سبعٌ من السنوات مضتْ
لا تعدُّ بالشهور والأيام
بقدر ما تعد بالحوادث والظروف
فقدنا فيها أحباباً و أعزّاء
تقلبنا فيها بين أصدقاء و أعداء
جازفنا .. غامرنا .. نجحنا .. أخطأنا
تقول علينا المتقولون !!
خاض في نسبنا وأعراضنا الخائضون !!
سِرنا و لم نلتفت مضينا و لم نكترث
استمر أغلبنا في العمل بما نراه صوابا
لم نسقط امام العواصف .. انحنينا في بعض المنعطفات .
توارينا .. خملنا .. قمنا .. تدرجنا .. أسرعنا
لم يكن هدفنا المنصب والسيادة رغم إقبالها
ولا كان منهجنا الظلم و الجبروت رغم توفر اسبابه .
خاننا البعض و تجاهلنا البعض الآخر و أثبتنا وجودنا رغم كل المكائد والدسائس لسبب بسيط و هو احساسنا أننا من هذه الارض وهي مِنّا وأننا أبناء هذه الثورة وهي أمُّنَا ومن واجبنا المرور بها نحو الدولة والمؤسسات والامن والاستقرار .
سبعٌ مضت من عمري بدأت معي وانا ابن أحدى وأربعين و الأن انا إبن ثمانٍ وأربعين
احسب أن السبعَ أضعاف الأربعين !!
لم أعد أذكر من عمري الا ما رأيته خلال هذه السبع الطوال ، سبع الأثقال ، سبع الأحمال .. سبع المواجع والآهات ، سبع الشدائد والملمات .
سبعٌ من الأعوام مرت كأنها أحلام ، لكن استيقظنا عن واقع مؤلم .. الجميعُ مسؤولون عنه .. القديم والجديد .. السابق واللاحق .. المشفق والشامت .. الضاحك الجذلان والباكي الأسيف .
و مع كل المآسي و الآلام لازال العزم والاصرار على المُضي قُدماً لنزرع الأمل و نرسم الفرح وذلك بأن نشيع المصالحه.. و نسعى للم الشمل وأن نعفو عن مقدرة .. و نحلم عن علم .. ونتقدم بالشباب نحو التنميه والبناء و ميادين الإنتاج والمشروعات الصغرى والمتوسطة والانتقال بهم انسيابيا الى ما فيه الخير والنفع العام لهم وللبلاد .
سنعبرُ مع السبعِ الطوال الى غدٍ أجمل (( من طرابلس عروس البحر ،إلى بنغازي الشرارة ، ومن الزنتان الجهاد الى مصراته البطولة ،ومن الزاوية العنقاء إلى تاورغاء العودة وجبر الضرر ، ومن غريان الشمم الي طبرق التاريخ ،ومن البيضاء الاتحاد الي الجميل الاصالة ،ومن بني وليد العز الي زوارة المجد ، ومن سرت الإرادة الى العجيلات العزيمة ،ومن ترهونة المصالحة الى درنة الصبر ، ومن غات التنوع إلى الكفرة الحياة ،و من وإلى كل قرية ومدينة وقبيلة من ربوع ليبيا .. الصحراء المانحة، والبحر المتجدد، والجبال الشامخات ، ليبيا أنها الهوية والأصالة والحداثة المتناغمة عبر العصور )) .
هذا لسان حالي وحال أغلب الموجودين في المشهد اليوم فاللهم عفوك و توفيقك .
*وستبقى ليبيا مدينتُنا ,والإسلام دينُنا، والمصالحة و جبر الضرر ديْدنُنَا.
بقلم: هاشم بشر