الهجوم علي المنشاات النفطية السعودية أدى إلى تغيير طبيعة الحرب العالمية

[post-views]
68

بوابة ليبيا الاخباري 

في صباح يوم 14 سبتمبر،قامت 18 طائرة بدون طيار وسبع صواريخ سكود – جميعها رخيصة وغير متطورة مقارنة بالطائرات العسكرية الحديثة – بتعطيل نصف إنتاج المملكة العربية السعودية من النفط الخام ورفعت سعر النفط العالمي %20 هذا الهجوم المدمر على منشآت النفط السعودية من قبل الطائرات بدون طيار والصواريخ لا يحول فقط ميزان القوة العسكرية في الشرق الأوسط،لكنه يمثل تغييراً في طبيعة الحرب على مستوى العالم.

حدث هذا على الرغم من أن السعوديين أنفقوا 67.6 مليار دولار على ميزانيتهم الدفاعية العام الماضي ، معظمها على الطائرات وأنظمة الدفاع الجوي باهظة الثمن والتي فشلت في صد الهجوم. كما تبلغ ميزانية الدفاع الأمريكية 750 مليار دولار،وتبلغ ميزانية الاستخبارات 85 مليار دولار لكن القوات الأمريكية في الخليج لم تعرف بما يحدث حتى انتهى الأمر

النقاش مستمر حول ما إذا كان الإيرانيون أم الحوثيون هم الذين نفذوا هذا الهجوم.لكن التركيز المفرط على من يتحمل المسؤولية يحول الانتباه عن تطور أكثر أهمية:كيف استطاعت قوة ذات مرتبة متوسطة مثل إيران،ترزح تحت العقوبات وبموارد وخبرات محدودة،إن تقوم منفردة أو من خلال الحلفاء بالحاق هذا ألضرر بالمملكة العربية السعودية التي تملك أحدث اسلحة دفاع جوي وتتمتع بحماية أعظم قوة عسكرية عظمى في العالم.

سبب تردد الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية في الرد عسكريا علي الهجوم الايراني مرده انهما يعرفان الآن،على عكس ما كانا يعتقدانه قبل عام،أن الرد العسكري ستكون له تكلفة.

يلخص أنتوني كوردسمان،الخبير العسكري في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن ، بإيجاز أهمية هذا التغيير،حيث كتب أن ” الضربات التي استهدفت المملكة السعودية تمثل تحذيرًا استراتيجيًا واضحًا بأن عصر التفوق الجوي الامريكي في الخليج ، كما تفرد الولايات المتحدة بالمقدرة على توجيه الضربات الدقيقة,يتلاشى بسرعة. “ويوضح كوردسمان أن هناك جيلًا جديدًا من الطائرات بدون طيار ، وصواريخ كروز،والصواريخ البالستية ذات الدقة الدقيقة تدخل ضمن المخزونات الإيرانية وبدأت تصل الي الحوثيين في اليمن وحزب الله في لبنان.

قارنو تكلفة الطائرة بدون طيار التي هزت الاقتصاد العالمي .والتي لن تزيد عن مئات الآلاف من الدولارات بسعر مقاتلة من طراز F-35 ، الذي يبلغ 97.6 مليون جنيه إسترليني…كما ان صواريخ باتريوت الأمريكية الصنع المضادة للطائرات وهي سلاح الدفاع الجوي الرئيسي للمملكة العربية السعودية والتي كلفت 2.4 مليار جنيه إسترليني , كانت عديمة الفائدة يوم السبت الماضي.

حدثت نقاط تحول مماثلة في التاريخ العسكري عندما افشل نشر سلاح سهل الإنتاج ورخيص سلاح أكثر تعقيدًا وادى ذلك الي تغيير في نوعية الأسلحة لدى الجيوش.

عندما يتم استيعاب ما حدث في منشأتي بقيق وخريص،ستطالب الحكومات في جميع أنحاء العالم قادة القوات الجوية شرح سبب حاجتهم إلى إنفاق الكثير من المال على اسلحة باهظة الثمن بينما,كما اثبت الايرانيون ,هناك بدائل رخيصة ولكن فعالة.

كما في الماضي،سوف يصارع قادة القوات الجوية ومعهم مصنعو الأسلحة حتى أخر نفس من أجل ميزانيات مضخمة بشكل كبير لشراء أسلحة ذات فائدة مشكوك فيها في حرب حقيقية.


باتريك كوكبورن

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.