لــيـبـيــا الجدباء مقلب الخراب لا مقلب الشراب

[post-views]
48

بوابة ليبيا الاخباري

لم يعد الأمير محمد بن سلمان [أبومنشار]،الذي أمر بقتل الصحفي الغامض جمال خاشقجي، في القنصلية السعودية، وأذاب جسده في الحمض، كما كان يقول أردوغان وإعلامه وحزبه قبل عامين.
ولم يعد الرئيس عبدالفتاح السيسي، الجنرال الإنقلابي الذي خان الرئيس الشرعي، واغتصب السلطة، وأنهى الديمقراطية الإسلاموية، وقتل مرسي، كما كان حتى أول أمس يقول إعلام تميم، ليس الرسمي الحكومي الضعيف، بل الأميري الحقيقي القوي، متمثلاً في قناة الجزيرة الإخوانية، وتؤامها بوق عزمي بشارة اليساري الأرثوذوكسي التلفزيون العربي.
.
اليوم.. إبن سلمان أصبح صديق أردوغان، وقد سامحه على فعلته قائلاً له باللغة التركية {الله عاشق أسن} ومعناها بالعربي الله يسامحك.
.
واليوم.. السيسي شقيق تميم، وعفا الله عما سلف، وعما كان من أمر الحصار والمقاطعة والتآمر والشتائم المتبادلة، وبالمصري يا دار ما دخلك شر.
.
الـدول منظومات مصالح، وليست منظمات أيديولوجيا، والحكام حراس لتلك المنظومات النفعية البراغماتية، وليسوا أتباعاً لتلك المنظمات العقائدية الغبية..
.
أما حيث وحين تسقط وتموت الـدولـة، كما هو الحال في لــيـبـيــا، التي خرجت من التاريخ وبقيت عبئاً على الجغرافيا، فالمنظومات الوحيدة التي تحكم وتعمل هي، العبث والفوضى والفساد والجريمة والإرهاب، والمنظمات الوحيدة التي تسيطر، هي العصابات المسلحة المنفلتة، والعملاء الخونة، والإعلاميون المرتزقة الفجرة، ومرابيع اللصوص الوقحين، والسماسرة والقوادين.
.
لا يتوهمنَّ أحدٌ أنّ لــيـبـيــا الخرابة، ستتأثر سلباً أو إيجاباً بتقاربات الدول ومصالحاتها وانقلابات سياساتها، أو أنّ تلك الدول المتصارعة أمس المتصالحة اليوم، وزعاماتها واهتماماتها، ستضع بلادكم أيها الليبيون التعساء ضمن اعتباراتها وتفاهماتها، إلاّ وفقط باعتبارها ميدان رماية مفتوح واسع للصراعات الساخنة حين يختلفون، وساحة شاسعةً مغريةً للتقاسم المنضبط للمصالح والنفوذ حين يتفقون، لأن الساسة الفاشلين والمجرمين الناجحين في بلادنا الضائعة، ليسوا شركاء لأحد، بل أتباعٌ أذلاء لكل أحد، جعلوا القارة الليبية المترامية الأطراف صفصفاً قاعا، أيبس مِن ضريع، وأضعف مِن ضراعة، وأصغر مِن قاعة.

الكاتب والمحلل السياسي الليبي محمد عمر بعيو
قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.