كيف تدير الولايات المتحدة الاضطرابات في العالم العربي؟

[post-views]
54

بوابة ليبيا الاخباري 

بعد انهيار الاتحاد السوفيتي في عام 1990،قام الكثير من المصرفيين العالميين بتشكيل العديد من حكومات الدول العربية والشرق أوسطية، وبعد ذلك وفي عام 2011 دخلت موجة أخرى من مسؤولي وكالة المخابرات المركزية الأمريكية إلى الموسم الفوضوي للدول العربية المعروف بالربيع العربي.

وفي هذا السياق،ذكرت العديد من المصادر الاخبارية بأن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية استغلت الاوضاع المأساوية في تلك البلدان وقامت بحرف مسار تلك الاحتجاجات الشعبية التي خرجت في عدد من البلدان العربية للمطالبة بتحسين الاوضاع المعيشية والاقتصادية، وجعلتهم في نهاية المطاف يشعرون بأنهم تحولوا إلى حطب يشعل حرائق الإمبريالية في المنطقة. 

وفي هذا الصدد، لفتت تلك المصادر الاخبارية بأنه بالإضافة إلى مراكز التمويل التي تأتي من الخارج، هناك اليوم أيضا دوائر أكاديمية وثقافية تتعاون مع جامعات امريكية واوروبية، وعدد من فرق البنك الدولي ونشطاء المنظمات غير الحكومية، قامت خلال السنوات القليلة الماضية بنشر الكثير من التقارير والاخبار الكاذبة على مواقع التواصل الاجتماعي لإثارة الشعوب للقيام بانقلابات ضد حكوماتهم.

وحول هذا السياق، ذكر العديد من الخبراء السياسيين بأن الولايات المتحدة الأمريكية لعبت دور كبير في تحريك الشعوب العربية ضد قادتها من خلال تقديم المساعدات المالية إلى منظمات المجتمع المدني العاملة في حقوق الانسان والديمقراطية،ودفع هؤلاء الشباب إلى ركوب الثورات والسيطرة عليها من أجل الحفاظ على المصالح الأمريكية في المنطقة،وكذلك من خلال ما يعرف بالقوة الناعمة، إذ تمكنت الولايات المتحدة الأمريكية عن طريق مندوبين مدربين من حشد الجماهير والتأثير على الرأي العام،وإعداد الشباب وتدريبهم على أساليب التأثير غير العنيف وكانت أبرز هذه المؤسسات التدريبية معهد “أينشتاين” التابع لمؤسسة “جين شارب”، حيث عملوا من خلال ذلك على احداث حالة من التغيير في قيادات بعض الدول العربية من الذين فقدوا شعبيتهم،وأعطت فرصة لغيرهم ممن يوافقون على تقسيم دولهم على أسس عرقية و مذهبية، وبناء على ذلك تم تدريب مجموعات من الشباب العرب من أجل أن يكونوا على رأس الحركات الاحتجاجية في دولهم تحت شعار تحقيق الديمقراطية.

الجدير بالذكر أن هذه المراكز وهذه الدوائر الأكاديمية تركز على الحركات المدنية والتطورات الميدانية التي حدثت في عدد من الدول العربية في عام 2011 وعلى الإسلام السياسي والمرأة والشذوذ الجنسي وحقوق الأقليات والطائفية وما إلى ذلك.ومن أبرز مراكز التمويل لهذه البرامج في الولايات المتحدة هي: “نيد ورند وبيت الحرية وفورد فافانديشين، وروكفلر، وأولبرايت، وسابان، وبعض المجالس الأكاديمية مثل كارنيجي ومعهد إدينافيرز، وناؤمان، وإبرت، وهانس دينزيل في ألمانيا يعتبر أيضا جزء من هذه المراكز.

ويتعاون العديد من المؤسسات في المنطقة العربية مع هذه المراكز الأجنبية،ومن أبرزها مركز الجامعة الصهيونية في القاهرة والمدن العربية الأخرى،ومركز الدراسات بجامعة “تل أبيب”،الذي يشرف على مهام وأعمال الطلاب العرب،وخاصة الطلاب الأردنيين والفلسطينيين، ومركز ابن خلدون في القاهرة وعشرات الهيئات المدنية والقانونية في بيروت، بما في ذلك جامعة “كارنيجي” وهناك أيضا مراكز في الاردن مثل “القدس” و”الأردن الجديدة” ومركز حرية الصحافة في العالم العربي وتعزيز الديمقراطية، تتعاون أيضًا مع هذه المراكز الأجنبية. وتجدر الإشارة إلى أنه منذ اللحظة الأولى، ركزت برامج وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية على خلق الانقسامات والطائفية تحت اسم اليسارية الاجتماعية والأعذار الليبرالية في الدول العربية.

