ليبيا وتونس والجزائر”.
فالدور الإماراتي في ليبيا ،كما أسلفنا القول ،يمكن تشبيهه وبكلّ ما يتوفر من معلومات بعمل الموساد و المخابرات الصهيونية التي لا تخفي أبدا أعمالها و تنفذّها في العلن و السرّ كما رأينا على مرّ السنوات الفارطة حيث نفّذ الكيان العديد من عمليات الاغتيال خارج أراضيه،وبدورها أصبحت المخابرات الإمارتية تنشط خارج أراضيها و تنفّذ عمليّات من النوع الثقيل و التي يجرّمها القانون الدولي فقد أكد أحمد القاسمي – وهو دبلوماسي إماراتي رفيع المستوى – في رسالة بالبريد الإلكتروني سربتها نيويورك تايمز ، كتبها إلى “لانا نسيبة” سفيرة دولة الإمارات بالأمم المتحدة متحدثًا عن انتهاك قرار الحظر الدولي للسلاح وشحن أسلحة لحلفاء الإمارات في ليبيا، وأوضح القاسمي: “الإجابة على الأسئلة والالتزام بالإجراءات التي وضعتها الأمم المتحدة سيكشف مدى تورطنا في ليبيا، علينا أن نحاول توفير غطاء ليخفف من الأضرار الناتجة”.وفي ذات الصدد، يبدو أن الدور الإماراتي لم يقتصر على توريد الأسلحة بخلاف قرار مجلس الأمن الدولي فوفقًا لمسؤولين في حكومة طرابلس، فقد تم إلقاء القبض على جندي إماراتي في ليبيا يدعى “يوسف مبارك” واتهم بالتجسس. وكشفت التحقيقات التي لا تزال جارية معه أن المخابرات كشفت أنشطته وأظهرت معلومات على جهاز الكبيوتر المحمول الخاص به عن معلومات ووثائق تفيد أن مبارك كان يتجسس لصالح بلد أجنبي. هذا وقد نفت شرطة دبي أي علاقة لها بالمقبوض عليه في ليبيا.
وتبدو الإمارات، مقتنعة بأنّ الرهان على تونس و ليبيا ، يعدّ أمرا أساسيا، لتنفيذ مخطّطاتها في المنطقة فلم يعد مخفيا أبدا سعيها الدؤوب لزرع جواسيسها و عملائها في المنطقة وفق ما كشفه تسلّل قرابة الـ30 ضابطا من مخابراتها إلى تونس ومن ثمّ إلى ليبيا و الوثائق السريّة التي تمّ تسريبها مؤخرا و مثّلت فضيحة كبرى تغاضت عنها الدولة التونسيّة ولم يتطرّق لها ابدا رسميا رغم ما تكتسيه من أهمية قصوى تضرّ ابلأمن القومي للبلاد،خاصّة أنّ العديد من المراقبين يرون أنّ بصمات الإمارات تتجلّى بوضوح في التغييرات الحاصلة في تونس خاصّة منذ انطلاق حملة مكافحة الفساد و القبض على شفيق الجراية العدوّ اللدود لأبو ظبي و التغيرات الحاصلة في التحالفات السياسية في تونس بدءا بانقسامات جبهة الإنقاذ و الخلافات بين قياداتها سليم الرياحي و رجل الإمارات في تونس محسن مرزوق كما كشفت ذلك الوثيقة الإماراتية المعدّة خصيصا لتونس.
و ذهب العديد من المحلّلين و المراقبين بوصف التدخّل الإماراتي في ليبيا بالتدّخل اللغز فقد أثار التدخل العسكري لدولة الإمارات العربية في ليبيا بدعم من مصر في البداية موجة من التنديدات الغربية التي شجبت ما وصفته بـ”تدخلات خارجية من شأنها تغذية الانقسامات في ليبيا”، ولكن سرعان ما غضّ المجتمع الدولي الطرف عن هذه الانتهاكات الإماراتية لسيادة ليبيا وشعبها،و يتجلّى أكثر الدور الذّي تلعبه الامارات في منطقة الربيع العربي، ودعمها للثورات المضادّة من خلال شنّها حصارا على دولة قطر و إعلان مقاطعتها رفقة السعودية و البحرين و مصر ،وسعيها بـ13 شرطا تعجيزيا لـ “فكّ الإرتباط” بين قطر و الثورات العربية و بالتحديد بين قطر و الإسلاميين الذين يتموقعون في الحكم في كل من تونس وليبيا تحديدا.
فلم يعد سرا تورط الإمارات في تونس و ليبيا و تأثيرها المباشر في مجريات الأحداث ؛فقد نزلت أبو ظبي بكل ثقلها خلف حفتر في ليبيا و التيار المضاد للثورة في تونس للقضاء علي التيار الإسلامي بكل أطيافه وتصفية الثورات، وذلك ما يمكن أن نسميه العامل السلبي في حركة التاريخ، والليبيون والتونسيون لن ينسوا الدول التي تورطت في تأجيج الأوضاع في بلدانهم والإمارات علي رأس القائمة،باعتبارها هي رأس الحربة ضدّ منطقة الربيع،اليوم.


المصدر:ملتقى صوت الحرية العربية

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.