لم يكن عبدالله الثني بمنأى عن الاتهامات التي وجهها له الخصوم منتقدين الحالة التي أوصل لها الجيش عندما كان وزيرا للدفاع وأن السبب الرئيس الذي جعله يرشح للمنصب هو ضعف شخصيته مما يسهل على المحيط الدائر به التحكم في قراراته وإملاء السياسة التي يراد اتباعها عليه.
من ذلك الهجوم الذي شنه اللواء سالم قنيدي رئيس الأركان الليبي السابق ووكيل وزارة الدفاع المستقيل على المؤتمر الوطني العام الليبي بسبب تكليفه لعبدالله الثني كرئيس للحكومة المؤقتة.
ورأى أنه كان الأجدر بالمؤتمر الوطني أن يحاكم الثني عوض تقليده هذا المنصب بسبب الوضعية السيئة التي وصل إليها الجيش الليبي عندما كان وزيرا للدفاع والتي لم يصل إليها قط عبر تاريخه.
ويرى قنيدي أن الثني جعل من ليبيا محل سخرية أمام العالم مستغربا كيف تعجز دولة بكل مكوناتها عن احتجاز “سفينة مدنية” (في إشارة إلى الناقلة الكورية) في الوقت الذي يقوم فيه مجموعة من الصوماليين باستخدام مراكب صيد صغيرة باحتجاز أكبر الناقلات واستدراجها إلى الشاطئ لفرض إتاوات عليها.وبدل أن يحاكم ويعاقب على تقصيره في كل المهام الموكلة إليه نجد أن المؤتمر “المتهالك” حسب اللواء سالم يقوم بترقيته وتكريمه بتكليفه رئيسا للحكومة خلفا للمقال علي زيدان.
وهذا السلوك كما يذهب قنيدي لا يدل إلا على أن المسؤولين في المؤتمر يريدون شخصا ضعيفا يمكن تسييره وتوجيهه حسب أجندتهم والتي يريدون قيادة البلاد حسب مقاساتها المفصلة من قبل دول معينة ما زالت تقف وراء كل ما تشهده البلاد من فوضى.
ولا يستغرب اللواء سالم كيف يتم سحب الثقة من حكومة كاملة بسبب “فسادها وفشلها” حسب وصف المنادين بحجب الثقة عنها في المؤتمر، وتتم إقالة رئيسها والإبقاء على بقية الوزراء بل وتكليف أضعف وزير فيهم وهو المولود خارج البلاد [الثني مواليد نيجريا] وذو الجنسية المشكوك فيها.
كما أن قانون العزل السياسي الذي أقرّ من قبل المؤتمر سابقا ينطبق على الثني باعتباره كان من ضمن الضباط الثوريين سابقا باعتباره كان منسقا للمثابة الثورية في الكلية العسكرية سابقا، ولكن العزل السياسي يطبق بشكل مزاجي لتصفية حسابات بين الأطراف المتصارعة حسب رأي قنيدي.
ويعتقد آخرون أن عبدالله الثني ليس غريبا عن المشهد الأمني في ليبيا فقد كان لأكثر من عام وزيرا للدفاع قضى منها أشهرا بين الحج والاعتمار بعد اختطاف ابنه من قبل مسلحين “مجهولين” في وقت كان فيه عناصر الجيش الليبي يذبحون في الشوارع. كما أنه لم يكن أبدا الرجل القوي في حكومة زيدان، ولم يكن أبدا مؤثرا في المشهد العسكري بليبيا.
وكان يتعرض لانتقادات مستمرة ولاذعة من ضباط الجيش الليبي لكونه لم يقم بأي إجراءات حقيقية تهدف إلى إعادة تأسيس الجيش الوطني على عقيدة سليمة.
المصدر:العرب اللندنية
العدد:10907