اليوم قبل غداً،بين أن نكون أو لا نكون

[post-views]
58

ها نحن اليوم أصبحنا في دولة وهنه تتقاذفها أمواج خلاف ابنائها وتعصف بها رياح طمع جيرانها وتهددها صواعق تجار السلاح ، دولتنا هذه التي حباها الله بالكثير من الخيرات وجعل فيها شعبا طيب الاعراق اصلا ، وقليل الانتاج فعلا هذا الشعب الذي يترنح مع انغام التغيير التي حدثت ، شعبا لم يستطيع الاثبات للآخرين أنه جدير بالحياة فوق هذه الأرض بأفعال أبنائه الشائنة ، شعبا يضحي ولا يعرف لما يضحي ، يصفق ويهتف ولا يعرف لما يفعل ذلك ولمن ، يريد ولا يعرف ماذا يريد .. شاء القدر أن يستولي على مفاصل دولته شلة من أبنائه الطامعين العابثين قادوه إلى مشارف الجحيم بجهلهم ورعونتهم سوء تصرفهم ، هذا الشعب البسيط يريد ان يرتاح ويريد أن يأتي أحد ليريحه من معاناته التي لم تعد تحتمل ، هول المعاناة تسبب بانتشار الفوضى والتي بدورها تسببت بانتشار الجريمة والتي بدورها تسببت بانتشار الخوف والرعب وعدم الاطمئنان والذي بدوره تسبب بانتشار الامراض النفسية التي اصبح يعاني منها الجميع حتى وأن كان يبدوا انه صحيح معافى إلا ان العكس صحيح ، يعتقد البعض أن البلاد بخير .. كلا وألف كلا هي ليست بخير بل هي قاب قوسين أو ادنى من نهايتها المأساوية .

سياسيا ، لازلنا ندور في دوامة الخلافات والتي لا سبب وجيه لها ، نشبه الامر بسفينة يدعي ملكيتها اثنان ويدعي الحق في قيادتها وتوجيهها ثلاثة ويدعي الحق في صيانتها اربعة ويدعي الحق في اغراقها كثيرون ، بلاد بلا دستور وبلا قوانين عاملة وبلا عاصمة موحدة وبلا مؤسسة عسكرية جامعة وبلا حدود مانعة هي بلاد مستباحة بلا قيود .

 اجتماعيا ، المجتمع يعاني خلافات قبلية وجهوية ومناطقية ، النسيج الاجتماعي تمزق والقواعد التي كانت تحكم القبيلة والمنطقة تغيرت وأزيلت وأصبح المجتمع مبنى على الكره والضغينة والبغض .

اقتصاديا ، البلاد تمول نفسها بما تبقى من مخزون احتياطي شارف على نهايته ، والنفط يصرف على نفسه وعلى من يمتلكون القوة الضاربة على الارض وعلى عشاق السياسة ومدمنيها ، كل المشاريع التي كانت تعمل توقفت ولأسباب عدة بل أن بعضها انتهى نهاية مفجعة ، بينما العالم يتقدم نفقد نحن كل يوم بناء او مؤسسة او حتى محرك لآلة ما .

اليوم يتأزم الوضع اكثر وأكثر باستباحة ارض الجنوب ومن لا يعلم ماهو الجنوب لليبيا ، الجنوب سادتي هو عصب الحياة لها ، بدونه ليبيا عمياء عاجزة فقيرة ، اليوم نراه مرتعا يتسكع به من هب ودب من الدول المجاورة دونما اذن ولا احم ولا تستور،هؤلاء المتسكعين وصلت جرأتهم حدود سبها عاصمة الجنوب ، الغرب الليبي يعيش حالة النرجسية في ذاته ويعتقد واهما أنه الدولة بدون غيره  والشرق يعيش حالة الحدية يقطع المسافات الطويلة غطسا ويكاد يغرف في بركة صغيرة .. وبين هذا وذاك تعيش البقية الباقية مقسومة بين حالتين جزء كبير منها يعيش الحالة السيكوباتية وهم افراد المليشيات والمتنمرين على الناس والبقية تعيش الحالة المازوخية وهم المنهزمون والذين لا حول لهم ولا قوة .

 أيها الناس نحن فسيفساء تكمل بعضها البعض لا شرق بدون غرب ولا جنوب بدون شمال مجموعها يشكل ليبيا ، ولهذا وقبل فوات الآوان أما حان لهذا العبث أن ينتهي ، اما حان لهذا الطمع التوقف ، أما حان لهذا التعالي التواضع .. من كان لديه وهنا الكلام لكل مسؤول من كان لديه ذرة لبوبية من ليبيا وذرة وطنية وذرة تقوى فليتقي الله في هذه البلاد التي لن ينفع شعبها بطولاتكم ولا خطاباتكم ولا صولاتكم ولا أشكالكم أصلا .. اتقوا الله فيها وأغمضوا عيونكم وصموا أذانكم عن خلافاتكم التي قادتها الى مشارف الهاوية والتي ستوقعونها فيها لا محالة ، كونوا رجالا ولو لمرة واحدة وتغاضوا عن مطامحكم الشخصية وأنانيتكم لأجل بلادكم لو كان فيكم ذرة من خجل وذرة من رجولة ، اليوم نكون أو لا نكون لم يتبقى شيء سوى أن تُذبحوا الجميع وتبيعوا ما تبقى وترحلوا .. ولكن الى أين الرحيل ، ورائكم رب يمهل ولا يهمل وورائكم تاريخ يكتب وورائكم أجيال ستقرأ وتسأل .. فليبدأ كل منكم بنفسه وليحاول الاتصال بغريمه وخصمه فوالله عندها ستفرحون الجميع وسيهلل لكم الجميع وسيحترمكم الجميع ..

تعالوا الى كلمة سواء اليوم قبل غدا كي تكونون ونكون معكم حاضرين ونعتق ليبيا.

————————————————————————————————————

عبدالقادر جبريل القنزاع

Idcys@hotmail.com

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.