الأدوات التي تستعين بها وكالة المخابرات المركزية للتسلل العالم العربي:

1) مراكز البحوث في الولايات المتحدة التي بدأت بالعمل في سبعينيات القرن الماضي وعددها 5465 مركز منتشر في حوالي 169 بلد، ويذكر أن عدد هذه المراكز زاد بشكل كبير خلال الفترة ما بين عامي 1995 وحتى 1997. وفي هذا السياق، كشفت العديد من التقارير بأن هذه الدوائر والمراكز الأكاديمية المرتبطة بمقرات المخابرات الأمريكية المختلفة، تقوم بعملها من خلال الشؤون الأكاديمية أو من خلال تشكيل دورات علمية محددة لهذا الغرض أو من خلال إنشاء مراكز بحثية في الجامعات المختلفة وإنشاء فروع لهذه الجامعات خارج الولايات المتحدة، بما في ذلك في الدول العربية مثل لبنان ومصر ودول أخرى في الخليج الفارسي ومن أشهر تلك المراكز والجامعات الاكاديمية الامريكية: جامعة كولومبيا، وبرينستون، وهارفارد، وشيكاغو، وبيركلي، وكارنيجي، وماساتشوستس، وكامبريدج في إنجلترا، وسانت أندروز في اسكتلندا، وجون موناش في أستراليا.

2) شبكة الدعارة الجامعية والأكاديمية: كلفت المخابرات الأمريكية إدارات خاصة بالمنظمات الدولية للعمل في مجال نشر الدعارة بين الأكاديميين والمثقفين وفي هذا السياق،وصف أحد مخططي هذه الدوائر الذي انفصل عنها،بأن بعض الجامعات والمراكز الاكاديمية أصبحت شبكات لنشر الدعارة بين اوساط الطلاب والكادر التعليمي.

3) المجالس الثقافية المرتبطة بوكالة الاستخبارات المركزية: كان أول مجلس ثقافي تابع لوكالة الاستخبارات المركزية هو مؤتمر الحرية الثقافية الذي تزعمه “مايكل جوسيلسون” في عام 2007، والذي كان يضم عشرات الفروع الأجنبية، بما في ذلك في الدول العربية. لكن المجلس الثاني لمؤتمر الحرية الثقافية كان مخصصا لدول أوروبا، وذلك بالتنسيق مع إذاعة الحرية الأوروبية ومؤسسة “بون أند بين”.

4) المجلات: وفقًا لما قاله المسؤول الخاص بوكالة المخابرات المركزية الأمريكية للشؤون الأكاديمية والثقافية “موفن لاسكي”، تم إصدار العديد من المجلات والمنشورات بلغات مختلفة ولقد اجتذبت تلك المجلات العديد من المثقفين مثل “بورخيس” و”رسل” و”هربرت ريد” ولقد تم طباعة هذه المجلات بالتنسيق مع الولايات المتحدة وبريطانيا، كما نشرت وكالة المخابرات المركزية منشورات ومجلات أخرى في بلدان عربية مثل لبنان.

5) المهرجانات والأنشطة المتعلقة بالمسرح والموسيقى والسينما والتي يتم تمويلها من قبل جهات ومؤسسات مرتبطة بوكالة المخابرات الأمريكية.

6) ولربما كان النجاح الأكثر خطورة الذي حققته الولايات المتحدة في هذا الصدد هو إنشاء سلسلة من التيارات الفكرية والأدبية التي عززت مفهوم “العدمية”.

7) الجوائز القارية والعالمية، والتي ثلاث منها لا علاقة لها بأسمائها أو بالثقافة أو الادب: فجائزة “نوبل” في الأدب، التي تمكنت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية من التحكم بها وإدارتها، كانت في الأصل لمستثمر اخترع الديناميت لاستخراج النفط في أذربيجان. وجائزة “بيكاسوس” للأدب هي أيضا مرتبطة باحد المستثمرين في مجال الاتصالات والنفط وجائزة “بوكر” هي أيضا احدى هذه الجوائز التي تتعلق بمجالات النفط والغاز.


المصدر: الوقت

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.